للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الرقيب اللغوي - 11

أ. إسَلمُو ولد سيدي أحمد

القراءة مفتاح المعرفة. والدليل على ذلك أن أول آية نزلت على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم - " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ".  والنظريات الحديثة تؤكد أهمية، بل ضرورة، ما أصبح يعرف بالتعلّم المستمر. ولو سُئلتُ عن أهم وسيلة للتعلّم المستمر، لقلتُ : القراءة ثم القراءة ثم القراءة. وانطلاقا من هذا المبدإ ، فقد ارتأيت أن أُخصّص هذه الحلقة من ( الرقيب اللغويّ) لإطلاع القارئ الكريم على بعض الآراء الواردة في ثلاثة كتب قرأتها  في الآونة الأخيرة، وكأني أستلهم هذه الفكرة مما يُعرَف ب" قرأتُ لك".
وحتى لا أَبتعد عن الهدف الرئيس لهذه الحلقات، فقد وقع اختياري على نماذج تعالج قضايا يقع الخطأ فيها عند التطبيق، لدى كثير من الكتاب والمتحدثين باللغة العربية.
وسواء أكانت هذه الأفكار والآراء منقولةً من هذه الكتب بألفاظها أم بتصرف، سأضع رقم المرجع إلى جانب الفقرة أو الفقرات المذكورة، وأترك للقارئ الكريم  أن يعود إلى قائمة المراجع، في آخر الحلقة. وأنصح  بقراءة ما تيسّر من هذه المراجع ( في أصولها)، للتوسع في الموضوعات المشار إليها.
1-    استحسانُ أن نعيد، في الخبر، لفظَ المبتدإ أو لفظَ ما يكون اسما لناسخ  من النواسخ، إذا كان في  سياق الكلام ما يجعلنا نحس حاجة إلى الإعادة، نحو: "وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ " ونحو: فاسحب الذيل ما تشاء وجَرِّر * إن ملك البيان ملك كبير ( أمين نخلة) (1).
2-    عدم جواز إعادة ذكر الفاعل وجره ب "مِن" بعد حذفه، في كلام يدخُله فعل مبنيّ للمجهول، على النمط الفرنسيّ، أي عدم جواز أن يقال : عُوقب المجرمُ من ضميره. إن إعادة ذكر الفاعل، في مثل هذا التركيب، إنما تكون بأن يقال: عُوقب المجرم ، عاقَبه ضميرُه. وكان أبوه الخطيم قُتِل وهو صغير، قَتَلَه رجلٌ من بني حارثة ( كتاب الأغاني) (1).
3-     اكتساب المضاف إليه بعض صفاته الصرفية أو النحوية:
إحساسنا، ونحن نُنشِئ الكلام أو نتلقاه، أن الاسم المذكَّر، الذي نضيفه إلى اسم مؤنَّث، هو اسم مؤنَّث، ومعاملتُه، معاملة الاسم المؤنَّث، ككلمة  " كلُّ" المذكَّرة التي نُضيفها إلى اسم مؤنث، في نحو: الآية الكريمة: " كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ" 185/آل عمران .
•    إحساسُنا أن الاسم المؤنث، الذي نضيفه إلى اسم مذكر، هو اسم مذكر، ومعاملتُه معاملةَ الاسم المذكر، ككلمة « بضعة" المؤنثة التي نضيفها إلى اسم مذكَّر، في نحو قولنا: بضعة تلاميذ مجتهدين في كل صف يكونون قدوةً للآخرين.
•    إحساسُنا أن الاسم المفرد، الذي نُضيفه إلى مُثنىَّ، هو مُثنىّ، ومعاملتُه معاملةَ المثنىَّ، ككلمة "كلّ" المفردة، التي نُضيفها إلى مُثنّى، في نحو قولنا: كلُّ تِلميذيْن مُتنافِسيْن يزدادان اجتهادًا.
•    إحساسنا ان الاسم المفرد، الذي نضيفه إلى جمع، هو جمع، ومعاملتُه معاملةَ الجمع، ككلمة "بعض" المفردة، التي نُضيفها  إلى جمع، في نحو قولنا: بعضُ الرجال يقولون بالصَّمْت ما لا يقولُه سواهم بالكلام.
 فكل اسم من الأسماء التي مثلنا بها ( يقول الكاتب)، قد اكتسب، من الاسم الذي أضيف إليه، صفةً صرفية ليست فيه.
هل تُشكِّل ظاهرة اكتساب المضاف،  من المضاف إليه، بعضَ صفاته الصرفية أو النحوية، قاعدةً  عامةً، تُطبق على أسماء اللغة كلها تطبيقا مُطّرِدا؟
علماء النحو القُدامَى، وعلى رأسهم سيبويْه، عَدّوا ظاهرة الاكتساب قاعدةً عامة، فصاغوها وطرحوها، ثم سَرَتْ في كتب النحو المتعاقبة.
أما سيبويه فكان مُحصَّل مارآه: جواز أن يكتسِب المضافُ من المضاف إليه  تأنيثَه أو تذكيرَه، إذا كان المضاف جُزءًا من المضاف إليه،  وضرب على ذلك مَثلاً جوازُ أَن نقول: قُطِعت بعضُ أصابعه: لأنّ بعضَ الأصابع جُزء من الأصابع.
وأما علماءُ النحو الذين جاءوا بعد سيبويه، فقد افترقوا عنه لما رأوْا : أن المضاف يكتسب من المضاف إليه تذكيرَه أو تأنيثَه إذا كان المضاف قابلا للاستغناء عنه، ومَثَّلُوا على قاعدتهم بما مَثَّلَ به سيبويه وقالوا:" إن تأنيث كلمة " بعض"، من قولنا : قُطِعت بعضُ أصابعه ، إنما جاز لصحة الاستغناء عنها بكلمة أصابع : لأن في وسعنا أن نقول: قُطِعت أصابعُه.
وأما نحن ( يقول الكاتب) فقد درسنا ظاهرة الاكتساب في متن الكلام دراسةً جديدةً ، فتبين لنا أن مضمون القاعدتين، قاعدة سيبويه وقاعدة الذين جاؤوا من بعده، إنما هو مضمون غير صحيح، وجواز تطبيقه تطبيقًا مُطَّرِداً أمر لا يجوز. إننا بالجواز الذي طرحه سيبويه ومتابعوه ، لا نستطيع أن نقول مثلا:
-    مضمونُ الرسالة أَعْجبتْنا ،
-    قُوة القصْف أخافَنا، على الرغم من أن مضمون الرسالة جزء من الرسالة ، وقوة القصف جزء من القصف، وَفْقا لقاعدة سيبويه؛ وعلى الرغم من أن في وسعنا أن نستغني عن كلمة " مضمون" وكلمة "قوة" وَفْقا لقاعدة المتابعين. إننا لم نُحسَّ قطُّ أن أيّ كلمة من هاتين الكلمتين قد اكتسبت، من الكلمة التي أضيفت إليها، جنسا مغايرا لجنسها: لأن أيّاً من هاتين الكلمتين ليست من الأسماء المكتسِبة، ما نسميه نحن ( يقول الكاتب) الأسماء المكتسبة، التي سنتعرف عليها بعد قليل. حقيقة الاكتساب التي كشفَها لنا البحث ( يقول الكاتب) أنه إحساسٌ ينطلق منه الكاتب حين لا يحتكم إلى عقله في إنشاء الكلام. إنه إذا أحسّ حصول الاكتساب، خضع له: فأنّث المذكَّر، وذكَّر المؤنَّث، وثَنَّى المفرد وجَمعَه. ولأن حقيقة الاكتساب أنه إحساس، فقد عرفناه ( يقول الكاتب) بحقيقته، تعريفا جديدا، لا نقع عليه، لا عند القدامى ولا عند  المحدَثين. ليس الاكتساب قاعدة عامة مُطَّرِدةً ( ولو بالجواز)، كما توهَّم سيبويه ومن تلاه من علماء النحو. إنه في كتاب "اللغة ليست عقلا"، الصادر عن دار الفكر اللبنانيّ سنة 1988م، ظاهرة محدودة، تنحصر في أسماء بعينها وحدها تقبل الاكتساب: لأنها بطبيعتها تقبل الاكتساب.
على رأس هذه الأسماء كلمة" كلّ" وكلمة " بعض" ومنها كلمات: أيّ، مختلِف، سائر، أسماء العدد المفرد من الثلاثة إلى العشرة.
أولا:  أسماء مذكَّرة تكتسب  التأنيث. كلمات: كلّ، بَعْض، مُعظَم، جُلّ، مُجْمل، نِصْف، رُبُع…
ثانيا: أسماء مُؤنَّثة تكتسب التذكير. أسماء العدد المفرد المؤنثة ، مضافة إلى معدودها المذكر العاقل ، وهي: الأعداد الممتدة من " الثلاثة" إلى " العشرة" وكلمة " بضعة " الملحقة بهذه الأعداد، ثم كلمة" مائة".
ثالثا: أسماء مفردة تكتسب التثنية؛ كلمات: كلّ، أيّ، أوّل، آخِر، " أفعل" التفصيل، مضافا كل منها إلى اسم نكرة مُثنّى، نحو قولنا: لو كان كل عاشقَيْن كقيْسٍ وليلى يَلْزمان العُذرية، لا نقرض جنس الإنسان. أول إنسانَيْن وطئا هذا الثرى آدم وحواء. (1) .
4-    اقتران خبر " كاد" ب" أنْ" وتجرده منها.
 لقد تبينا ( يقول الكاتب) أنَّ: ل " كاد" وجملتها حالتين تركيبيتين تتطلبان أن تُضبَطا، وأن لكل منهما حكما يخصه.
في الحالة الأولى، يكون اسم " كاد" وخبرُها متصلين في  السلسلة الكلامية متلاصقين، لا يفصلهما، حين  يفصلان، سوى اسم " كاد"، كقوله تعالى:" يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ" 20/ البقرة ؛ " يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ" 43/ النور/ " إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي" 150/ الأعراف؛ " إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا"15/طه.
في الحالة الثانية، يكون اسم " كاد" وخبرُها منفصلين بكلام يَقْصُر أو يطول، كقولنا: يكاد الشعرُ، بصوره الأخَّاذة، أن ينسيَنا واقعا نحن فيه؛ يكاد الإنسان، بما أوصله إليه العلم، من أدوات الموت والدَّمار، أن يدعو إلى الأُمِّيَّة.
إن " أَنْ" التي تدخل على المضارع، الواقع خبرًا ل " كادَ" ، في كل موضع تدخل فيه، ما خلا الشعر الموزون، الذي له لغةٌ هي لُغتُه، وله حكم ينحصر فيه، إنما هي أداة للربط التركيـبيّ يطلبها سياق أوضحناه (يقول الكاتب)  من شواهد الاقتران الذي يفترق به الشعر عن النثر، نحو قول البحتريّ:
أَتاَكَ الرَّبيعُ الطلْق يختالُ ضاحِكا         من الحسْن حتى كاد أن يتكلَّما.
وقول أحمد شوقي:
قُم ْللمعلم وفِّهِ التبْجيلا             كاد المعلمُ أن يكون رسولا
في هذين البيتين، يلتصق اسم " كادَ" بخبرها، ولكنّ خبرها، مع ذلك، يقترن ب" أَنْ" لأن الوزن يملي الاقتران ويُسوِّغه. (1).

5-    الإضافتان
 الإضافة في فُصْحانا، نوعان: إضافة معنوية، وإضافة لفظية... من الإضافة المعنوية قولنا مثلاً: رئيس البلاد، رمز الوطن، مجلس الأمن، شريعة الغاب،إلخ.
من الإضافة اللفظية قولنا مثلاً: بـهي الطلعة، محمودُ السيرةِ، صادقُ القول ، بسَّام  المحيا،إلخ.
 في الإضافة المعنوية لا يجوز أبدا أن تدخل " أل" التعريف على المضاف، فلا يقال : الرئيس البلاد، الرمز الوطنِ، الشريعةُ الغابِ، المجلسُ الأمنِ،إلخ.في الإضافة اللفظية ، يجب أن تدخل " أل" التعريف على المضاف في حالات يعنينا منها ( يقول الكاتب) الحالة التي رصدنا شواهدها، ودفعتنا الأخطاء التي تقع فيها إلى تناول الموضوع أصلا. إنها الحالة التي يكون المضاف فيها نعتا ِلاسْمٍ معرفة، كقولنا مثلا: يأسرني الرجُلُ الأَبيُّ النفْسِ، العفيف اللسانِ، النافِذُ القولِ .(1)
6-    واو العطْف بين الذِّكْر والحذْف
 نُنشِئ كلاما فيه أسماءٌ معطوفٌ بعضُها على بعض ، فنذكر الواو مع كل واحد من هذه الأسماء ، فنقول مثلاً : الناس جميعاً في خُسران، إلا من اتَّصف منهم بأربعة أشياء: الإيمان بِربِّ العالمين، والعمل الصالح، والتواصي بالحقّ، والتواصي بالصبر.
ونُنشِئ الكلامَ نفسَه، فنحذف منه الواو، فنقول:... إلا من اتصف منهم بأربعة أشياء،   الإيمان برب العالمين، العمل الصالح، التواصي بالحقّ، التواصي بالصبر.
ويستوي الكلامان في الحس، أو السليقة، فيكون للمنشئ، أو الكاتب، أن يختار ذِكْرَ الواو أو حذفَها، بحسب ما تميل إليه سليقةٌ  عنده لا يُعكِّر صَفْوَها تدَخُّل العقل الذي يُمَنْطِق الكلام ويُفْسِد ما يتجلى به من أشكال.
وقد أظهر لنا استقراء الكلام ( يقول الكاتب) الذي يَدخُل فيه العطفُ بالواو أن لهذه الواو، من الذِّكْر والحذْف، حالاتٍ متنوعةً منها:
-    حالات لا يستقيم الكلام فيها إلا بِذكْر الواو؛
-    حالات يستقيم الكلام فيها بذكر الواو، ويستقيم بحذفها على حد سواء، كحالة المثَليْن المتقدّميْن؛
-    حالات يجوز فيها الوجهان، إلا أن الحذف يكون أجودَ، و أكثر توافقًا مع السليقة أو الحسّ؛
-    حالات أخرى لا تقبل التصنيف، لأنها تجاوز طاقة العقل على الإدراك والتصنيف، فتُدرَك بالسليقة، أو الملَكَة، أو الحسّ. لقد ثبت لنا ( يقول الكاتب) ، بالرصد المستقرئ لشواهد هذه الحالة التركيبية، أن عطف هذه الحركات، بَعْضِها على بعض، إنما يكون ، كما يحسُن أن يكون، وكما سنرى  من الشواهد ، يَكُون بِحذْف الواو لا بذكرها؛ كما ثبت أن الذِّكْر، إذا حصل في عبارة هذا الكاتب أو  ذاك، فإنه لا يكون خطأ تركيبيا ينبغي اجتنابه.
-    دخول حرف الجر على أوَّل مُركَّب عطفي من  المركَّبات المتتابعة، المعطوف بعضُها على بعض، التي تتطلب هذا الحرف، يستدعي تكرارَ الحرف مع سائر المركَّبات، إذا أردنا حذْف الواو، نحو قولنا: العالَمُ مَنْسوجٌ من الثنائيات المترابطة، كالزمان والمكان، كالوجود والعدم، كالحضور والغياب، كالحرب والسلام، ... فإذا لم نُكرِّر الكاف تعيَّن ذكر الواو والقول: العالَمُ منسوج من الثنائيات المترابطة كالزمان والمكان، والوجود والعدم، والحضور والغياب،... إلا أن الكلام، مع تكرار حرف الجر وحذف الواو، يكون أجودَ، ووقعه في الحسّ يكون أجملَ.
-    أبرز الحالات التي تُحذَف فيها واوُ العطف بين الكلمات المفرَدَة، المعطوفِ بعضُها على بعض، حالةُ العطفِ على الحال، نحو قولنا: وقف الشاهد أمام قوس العدالة المستقيم، مُدْلِياً بما يَعْلَم، كاشِفًا وجهَ الحقّ، آخِذًا بيد المظلوم، مُوقنًا  أن الشهادة واجب من أقدس  الواجبات (1).
7-    انقطاع السلسلة الكلامية. انقطاع السلسلة الكلامية هو: أن نحكم، بحسنا اللغويّ، على كلمتين من كلماتها، مترابطتين في التحليل النحويّ النظريّ:- بأنهما منقطعتان، غير مترابطتين؛ - بأن السلسة نفسها منقطعة، عند انقطاع الكلمتين. نحو قول ( أدونيس، مقدمة للشعر، ص23): الحُبُّ، عنده قوة تسير بفاعليةٍ أسطورية، ونوعٌ من الانسياق والاستسلام، يَرَى فيهما، سواءٌ اتَّحَدَ بحبيبته أم لم يتَّحِدْ، نفسَه ووجودَه وطريق خلاصه": نُحسُّ انقطاعًا شديداً (يقول الكاتب) بين الفعل " يرى" ومفعوله "نفسَه.." ولا ندرك أن لفظة "نفسه" مفعول به للفعل "يرى"، إلا إدراكا عقليا، يأتينا من طريق التفكير في ترابُط الكلمات ، بَدَلَ أن يكون إدراكا لغويا ياتينا من طريق الحَدْس اللغويّ، أي السليقة، أو الحسّ. كان من حق اللغة على الكاتب الشاعر، الموصولِ بالحِسِّ، حتى الوِصَال، وكان من السهل عليه، لما أحَسَّ الانقطاع، أن يرفُض ما كتب ، ويُعيدَ  كتابةَ ما كَتَبَ ، ليقول مثلاً:... يَرَى فيهما نفسَه ووجودَه وطريقَ خلاصه، سواءٌ اتّحَدَ بحبيبته أم لم يتّحِد (1).
8-    اسم الفاعل: هو الصفة الدالة على حدث، وفاعله، الجارية مجرى الفعل في إفادة الحدوث، والصلاحية للاستعمال: بمعنى المضيّ، والحال، والاستقبال.
يجيء اسم الفاعل موافقا للفعل المضارع، في حركاته، وسكناته، وعدد حروفه. ولأجل هذا لم يعمل إذا كان بمعنى المضيّ ، مجردا عن الألف واللام لأنه قد جاء بمعنى فعل، لا يوافقه في الحركات، والسكنات، وعدد الحروف.
ويعمل إذا كان بمعنى الحال، والاستقبال لحصول الشبه بينه وبين الفعل المضارع من جهة المعنى، واللفظ.
 إذا كان اسم الفاعل مُحلّى ب" أل" عمل فعله بشرطين.
أولهما: أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال، لا بمعنى المضيّ.
وثانيهما: أن يعتمد على شيء مما يلي:
-    الاستفهام، نحو: أَمُكرِمٌ زَيدٌ عمرًا
-    النفي، نحو: ما مُكرِمٌ زَيدٌ  المقصِّرَ.
-    الاعتماد على موصوف محذوف، نحو: يا رجُلاً طالعًا جَبَلاً .
-    أن يكون نعتا لنكرة ، نحو مررت برجلٍ راكبٍ فرسًا
-    أن يكون حالا لمعرفة، نحو: جاء زيدٌ طالبًا أدبًا.
-     أن يكون مسندًا، نحو: زيدٌ ضاربٌ غُلامُه رَجُلًا.
ومن المسند : خبر المبتدإ ،  وخبر كان،   وإنَّ،  والمفعول الثاني، في باب " ظن". وذلك نحو: زيدٌ ضاربٌ عمرًا . كان قيس مُحبًّا لَيْلى. إنَّ زيدًا مُكرِمٌ عمرًا. ظننت عمرًا ضاربًا خالدًا.(2)
9-    تقديم الفعل، وتأخير الفاعل، أي: وقوع المسنَد إليه بعد المسنَد. البصريون لا يجيزون أن يتقدم الفاعل على عامله ( إلا لضرورة)، ويرون أن الفاعل مع فعله مثل كلمة ذات جزأين: صدرها: هو الفعل، وعجزها: هو الفاعل. وكما لا يجوز تقديم عجز الكلمة على صدرها، لا يجوز تقديم ما هو بمنزلة العجز على ما هو بمنزلة الصدر. كما يرون أن تقديم الفاعل يوقع في اللبس بينه، وبين المبتدإ. والكوفيون يجيزون تقديم الفاعل على رافعه. ونزيد الأمر إيضاحا (يقول المؤلف)، فنقول: إذا قال قائل: " نجح محمد" فالجملة فعلية، الفعل المسند " نجح" والفاعل، الذي هو المسند إليه "محمد".والمقصود بالجملة الفعلية: هو إثبات النجاح لمحمد،  والإخبار به: على وجه "ما"من الوجوه: أما إذا قال هذا القائل " محمد نجح": فالجملة اسمية، لأنها: بُدئت باسم، وهو " محمد". محمد" مبتدأ، ... وهو في الجملة الاسمية " المسند إليه" أماكلمة " نجح" فهي فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب ولا بد لكل فعل من فاعل : فإن وجد الفاعل ظاهرًا فهو ذاك، وإلا قُدِّر:وعلى ذلك :ففاعل " نجح" ضمير مستتر جوازًا، تقديره " هو" يعود على محمد. والجملة من الفعل والفاعل: في محل رفع خبر " محمد" الواقع مبتدأ (2)
10-    زيادة الباء في الفاعل.
زيادة الباء في الفاعل واجبة، في نحو : أحْسِن بمحمّد. وغالبة،  في نحو: " َكفَى بِاللَّهِ شَهِيداً" 43/ الرعد. وضرورة ، في نحو:  ألم يأتيك والأنباء تنمى  بما لاقت لبُون بَني زياد ( أي تنمى بالذي لاقت ) (2).
11-    إذا صيغ فعل الأمر  من فعل مضعَّف الحرف الأخير:
أ‌-    جاز فك إدْغامه. نحو: اسْتَمَرَّ: اسْتَمْرِرْ. اعْتَدَّ:  اعْتَدِدْ، ويكون بناؤه على السكون عند فكّه ظاهرا.
ب‌-    وجاز إدْغامه مع وجوب فتح الحرف المضعَّف، ويكون البناء على السكون مُقَدَّرًا نحو: اسْتَعَدَّ: اسْتَعِدَّ (3).
12-    إذا جُزِم الفعل المضارع المضعَّف:
أ‌-    جاز فكُّ إدغامه . نحو : لم يَسْتمْرِرْ، لم يَعْتَدِدْ. وهنا علامة جزمه السكون الظاهر.
ب‌-    وجاز إدْغامه مع وجوب فتح الحرف المضعَّف، وتكون علامة الجزم هي سكون مقدر على آخره . نحو:لم يستجدَّ (3).
13-    " البتة": يذكر سيبويه أنها لا تأتي إلا معرفة: ب"أل"، أما  الفراء الكوفيّ فيُجيز تنكيرها، وهكذا يذهب صاحب النحو الوافي. ويجوز في همزتها الوصل والقطع : البتّة، ألبتّة، والأول هو القياس (3)
14-     يجوز كتابة الهمزة على الواو أو تسهيلها بحذف الهمزة وإبقاء  الواو إذا وقع بعد الهمزة المضمومة همزة ساكنة ، نحو: أُؤْثِرُ: أُوثِرُ. أُؤْمِنُ: أُومِنُ. (3).
15-     مواضع قلب الهمزة مَدّةً
- إذا صِيغ الفعل المهموز أوله إلى: تفاعَل أو يتفاعل، نحو أَكَل: تَآكَل: يتآكَل.
- في الفعل الثلاثيّ المهموز إذا اجتمعت مع دلالة ضمير المتكلم المفرد التي تظهر همزة مفتوحة بداية الفعل المضارع، نحو: أَأْمَنُ : آمَنُ. أَأْ مُرُ: آمُرُ. أَأْخُذُ- آخُذُ.
- إذا اجتمعت الهمزتان أول الاسم، نحو : أَأْدم: آدم.أَأْزر: آزر. أَأْصف: آصف.
