للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

عامّة الجاهلية هل يتخاطبون بالفصحى؟

أ. عبدالله الجعيثن

    أشك في ذلك كثيراً.. هذا جواب السؤال ابتداءً، فاللغة كائنٌ حي لها طفولة وشباب وشيخوخة، ولا أتصّور أن العامة في العصر الجاهلي كانوا يتحدثون مع بعضهم بالفصحي كما وردت في كتب النحو وتاريخ اللغة الذي دونه العرب، حتى إنهم رووا أن طفلة في العصر الجاهلي أرادت شدّ فم القربة فصعب عليها فنادت أباها قائلة على السليقة: (ياأبتِ أدرك فاها غلبني فوها لا طاقة لي بفيها)! أزعم أن هذه الرواية -ولها أشباه كثيرة- من تأليف النحاة والرواة الذين كان الخلفاء يُغدقون عليهم إذا رأوا طرائف عن العرب أو أمجادا لغوية... وابن جني من أشهر علماء النحو ويقول إنه إذا أشكل عليه أمر لجأ الى الأعراب في البادية قال: سألت أعرابياً: كيف تُحقِّرون (حمراء) فقال: (حميراء) فقِست على ذلك وقلت له: إذن تحقير (علباء) (عليباء) فتراجع كالمذعور المُنكِر وقال: آه؟ (عليبي)!. والشواهد بلا حصر.. والذي نعتقده أن الأطفال والعامة حتى في البادية لم يكونوا يتكلمون وفق قواعد النحاة المطردة، فهذا ضد طبائع الأحياء والأشياء إلى حدٍ كبير، وفيه تكلف لا يعرفه العامة ولا يطيقونه بل ولا يتقنونه في كل عصر.. كما أن قبائل العرب لها لهجات مختلفة مدونة في كتب الأدب واللغة ويستشهد بها النحاة أحيانا وهي خلاف ما اتفق عليه علماء النحو والصرف، والذي نرجحه أنه كان هناك عدة لهجات لا تخضع لقواعد النحاة وخاصةً عند العامة، وكانت لهجة الخاصة والمثقفين تتبع لهجة قريش -قبل الإسلام- لما لها من مكانة دينية وتجارية، ثم نزل الوحي الإلهي بلسان عربي مبين معجز في فصاحته وبلاغته فكان -بفضل الله- هو الذي ارتقى باللغة العربية الى درجة الكمال وحفظها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.


الرياض

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية