استقبل محمد خليفة بن حبتور رئيس المجلس الوطني الاتحادي بمجلسه الاسبوع الماضي وفدا من مجلس ادارة جمعية حماية اللغة العربية حيث تم استعراض اهم القضايا والمشاكل التي تعترض اللغة العربية بالمجتمع المحلي, والتهميش الذي تعانيه اللغة بين ابنائها حتى غدت لغة ثالثة في ظل الخلل في التركيبة السكانية, حيث يتخاطب المقيمون بلغاتهم التي تمثل اكثرية في بعض الجاليات, وتأتي اللغة الانجليزية في المرتبة الثانية اذ تمثل لغة وسيطة بين جميع الجاليات بينما تتوارى اللغة العربية لتكون لغة لبعض الادارات الاتحادية, او المنازل العربية, وكثيرا ما تكون بعض هذه المنازل ثنائية اللغة اذ يتحدث الاولاد اللغة الانجليزية لغة دراستهم وتتخاطب الاسرة مع الخادمة والسائق بلغتهم مما اوصل المجتمع الى حالة من التغريب في حين ان الاهتمام بها يعد واجبا دينيا وقوميا ووطنيا. وابدى اعضاء الجمعية قلقهم من هذا الوضع والذي حدا بهم الى تأسيس هذه الجمعية لحماية اللغة العربية منوهين الى ان اهم الاخطار التي تواجه اللغة تكمن في عدم اعتبارها من اهم عناصر الهوية والشخصية المكونة لمجتمع الامارات الاصيل في عروبته. ولاحظوا كذلك غياب الاهتمام باللغة في التعليم حيث ان مناهج التعليم والعالي منه على وجه الخصوص تحولت الى اللغة الانجليزية بحجة سوق العمل في حين ان الامر يقتضي تعريب سوق العمل, لاستيعاب مخرجات التعليم واتاحة الفرصة للمواطنين والعرب لاخذ فرصهم في العمل كما ان بعض المؤسسات الاعلامية لا تهتم كثيرا باللغة العربية, حيث شاعت فيها اللهجات الاقليمية لكثير من الاقطار العربية مما افقد المواطن العربي في اي مكان والمتعطش الى معرفة احوال امته خاصة المقيمين في الغرب التواصل مع ما تبثه قنواتنا الفضائية يضاف الى ذلك المراسلات الرسمية في بعض المؤسسات الاتحادية والمحلية التي تصدر وتستقبل باللغة الانجليزية. كما اشار الوفد الى ان من اهم الاخطار لغة السوق, والاسماء الاجنبية للمؤسسات التجارية والاقتصادية مطالبين بتحرك حكومي وشعبي لحماية اللغة العربية واستصدار تشريع يلزم جميع المؤسسات الرسمية والخاصة باعتماد اللغة العربية, والتأكيد على ضرورة التزام ممثلي الدولة في الخارج بالقاء كلماتهم ومداخلاتهم باللغة العربية كلما كانت الفرصة مواتية لذلك. هذا وقد حيا رئيس المجلس جهود جمعية حماية اللغة العربية لقيامها بهذا الواجب الذي يغفل عنه كثير من الناس والذي يعد مسئولية تجاه الدين والوطن والقومية العربية, ووعد بأخذ ذلك في الحسبان من خلال مناقشات ومداولات المجلس, حيث ان هناك مداخل عديدة من الممكن التعرض للموضوع من خلالها اذ سيناقش المجلس سياسة الاعلام والتربية والتعليم وهما المؤسستان الاقرب في التعامل والتنفيذ مع اللغة العربية منوها الى اهمية تواصل الجمعية مع جميع شرائح المجتمع لاشعارهم بهذا الخطر, واهمية التكاتف لحماية اللغة. واشاد الوفد بجهود حكام الامارات ورعايتهم لبرامج الجمعية, وبالدور الكبير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ودعمه المتواصل للجمعية. حضر الاجتماع من الجمعية عبدالله ابراهيم المدفع رئيس مجلس الادارة وكل من احمد علي سيف امين السر وبلال البدور رئيس اللجنة الثقافية ود. احمد الحداد رئيس لجنة الدراسات والبحوث, ومحمد بن غالب امين الصندوق.

البيان