- إذا اجتمعت الهمزة مع الألف نهاية الاسم المثنى، نحو: مرفأ+ ان: مرفآن. مدفأ+ ان: مدفآن . ملجأ+ ان: ملجآن.
- إذا اجتمعت الهمزتان أول الجمع، نحو: أَأْثار: آثار. أَأْمال: آمال. أَأْفاق.آفاق.
- إذا اجتمعت الهمزة مع الألف نهاية جمع المؤنث السالم، نحو: هيئة+ ات: هيئات ( أو هيآت) . مكافأة+ ات: مكافآت. ممالأة+ات. ممالآت.
- عند جمع الاسم المهموز جمع تكسير ، نحو أصيل : أَأْصال: آصال.
أب : أَأْباء: آباء . مأدبة : مأادب: مآدب.
-    في  وسط  الكلمة. إذا فتحت بعد فتح، نحو، سَأَمَة: سآمة. كَأَبة: كآبة . أو إذا فتحت بعد سكون، نحو: مرْأَة : مِرْآة.(3).



16-    "أل" التعريف والحروف: الشمسية والقمرية.
درج الخطأ على لسان الدارسين أن هذه اللّام شمسية، وتلك قمرية، والصحيح أن اللام هي اللام الواقعة في " أل" التعريف، والحرف الذي يليها في الكلمة المعرفة بها هو ما يُسمَّى بالشمسيّ أو القمريّ(3).
17-    كتابة الهمزة  في الأفعال  (عند دخول واو الجماعة عليها) فيها وجهان، نحو: الفعل الماضي:  قرأ: قرأوا أو قرؤوا. الفعل المضارع : يملأ : يملأون أو يملؤون . فعل الأمر: اقرأ: اقرأوا أو: اقرؤوا. بحيث تبقى على أصلها ( على ألف)، أو تكتب على واو لأن حركتها مضمومة بعد اتصالها بواو الجماعة (3).
18-    تكتب الهمزة المتوسطة على النبرة مغايرة للقاعدة الأساسية في:
- الهمزة المتوسطة المفتوحة وما قبلها ياء ساكنة : هنيئَة، رديئَة.
- الهمزة المتوسطة المضمومة وما قبلها ياء ساكنة : فَيْئُه، قَيْئُه.
- الهمزة المتوسطة المكسورة وما قبلها  ياء ساكنة: فَيْئِة، قَيْئِه. (3).
19-    الهمزة المضمومة وما قبلها مكسور ( نماذج اخترتها -مما أورده الكاتب- لكثرة الخطإ فيها) .
- في الفعل المضارع ، نحو: يستهزئون، يجتزئون.
- في اسم الفاعل المجموع، نحو: مالئُون، ناشِئُون، مستهزِئُون. (3)
20-    همزة متوسطة على واو مضمومة بعد فتح ( نماذج مختارة ،للسبب المشار إليه آنفًا ) .
- في فعل   الأمر المسند إلى واو الجماعة: ابْدَؤُوا، اقْرَؤُوا.
- في المضارع المسبوق بهمزة استفهام: أَؤُلقِي ؟ أَؤُؤَيّد؟ (3)  

21-    الهمزة  مضمومة بعد سكون.
- في اسم المفعول: مسْؤُول، مرْؤُوس.
- في الجمع: أَرْؤُس، أَفْؤُس.
- في المفرد المسند إلى ضمير: جزؤه، عبؤه.
- في الفعل المضارع : يَلْؤُم، يَشْؤُم (3)
22-    الهمزة المتوسطة على الألف، المفتوحة بعد فتح ( نماذج مختارة مما ورد في الكتاب) .
- في الفعل المسند إلى ألف الاثنين : مَلأَا، يملأان.
في المثنى : جُزْأَيْن  ( أو جُزْئَيْن )، عِبأيْن ( أوعِبْئَين) (3)
23-    الأفعال المهموزة التي تستند إلى واو الجماعة.
تطبق قاعدة أن الضمة على الهمزة أقوى من الفتح السابق عليها، نحو: يلجَؤُون، يقرؤُون، يبدؤُون. على أن  بعضهم يرى أن أصل الأفعال السابقة وما ضاهاها، يلجأُ، يقرأُ، يبدأُ، كانت همزتة متطرفة، ولم تصبح  متوسطة إلا بإسناد أفعالها إلى واو الجماعة وهي زيادة عارضة ، فيجيزون كتابة : يلجأون، يقرأون ، يبدأون، كما ويُجيزون: لجأوا، قرأوا، بدأوا (3).
24-    موْؤُودة، موْءُودة
- كُتبت ( موؤودة ) على واو طبقا لقاعدة الضمة أشد من السكون، القائمة على الواو – على القياس. وكتبت ( موءودة) على السطر؛ إذ إن العرب كرهت توالي الأمثال في الحركات والحروف : أي تكرار الحرف الواحد مرتين  أو ثلاثا، فَحُذِفت الواو المتوسطة تحت الهمزة التي بقيت على السطر.وكذا الحال في : يسُوءون ، مَشْنُوءُون، مَقْرُوءُون.(3)
25-    عند ضبط تنوين الفتح على الأسماء المختومة بألف العوض، فإن التنوين يُثَبَّت على الحرف السابق للألف، لا على الألف. نكتب : اشتريتُ كتابًا مفيدًا. ولا نكتب : اشتريتُ كتاباً مفيداً. (3).
26-    لا تزاد الألف في المواضيع الآتية:
- جمع المذكر السالم المرفوع المضاف،  نحو: حَضَر مُدِيرو المؤسسات.
- في : أولو، ذوو ، بمعنى أصحاب.
- في الأسماء الخمسة: أبو، أخو، حمو، فو، ذو.
- بعد واو الإشباع: هُمُو، أنتُمُو، حقهمو.
- في الأفعال المضارعة التي واوها أصلية، نحو:
- نرجو، ندعو، ندنو ( وإن دلت على جمع)
-  أرجو، أدعو، أدنو ( لأنها مفردة  بطبيعة المعنى).
- يعلو، يسمو، ( لأنها مفردة بطبيعة المعنى).
ملحوظة:
إذا ورد الفعل المضارع الناقص الواويّ بصيغتي أمر الجمع أو المضارع الدال على الجمع، أُضيفت الألف، نحو: دنا يدنو: الأمر للجمع: ادْنُوا. المضارع المجزوم للجمع: لم يدْنُوا.
وكذلك الناقص اليائيّ، نحو: بَنَى يَبْنِي. الأمر للجمع: ابْنُوا. المضارع المجزوم للجمع : لم يبنوا.وأيضا، الناقص بالألف: رَضَى  يَرْضَى. الأمر للجمع: ارْضَوْا. المضارع المجزوم للجمع: لم يَرْضَوْا. (3).
27-    قد تُلْفَظ الهمزةُ مُسَهَّلةً، فتلفظ بإشباع الحركة قبلها، نحو: مُؤْنِس: مُونِس. كَأْس: كاس. فأْس: فاس. ذِئْب: ذِيب. بِئْر: بِير (3)
28-    جميع الكلمات التي تزيد على ثلاثة أحرف،  وألفها متطرفة تكتب ألفها بشكل الياء المهملة (ى)، نحو:
اهْتَدَى، اسْتَعْلَى ، مُقْتَدى، مُرْتَضى ، مُستَدْنَى،مُعَلّى . إلا ما كانت فيه الألف المتطرفة مسبوقة بياء، نحو: اسْتَحْيا، اسْتَقْيا، اسْتَعْيا، تَزيَّا (3) .
 
المراجع :
1-    قواعد فاتت النحاة. أحمد حاطوم. شركة المطبوعات للتوزيع والنشر. الطبعة الأولى. سنة 2005. بيروت. لبنان.
2-    الكواكب الدرية في الشواهد النحوية (ج2). عبد الحميد السيد محمد عبد الحميد. الناشر : مكتبة الكليات الأزهرية . القاهرة.
3-    موسوعة الأقصى اللغوية الشاملة في رسم الحرف العربي والإملاء والترقيم. فواز بن فتح الله الراميني.  الناشر: دار الكتاب الجامعي. العين. دولة الإمارات العربية المتحدة.



التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية