للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

المركز الوطني للترجمة..متى

أ. عاصم الشيدي

 لا يأتي هذا المقال ردة فعل لعدم حصولي على شيء مترجم للمفكر الكيني «العماني الأصل» البروفيسور علي المزروعي الذي رحل عن عالمنا الأسبوع الماضي، وصنف بين أهم 100 مفكر في العالم، رغم أن ذلك كان محرضا ومستفزا كثيرا لطرح فكرة أن يكون لنا في عمان مركز وطني للترجمة.. مفكر بحجم علي المزروعي يرحل عن عالمنا عن عمر 81 عاما ولم يترجم من فكره شيء إلى اللغة العربية، وغير المزروعي المئات.. وغير أطروحاته الكثير من الأطروحات والفلسفات والكتب التي لا يعرف عنها عالمنا العربي أي شيء لعدم اهتمامنا بالترجمة ووضعها في المكانة التي تليق بها في سياق بناء الأمم والتفاعل مع مختلف الشعوب. العالم يتغير من حولنا، دول تتشظى وأمم تصعد وأخرى تسقط ونحن نلتفت في حيرة يمينا وشمالا ولا نكاد نعرف الفكر الذي يحرك هؤلاء وهؤلاء. أكملنا 44 عاما من نهضتنا الحديثة وليس لدينا مركز وطني للترجمة ومركز للدراسات الاستراتيجية وهما مركزان مترابطان يرفد كل منهما الآخر، للأول بعده الثقافي والمعرفي وللثاني بعده السياسي والأمني.
الأطروحات العلمية والثقافية والمعرفية التي تنتجها الأمم المتقدمة اليوم لا تصلنا في العالم العربي إلا بعد فوات الأوان.. لا نعرف ماذا يُطرح في الهند وهي قريبة منا ولا في الصين العملاق الصاعد اقتصاديا ومعرفيا ولا في اليابان ولا في أمريكا، بل لا نعرف ماذا يطرح في إيران المجاورة والملاصقة لنا ولا نعرف ماذا يكتب عدونا الأول: الكيان الصهيوني ولا نعرف حتى ماذا يكتب في الصحافة التركية ناهيك عن الأدب التركي والأطروحات السياسية والمعرفية في تركيا وأمريكا وفي أوروبا بشكل عام بسبب أننا لا نقرأ لغتهم وليست لنا مراكز تترجم ما يكتبون في أدبهم وفلسفتهم ولا في تصوراتهم للمستقبل العالم يتقدم معرفيا وتتغير فلسفته ونظرته نحو المستقبل ونحن لا نكاد نتغير أو نتقدم خطوة نحو الأمام. لا تبدو ترجمة مقالة نشرت في صحيفة أو أخرى من حين لحين قادرة على تقديم تصور حقيقي عن تلك الدول والأقاليم.. سواء كان ذلك التصور لصناع القرار في العالم العربي أو حتى لنا عامة الناس والدارسين والباحثين باعتبار أن بناء الحضارات فعل تراكمي لا يفترض أن يبدأ في كل مكان من الصفر.
المفكر العربي أدوارد سعيد لم يترجم كل فكره حتى الآن، رغم أنه نال نصيبا كبيرا من الشهرة والاهتمام، ولم ينقل إلى العربية حتى الآن كل ما كتبه محمد أركون وغيرهما من المفكرين والباحثين. كل هذا يحدث في عصر تيسرت فيه الأمور مقارنة بالزمن الذي نشأ فيه بيت الحكمة في بغداد، والذي كان مركز إشعاع حضاري ما زلنا نقتات على نتاجه حتى اليوم.
ليس حلما ترفيا ولا خيالا أن يكون لنا في عُمان مركز وطني للترجمة والدراسات الاستراتيجية يعمل فيه مترجمون عن اللغة الانجليزية والفرنسية والفارسية والهندية والتركية والعبرية والصينية واليابانية، وعندما نصحو في الصباح نجد المقالات المكتوبة بكل هذه اللغات قد ترجمت إلى اللغة العربية وصارت بين يدي صناع القرار، وبين يدي الباحثين والصحفيين والكتاب، إضافة إلى ترجمة آداب تلك اللغات وأطروحاتهم الفكرية والفلسفية ورؤيتهم نحو المستقبل والكون، ليكون كل هذا أرضية لعمل الجزء الثاني من المركز وهو جزء الدراسات الاستراتيجية.
صدقوني ليس الأمر ترفا أو حلما، إنه ورب الكعبة ضرورة، وضرورة ملحة كما لم يكن في يوم من الأيام.. إنه أمن وطني إضافة إلى كونه فعلا ثقافيا.. إنه فعل حضاري يليق بعمان وتليق به.

عُمان

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية