للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

بهريني ناشناليتي ديتيهيه

أ. مريم الشروقي

لو نطق أحد الجاليات الآسيوية المجنّسة بهذه الجملة، لما استنكرنا عليه، ولما قمنا بالكتابة عنه أبداً، فهذه لغته الأم لو رشّح نفسه في يوم من الأيام، ولكن أن يقوم أحد المرشّحين البحرينيين في مملكة البحرين، وطننا الغالي، أمّنا العربية، ذات اللسان العربي، التي نقول في مدارسها كلّ يوم «البحرين دولة عربية حرّة مستقّلة»، وندرّس داخل أرجائها الناطقين وغير الناطقين للغة العربية، ونؤكّد بأنّ هذه هويّتنا، وهي التي تكون فوق الجميع دائماً... فهذا ما لا يُعقل!

اليوم أصبحنا نترجم للبحرينيين الجدد، فها نحن نقول كلمات مثل: «ديتيهيه» و«هام رازي هيه»! ألهذه الدرجة استهينت اللغة العربية؟ هل نحن الآن بلد متعدّد الأصول والأعراق واللغات ولابد لنا بالقبول؟ هل أصبح الأجانب أكثر عدداً من البحرينيين أبناء البلد؟ إنّه أوّل الطريق، فبعد 4 سنوات ستُمحى الهويّة الأصلية لنا، لأنّنا سنكون أقلّية!

يا حسرةً على هذه الدنيا عندما نجد بأنّنا في الخلف وهم أمامنا مفضّلون علينا، فمعايير الإسكان القديمة تظلمنا، والبعثات تذهب لهم ونحن لا نحصل عليها، وفي العمل يزاحموننا، ناهيك عن الصحّة، فحدّث بلا حرج. إننا متأخّرون جداً جداً، وبعد سنوات سنُمحى من الخارطة!

أمرٌ مؤسفٌ ومبكٍ، ففي 15 سنة تغيّرت الديموغرافية البحرينية، إذ أنّك قبل هذه السنوات، كنتَ تعرف أهلك وأصدقاءك، وحتى الذين لا تعرفهم فإنّك تعرف بأنّهم أبناء وطنك، ولكن بعد هذه السنوات، أصبحنا مختلطين و«معفوسين»، واختلط الحابل بالنابل، ولا ندري ماذا ستحمل لنا الأيام في المستقبل؟

كل الذي نعرفه بأنّ ما قام به هذا المترشّح ليس خطأً، فهو درس الديموغرافية بدقّة، ووجد بأنّ الترجمة هي خير طريق للوصول إلى الناخبين الجدد، وتمنّينا لو أنه وضع أكثر من مترجم، فهناك الروس والبلوش والهنود - مع احترامنا لكل الجنسيات - الذين يحتاجون إلى مترجم فوري، ولا نريد لأحد أن يتحامل على هذا المترشّح، لأنّه كان صادقاً في إيصال رسالته، لأنّ البحريني المجنّس هو بمستوى البحريني الأصلي، وليس هناك قانون لا في وزارة الإسكان ولا البلديات ولا التربية ولا الصحّة، ليكون بحرينياً بدرجة ثانية، حتى يبقى البحريني الأصلي في الصدارة وله الأولوية!

لا تستغربوا يا شعب البحرين، فالبحرينيون الجدد لهم الحق في «تمام هكوك أسلي»، أي بالترجمة الفورية «الحصول على تمام الحقوق الأصلية»، فهم ونحن يجب أن نكون متجانسين، ولا أحد فرّق بيننا وبينهم، ولم يضعنا أحد في الصدارة، بل نحن «متساوين»، لا تنسوا ذلك يا إخوتي!

وما نقول إلاّ «سب سے نامزد»، أي «رشّحوا الأفضل»، لأنّ هناك شريحة كبيرة لن ترشّح أحداً، ظنّاً منها بأنّ حقوقها ضاعت بين النواب موديل 2002 - 2014، وبين المجنّسين المنعّمين بخدمة الترجمة الفورية هذه الأيام، ولا نقول إلاّ كما قال شاعرنا المعاودة رحمه الله:

مالي أرى الغريب منعّماً أسفا.. ونحن في زمرة الفقراء

يأتيك كشحّات بأشماله.. ويغدو عنها كادح الأرحال!

الوسط

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية