|
|
دراسة تطالب بمعرفة تأثير اللغات الأجنبية على العربية
عبد الرزاق المعاني
طالبت دراسة تربوية حديثة إجراء مسح مشترك بين وزارة التربية والتعليم ومراكز البحوث التربوية لمعرفة مدى تأثير تعليم اللغات الأجنبية في المراحل الأولى على اللغة العربية.
ونبهت إلى ضرورة التقديم المستمر للطفل منذ التحاقه بالمدرسة، للتعرف على جوانب ضعفه في فنون اللغة المختلفة، وعلاقاتها بالعامية أو اللغات الأجنبية التي يستمع لها والعمل الجاد على علاج هذا الضعف عند اكتشافه، وقياس اثر الثنائية على اكتساب تلاميذ المرحلة الابتدائية بعض مهارات اللغة العربية، وكذلك اثر استعمال العامية في التدريس على مستوى الطلاب.
وأوصت الدراسة التي أعدها الدكتور محمد محمود موسى أستاذ المناهج وطرق التدريس المشارك بجامعة الحصن بعنوان «الثنائية اللغوية مفهومها وآثارها على تعليم اللغة العربية في المرحلة الابتدائية» بضرورة مراجعة بداية تعلم اللغة الانجليزية في التعليم الابتدائي، بناء على دراسة تجريبية، متعمقة تحدد البداية الصحيحة لتعلم اللغة الأجنبية «مقترحة الصف الدراسي الرابع، لأن التلميذ يكون قد نضج واستوعب لغته العربية، ويستطيع ان يتعلم لغة أجنبية ثانية» كما طالبت بإعطاء المتغيرات المهنية وكذلك المتعلقة بتنظيم مادتي اللغة العربية واللغة الانجليزية اهتماما بحثيا مناسبا.
وشددت الدراسة ان اللغة العربية تكتسب أهمية خاصة في المناهج التي تقدم للأطفال حيث انها مرحلة حاسمة في حياة الطفل ومن أخصب مراحل العمر في تشكيل شخصية الفرد وتحديد إبعاد سلوكه، وتكامل جوانب نموه الأساسية من جسيمة وحركية وعقلية وإدراكية ولغوية ونفسية ودينية، ويتم فيها عملية التأثير والامتصاص لما يحيط بالطفل من خصائص وسمات مما يساعد على توجيه وتثبيت نموه المعرفي ونضجه النفسي والاجتماعي فيما بعد، كما يكتسب فيها كثيرا من معلوماته ومهاراته وقيمة واتجاهاته.
وأوضحت ان التركيز على مهارات اللغة العربية الأربع: الاستماع، التحدث، القراءة، والكتابة، وتنميتها لدى الأطفال، والتصدي للمعوقات التي تعوق إتقانهم للغتهم الأساسية، تمكنهم للوصول إلى استخدام اللغة استخداما صحيحا ووظيفيا. وأشارت الدراسة إلى ان الطفل الذي يتعلم اللغة العربية بمفردها دون ان يتعلم معها لغة أخرى يكون تحصيله في اللغة أفضل من الطفل الذي يدرس لغتين في آن واحد لافته إلى ان التلميذ الضعيف في اللغة العربية سيكون ضعيفا في باقي المواد كون تعلمها يعتمد بصورة أو بأخرى على تعرفه لمهارات اللغة، القراءة والكتابة.
واعتبرت الدراسة الإقبال المتزايد على تعليم اللغات ظاهرة صحيحة اذا ما تمت في إطارها الصحيح، دون ان يكون على حساب اللغة الأم، كما بينت ان الأطفال الذين يتعلمون اللغة الثانية قبل إتقان الأولى يكونون ضعافا في اللغتين في آن واحد. ولفتت إلى ان اللغة الأجنبية التي يتعرض لها المتعلم داخل الفصل ويتفاعل بها مع المعلم، ومع اقرانه غير سليمة تركيبا ومعجميا ومن حيث انطق والمهارات الأخرى، فهي خليط من اللغة القومية واللغة الأجنبية، ولذلك تكون الأخيرة مشوهة خاصة عند بلوغ الدارس سن الحساسية للنمو اللغوي.
وتطرق الدراسة إلى أهمية الثنائية اللغوية مبنية ان تعلم لغة ثانية ذا قيمة تربوية كبيرة، فهي تزيد من وعي التلميذ وتنمي تذوقه للغته وتبصره بثقافة وأنماط أخرى من الفكر، كما تساعد على سرعة وسهولة تنمية قدرات التفكير النظري المجرد، وتسهم أيضا في تحسين المرونة العقلية لديه، وكذلك تؤدي إلى تزويد قدرتهم على الاتصال، اضافة إلى منافع أخرى، أهميها تحسن مهاراتهم في حل المشكلات.
كما تناولت موضوع الازدواجية اللغوية العامية والفصحى لافته إلى ان العلاج يقتضي إعداد المعلم الكفء، وتهيئة الطالب المستجيب، وتطوير المنهج والكتاب وطريقة التدريس.
البيان
|
|
|
|
|