للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

أوقفوا معاول هدم اللغة العربية

أ. عبدالحميد منصور المزيدي

 استئنافاً للرسالة المفتوحة الى وزير التربية، واستجابة لبعض التساؤلات الهاتفية التي ايد بعضها بالمطلق بضرورة تعليم العلوم التقنية باللغة العربية، مع إبقاء المصطلحات باللغة الاجنبية، وبعضهم تساءل من دون ان يرسوا على رأي محدد، فتذرع بعضهم بالعولمة، وبعضهم كان كالتائه بين هذا وذاك.

إلى هؤلاء أوجه الحقائق المؤلمة التي تُنذر أي لغة ما زالت «تُحكى» بالزوال والاضمحلال، ومن ثم تجريد اهلها من هويتهم التي ينتمون اليها ويتفاخرون بها.

هويتنا

بصفتي مواطنا غيورا على لغتي، اللغة العربية، التي تُكّون هويتي وقوميتي، اعتقد ان كثيراً من الغيورين يشاركونني حرصهم على هويتهم وقوميتهم.

ليس كل ما تأتي به العولمة يناسب كل مجتمع، فبدايات العولمة قديمة، بدأت بالتبادل التجاري بين الدول، ثم بتبادل العلوم والآداب، فالتكنولوجيا وعلومها واختراعاتها، فكل هذه المواضيع وما شابهها ناسبت جميع الدول بدون استثناء، وحتى بالنسبة للعقائد والديانات التي فُرض بعضها بالحروب على شعوب، وتبنتها شعوب اخرى باختيارها، بفضل فطرة الانسان وحاجته الى الدين.

ثم انتقلت العادات والتقاليد الحميدة التي لا تتعارض ولا تتصادم مع عادات وتقاليد الشعوب، أما المبادلات التجارية والاقتصادية والمالية والعلوم والتكنولوجيا فهي موجودة اصلاً في كل بلد، فتبادل الشعوب بهذه المنافع والمصالح يجلب الخير للجميع، ولذلك نمت وازدهرت ولكن..

حصن الأمة

لكن اللغة التي هي حصن كل امة وهويتها، وبدونها لا تكاد تميز هذه الامة عن تلك، فالدفاع عنها (اللغة) على كل المستويات متأصل وشديد في كل امة، الا من ضعاف النفوس وهم قلة، فمثلهم كمثل الاستثناءات في كل استعداد غريزي ونفسي.

ليس كل اللغات سواء، فهناك لغات، إن جاز لنا التعبير، تخذل المنتمين إليها، إذ إن بعض اللغات ليس طيّعاً للاستخدامات المستجدة في الحياة، فيبادر اهلها الى استعارة كلمة من هنا وتعبير من هناك، فبقدر ما كانت اللغة كفؤة وجديرة بالاستجابة لما يستجد من استخدامات كلما كانت منيعة.

لغات انقرضت

تُقدر اللغات التي انقرضت منذ القرن الخامس عشر بستة آلاف وخمسمئة لغة، يبلغ عدد اللغات واسعة الانتشار في الوقت الحاضر عشر لغات فقط، ويناضل معظم الناطقين بهذه اللغات من اجل الحفاظ على لغتهم، وعدم تعرضها للانقراض.

ونذكر بعض الأمثلة لبعض الأمم التي تناضل لبقاء لغتها. فالصين أزالت اللوحات الإعلانية التي تضمنت كلمات أو حروفا أجنبية وأبدلتها باللغة الصينية، وكذلك الحال مع قوائم الطعام والكتيبات والمنشورات الإعلامية.

وتسير في الاتجاه نفسه فرنسا، حيث تراقب بشكل روتيني تغلغل الكلمات الأجنبية، خصوصا الإنكليزية منها. فكلمات مثل Talk Show وWalk Man وOn Time قد أدين استعمالها.

أما مقاطعة Quebec في كندا فينص القانون فيها على أن تحتوي اللوحات الإعلانية على اللغة الفرنسية بضعف حجم اللغة الإنكليزية، كما يجب على الشركات الكبرى أن تدير أعمالها باللغة الفرنسية، وإلزام المهاجرين إلى مقاطعة Quebec أن يلتحقوا بكليات تدرس باللغة الفرنسية.

هذا الحرص لم يكن حكراً على الدول غير الناطقة باللغة الإنكليزية، فأميركا سعت للحفاظ على اللغة الإنكليزية بالرغم من أنها لغة الدولة التي استعمرتها، ولكن أصبحت لغتها القومية وأخذت تحافظ عليها حتى لا يتأثر تراثها باللغات الدخيلة التي يأتي بها المهاجرون.

هذا ما بذلته بعض الدول، والقائمة تطول، للحفاظ على لغتهم وصيانة تراثهم الذي هو صنو لغتهم.

فماذا، يا ترى، فعل العرب للحفاظ على لغتهم وصيانتها من الابتذال؟ لا شيء! بل ان ما نراه هو معاول أبناء العروبة أنفسهم تعمل على تشويهها بل هدمها.

كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته

أناشد وزير التربية بأن يأمر بتعليم العلوم التقنية باللغة العربية، مع الاحتفاظ بالمصطلحات الأجنبية دون تغيير، حفاظاً على كيان اللغة العربية وتوفيراً لبيئة ثقافية وعلمية بحثية.

وأناشد وزير التجارة بأن لا يرُخص اسماء وكنايات للشركات والمؤسسات والمجمعات التجارية وغيرها باللغات الاجنبية، وان يأمر باعادة تسمية الشركات والمؤسسات والمجمعات التجارية الحالية التي باللغة الاجنبية الى اللغة العربية.

واناشد وزير البلدية ان يمنع الاعلانات في الشوارع باللغة الاجنبية الا اذا كانت رديفة وترجمة للغة العربية وتظهر اسفلها.

واناشد وزير الاعلام ان يوقف الاعلانات بوسائل الاعلام باللغات الاجنبية ما لم تكن مصاحبة للاعلان الاصلي باللغة العربية.

واناشد اعضاء مجلس الامة الكرام ان يحثوا الوزراء الكرام على ان يسارعوا في اصلاح وتقويم ما يجب اصلاحه وتقويمه، حفاظا على لغتنا العربية.

واخيرا اناشد المؤسسات الثقافية والادبية والعلمية والاعلامية في دولة الكويت، وعلى رأسها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الابحاث العلمية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وجمعية تراث الامة، ان يبادروا بتبني حملة لـ«الحفاظ والدفاع عن اللغة العربية من الانقراض» وان يدعوا المؤسسات العربية المماثلة في الدول العربية لتكوين اتحاد يجمعهم للمحافظة والدفاع عن كيان اللغة العربية، كل مؤسسة في بلدها.

مسؤولية بقاء لغتنا العربية ولغة اجدادنا هي مسؤوليتكم، وان اندثرت فإنكم انتم الملومون، وكلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته.

القبس

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية