للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الباحث اللغوي الدكتور مسعود بوبو وكتابه نافذة على اللغة

بسام نوفل هيفا

إذا كان الأستاذ الدكتور مسعود بوبو الأديب واللغوي والباحث والأستاذ الجامعي المولود في قرية(المزرعة) إحدى قرى البسيط في ريف اللاذقية عام 1938,

‏وهو عضو مجمع اللغة العربية بدمشق, والمدير العام لهيئة الموسوعة العربية, قد رحل باكراً وهو في أوج عطائه الفكري,عام 1999, إلا أنه قد ترك لنا إرثاً قيّماً وحصيلة معرفية غنية المضمون, فيما نشره من مقالات ودراسات... ووضعه من كتب في حقل اللغة العربية وفقهها والأدب العربي, وفي فنون من القول, إذ كتب عشرات المقالات والخواطر وأمثالها في الدوريات والصحف بأسلوب تصويري وأداء شيق, ولغة شاعرية, وكتب البحوث في المجال اللغوي وعدداً من البحوث العلمية والأدبية الرصينة المطوّلة في الدراسات اللغوية التاريخية.. كل هذا شكّل معيناً ومصدراً ينهل منه الوارد إلى اللغة ويروي ظمأه, ويسقي عطشه.. والكتاب الذي بين يدينا الآن هو ثمرة من ثمار الباحث ومؤلفاته اليانعة, يقول في مقدمته: يعتقد بعض مثقفينا, ممن ارتضوا الكتابة بألوانها: هواية, أو حرفة, أو قضية أن البحث في اللغة أمر فات أوانه, أو عفا عليه الزمن, فهم لا يرون مسوغاً لتقصي طبيعتها وتعرف خصائصها, ولا يقتنعون بدواعي اعطائها مزيداً من العناية والاهتمام, مكتفين بما قيض لهم أخذه منها في سني الدراسة, أو بما سنح لهم منها في أثناء مطالعاتهم المتنوعة, وهم لا يميلون إلى إعلاء شأن هذا اللون من البحث العلمي بوصفه غير معدود في جملة قضايا العصر البارزة, وذلك في الوقت الذي يزداد فيه الاهتمام باللغة عامة, وبلغتنا العربية خاصة, ويتنامى ويزداد تشعباً في المحافل العلمية الجادة, وتتسع دائرته وتتعدد ميادينه ومناهجه حتى أصبح يحتل مرتبة متقدمة في الدراسات العلمية المعاصرة في مختلف بقاع العالم.‏

وليس في اتساع تلك البحوث اللغوية وتفرعها وتنوع مناهجها تضليل للمشتغلين باللغة, أو بالفنون التي أداتها اللغة, ولا تعقيد في وسائل تناولها وتذوقها, بل لعل في ذلك مقاداً أسلم إلى دقة الدراسة والفهم, ومعيناً على الدربة والمرانة.. بل لعله أعود على المهتمين بالفائدة, وأحفظ لأصالة لغتنا وتراثنا, لأن معرفة قوانين اللغة وخطوطها العامة العريضة لا تتيسر أو تكتسب- على وجه صالح مقبول- بغير معرفة الأصول,وذلك أمر تعززه وتكمله الدراسات اللغوية الفرعية والملاحظات المتأنية والمتأملة بتجددها وتنوعها وما تثيره عند المهتمين من حوار يخرج بالبحث اللغوي من إيثار الجمود والإهمال إلى التماس الحجج والبراهين والشواهد بمزيد من الاطلاع والتنقيب والمكايدة.‏

