للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

المجلس النقدي الخليجي.. حتى أنت يا بروتوس!؟

م. عبدالله بن يحيى المعلمي

عندما ظهرت لأول مرة ورقة النقد الجديدة من فئة الخمسمائة ريال، كانت الورقة تحتوي على خطأ إملائي، إذ كتب عليها "خمسمئة ريال"، آنذاك ظهر من يحاول أن يبرر الخطأ بقوله إن هذه الطريقة هي الأصوب لأنها الأقرب إلى منطوق الكلمة، ولكن مؤسسة النقد العربي السعودي أحسنت صنعاً عندما قررت في نهاية الأمر أن تستبدل بالورقة المغلوطة ورقة جديدة بالإملاء الصحيح، ومع أن الخمسمائة ريال قد فقدت منذ ذلك الوقت كثيراً من وهجها وشيئاً من قيمتها إلا أنها على الأقل لم تعد تشتمل على خطأ صادر من بلاد العرب التي تفتخر بلغتها، لغة القرآن الكريم، وخطاب أهل الجنة.
بالأمس القريب طالعنا المجلس النقدي الخليجي في واحدة من أولى إطلالاته على الجمهور بإعلان صحفي يعلن فيه عن رغبته في تعيين عدد من "ذوو" الخبرة والكفاءة في تخصصات مختلفة، ولعلي أطالب المجلس الموقر بأن يبدأ بتعيين مدرس لمادة القواعد في المستوى الابتدائي ليشرح للمسئولين في الصندوق أن "من" حرف جر يجر ما بعده ولو كان جبلاً، وأن "ذو" من الأسماء الخمسة، وجمعها "ذوو" وهي تجر بالياء فتصبح "ذي" إن كانت مفردة و"ذوي" إن كانت جمعا!!
قد يقول قائل دعك من الفلسفة، وما الفرق بين ذوي وذوو؟ وهذا المجلس سوف يهتم بالعملة الخليجية الموحدة ولن يكون من بين اهتماماته العناية باللغة وأصولها، والمهم أن الرسالة قد وصلت إلى الراغبين في التوظف وكثير منهم قد لا يعرف الفرق بين ذوو وذوي.
وأجيب بتذكيرهم بقول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، وإن روح الإتقان في العمل كل لا يتجزأ، فلا يستطيع من يكون مهملاً في جانب من جوانب العمل أن يوحي لنا بالثقة في بقية جوانب عمله، وأقول لهم أيضاً أيجرؤ أحدكم أن يرتكب مثل هذا الخطأ لو كان يتحدث الانجليزية فلماذا إذاً نعتبر أن حائط اللغة العربية أقل ارتفاعاً من سواه، وأن تخطيه مقبول وتخطي غيره مذموم؟
وأخيراً أضيف إن إعلان المجلس النقدي الخليجي في صحف واسعة الانتشار في الوطن العربي كان من أوائل إطلالاته على الجمهور، وكان الأجدر بالقائمين على المجلس، وبوكالات الإعلان المتعاملة معه، وبالصحف التي نشرت الإعلان أن تكون أكثر حرصاً على المجلس من أن تشوه وجهه هنة مثل هذه كان يمكن، بل كان يجب، تفاديها.
يا إخوتنا، اللغة العربية عرضنا وشرفنا وموضع فخرنا واعتزازنا، أرجوكم أن تحرصوا عليها فإنها تستحق منكم بضع دقائق إضافية من التدقيق والاجتهاد.

الميدنة

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية