|
|
|
|

قصة اليوم العالمي للغة العربية
د. علي عبد القادر
احتفالية أبناء العربية الناطقين بضادها، والمتعلمين لها، والمدافعين عنها، والمتحمسين لها، بيومها العالمي ستكون احتفالية مشهودة، ورغم أن احتفالية 2014 ستكون الثالثة للاحتفال بهذا اليوم في هذا التاريخ (18 ديسمبر) إلا أن هذه المناسبة قد فرضت نفسها بقوة. فكيف بدأت؟ ولماذا اختير الثامن عشر من ديسمبر يوما عالمياً للعربية؟
لقد كانت البداية في عام 1999 حين أقرت منظمة اليونسكو تاريخ 21 فبراير يوماً عالمياً للغة الأم وذلك لتعزيز التنوع الثقافي وتعدّد اللغات ولحثِّ القوميات المختلفة على الاحتفاظ بلغتها خاصة بعد صدور تقرير أممي يتحدث عن انقراض لغات ودخول لغات أخرى دائرة الخطر من الانقراض. واختير هذا اليوم تحديداً لأنه يصادف اليوم الوطني لبنغلاديش الذي جاء بعد استقلال أو لنقل انفصال بنغلاديش عن باكستان وما نتج عنه من حروب في سبيل حفاظ البنغال على هويتهم الخاصة ولغتهم القومية.
ظل العرب يحتفلون بيوم اللغة العربية في 21 فبراير لمدة 10 سنوات مع جميع دول العالم، كلٌّ يحتفي بلغته تحت اسم اللغة الأم، فالإنجليزي يحتفل بإنجليزيته والإسباني بإسبانيته والعربي بعربيته. ثم بدأت قضية اللغات تأخذ اهتماماً عالمياً واسعاً حين أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2008 سنة دولية للغات. وازدادت الدراسات العلمية والبحثية التي ترصد واقع اللغات العالمية.
وبناء على ذلك أقرت الأمم المتحدة في عام 2010 تحديد يوم خاص باللغات الست الأكثر أهمية وانتشاراً وهي الإنجليزية والفرنسية والروسية والصينية والإسبانية والعربية وتركت للدول المعنية حرية اختيار اليوم، فاختار الإنجليز 23 أبريل الذي يؤرخ لوفاة الكاتب الانجليزي "ويليام شكسبير". واختار الفرنسيون 20 مارس الذي يصادف اليوم الدولي للفرنكفونية. واختار الروس 6 يونيو الذي يؤرخ لذكرى ميلاد الشاعر الروسي "الكسندر بوشكين". واختار الصينيون 20 أبريل الذي يعتبر ذكرى "سانغ جيه" مؤسس الأبجدية الصينية، واختار الأسبان 21 أكتوبر الذي يتزامن مع ذكرى يوم الثقافة الاسبانية. وبقي أن يختار أحد ما يوماً للغة العربية.
رأت الأمم المتحدة أن جامعة الدول العربية ربما تكون الكيان المناسب لهذه المهمة فهي بيت العرب. الجامعة العربية أحالت هذا الأمر لوزراء الثقافة، الذين أحالوه بدورهم إلى وزراء التربية، وقرر وزراء التربية اختيار الأول من مارس لأنه يصادف يوم المعلم العربي. فاحتفلت بعض الدول العربية بهذا اليوم في الأول من مارس سنة 2011 وكذلك سنة 2012. لكن الأمم المتحدة لم تجد هذا الاختيار مقنعاً وقررت أن يكون الاحتفال بتاريخ 18 ديسمبر في ذكرى اعتماد اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في الأمم المتحدة سنة 1973. وللتوثيق فإني أشير إلى أن منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة (اليونسكو) اتخذت هذا القرار في دورة مجلسها التنفيذي الـ190 المنعقدة بباريس في 8 أكتوبر 2012. فبدأ العرب بالاحتفال بهذا اليوم في 18 ديمسبر وصدر قرار بإلغاء أي تاريخ آخر.
ونحن نحتفل بيوم اللغة العربية، ونرى شباب العربية يحتفلون به ويحتفون أكثر من شيوخها، لا بد أن نعطى للشباب أذنا واعية، ونجدد في خطاب العربية، عندها سوف يعلو صوت العربية ونسمع صداه في الآفاق.
24
|
|
|
|
|
|