يتابع اللغوي بوبو حديثه مؤكداً صفوة القول: إن جهود باحثينا المحدثين في شتى الميادين التي ألمّ بها, أو حفل بها تراثنا لا يمكن أن تأتي ثمارها على الوجه الأتم ونحن نعيد قراءة ذلك التراث ما لم تكن لغته التي كتبت به محل عناية وفهم واتقان: أما الأمر الثاني, وأعني به التنقيب عما في لغتنا من ثروة نحن في أمسّ الحاجة اليها لتكون لنا رصيداً ومعواناً نستمد منه مقومات بناء شخصيتنا القومية المتميزة الواضحة- فهذا أمر لا يحظى باهتمام متسع يتفق وسرعة حركة الحياة وآلتها ومتطلباتها المتنامية, كما لا يتفق وحجم الطموح والتطلعات القومية الراهنة والمستقبلية.. وقد يكون في مثل هذا الكلام ما هو موضع دهشة واستغراب إذا ما قسناه بعملية التنقيب عن النفط أو الثروة المائية أو المعدنية لاعتقاد الناس بأن هذه الأخيرة فعلاً ثروات, أما اللغة فما صلتها بذلك؟!‏

ويضيف قائلاً: نحن عندما بدأنا نأخذ بطرق من علوم هذا العصر المتقدمة المتطورة كان أول من فزع إلى لغتنا يستنجد بها لتفي بتلك الحاجات الوافدة علماء من هذا القطر, بل كان الفضل كل الفضل لرجال من هذا القطر شمّروا عن سواعد الجد وعكفوا على تلك العلوم وأحسنوا ترجمتها وتعريبها فحفظوا للعربية ولأصحابها المكانة اللائقة والأصالة وماء الوجه ولم نبد متخلفين عن مواكبة حركة الحضارة الغربية, أو منتظري صدقات بل بدورنا مشاركين ذوي دور في التأثير والتأثر, كما كنا من قبل إذ عندما شارك العرب القدماء في الحضارة الإنسانية, من شرقية وغربية, أثبت أصحاب تلك الحضارة أنفسهم- فيما بعد- ما للعرب من اثر في حياتهم من خلال الكلمات الكثيرة التي أخذوها عن العرب. ولقد دلل البحث اللغوي المنصف على قيمة مثل هذا الأثر وذلك بالاعتماد على الدراسات التأصيلية المحدثة التي أفردت للكلمات العربية في اللغات الأجنبية معاجم وكتباً وأبحاثاً متفرقة بمختلف اللغات العالمية الحية.‏

وخلاصة القول: إنّ لغتنا في تدهور لا ينكره مهتم بها أو مخلص لها, وصور هذا التدهور غير خافية, ولا خافية مظانها, والترخيص في انحرافها نحو العامية تزداد رقعته يوماً بعد يوم, مرة تحت شعار إرضاء العامة في إيصال الفكر, ومرة انسياقاً مع دعوات المتأثرين بالثقافات الأجنبية ممن يأنفون من إتقان العربية, ومرة بحجة الإبداع والتطوير في اللغة, وهذا أهون الشرور.‏

يحسن بنا أن نولي لغتنا من الاهتمام ما يجعل جهودنا أكثر مردوداً وجدوى..‏

ويختم مقدمته مشيراً إلى أنّ هذه الصفحات التالية لا تدعي أنها تقدم منهجاً, أو ترسم مساراً لدراسة العربية, أو تنطوي على اجتهاد جديد لتفادي زلات الأقلام أو عوج الألسنة.. بل إنها لا تعدو أن تكون محلولة لفتح (نافذة) على لون من التواصل اللغوي.. نافذة تطل على رحاب اللغة..‏

ونحن بدورنا نقول: كتاب(نافذة على اللغة) ذات أهمية بالغة, وذات فائدة واضحة لاعتمادها المادة العلمية الغنية, والأسلوب الطريف والممتع.‏

من مقالات الكتاب التي بلغت تسعين مقالة, نذكر عناوين بعضها مثل: عن اللغة في الصحف, اللغة وعيوب النطق, ألفاظ يظن أنها عامية وهي فصيحة, هل تعرف معنى اسمك؟ من بلاغة النساء, النقود في العربية, وضع ألفاظ في غير مواضعها الصحيحة, ولبعض الألفاظ قصة, بعض أخطاء شائعة, من معاني الحب مراتبه عند العرب, جمال المرأة في اللغة, وسط وواسطة ووساطة, ألفاظ ليست عامية, الصحافة وأمثالها في اللغة, عن التذكير والتأنيث, هامة أم مهمة؟..‏

الوحدة

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية