|
|
|
|
كمال داود أعاد النقاش حول الهوية والانتماء واللغة العربية إلى المربع الصفر
يواصل كمال داود منذ قذفت به أول روايته (ميرسو.. تحقيق مضادّ) إلى الساحة الدولية، الفرنسية تحديدا، التمرد على اللغة العربية التي يعترف أنه تعلم و قرأ بها وعلى الإسلام الذي كان يوما واحد من عناصره المتطرفة (هو يعترف بذلك) وعلى وطنه الجزائر الذي ترعرع فيه واستطاع بفضله أن يكبر ويصّدر اسمه إلى الخارج.
وشكلت الثلاثية (اللغة والدين والوطن) صلب النقاش في البرنامج الفرنسي "لم ننم بعد" لمنشطه لوران روكييه على القناة الفرنسية الثانية أمس السبت ، ول أن الرواية تدور أحداثها أساسا حول مقتل (العربي) في رواية كامو " الغريب " و (موسى) في رواية داود " ميرسو .. تحقيق مضاد " ارتكز الحوار في البداية حول العربية والهوية انطلاقا من السؤال الذي طرح على الضيف: "ألا تعتقد أن ثمة هوية عربية ؟ ليرّد كمال داود دون تردد : "عربي! أنا لم أشعر بنفسي يوما عربيا، وعادة ما سببّ لي هذا الكلام تهجمات ضد شخصي بل وفتح جدلا كبيرا حول المسألة"، ويضيف : "العربية ثقافة وموروث، وليست جنسية"، ودون أن يفسّر للمشاهد أي لغة جزائرية يتحدث أو طبيعة هذه اللغة وحروفها، أضاف دواد : "أنا جزائري ولست عربيا، أنا لا أنتمي إلى العرب، أنا أتكلم الجزائرية وأحوز على جوار سفر جزائري".
وينتقل داود إلى مستوى آخر من الانتقاد يطال (العروبة) أو (التعريب) أو (العروبية) "l’arabité" عندما قال بشأنها : "العروبة احتلال .. هي سيطرة"، و "يبهر" أكثر كمال داود الفرنسيين الذين يحيطون به في البلاتو عندما يتناول المسألة الدينية في الجزائر مع الاعتراف المسبق أنه كان إسلاميا بداية شبابه ( islamiste ) لكنه يبرّر فيما بعد لماذا كان إسلاميا وعمره لا يتجاوز 13 سنة بالجواب : "لا بدائل أيديولوجية أو فلسفية تطرح أمامك في الجزائر، إن الشباب يجد نفسه منذ 17 سنة مجبولا على "الإسلاماوية" ( l’slamisme ) منذ نعومة أظافره باعتبارها "فكرا شموليا يتكفل بمسائلك الجنسية والجسدية والفكرية وفي علاقتك مع التاريخ ومع الآخر.." و يضيف : " لا وجود لعروض أيديولجية بديلة "
و يمعن كمال داود في " تفكيك " علاقة العربي بالرّب كما يقول و يقول : " ان علاقة العرب بربهم هي من جعلتهم يتخلفون " و ربما نسي داود ان واحدة من أكبر الحضارات التي عرفتها الإنسانية هي الحضارة العربية الإسلامية التي تفتقت فيها العلوم و ازدهرت و قادت فيما بعد إلى نهضة الغرب لأن الأخير نقل عن العرب و المسلمين علومهم و فلسفتهم .
و المفارقة أن كمال داود يعترف فوق نفس ( البلاتو الفرنسي ) أنه تعّرف على " الموروث العربي الكبير من خلال اللغة الفرنسية " أي من خلال الإسهامات الغربية التي راحت تترجم العطاءات العربية الإسلامية في مجال العلوم و الفنون و الفلسفة و الطب و الهندسة و الفيزياء و الفلك و غيرها كثير !!
و لم يتوقف صاحب كتاب " ميرسو .. تحقيق مضاد " عند انتقاد اللغة العربية و الدين بل تجاوزها إلى ( جزائريته ) ، و راح محاوره يقرأ له مقتطفات من الرواية يحكي فيها كمال داود يوميات الجزائري و ملامحه و سلوكه بشكل يظهر الجزائري كائنا هجينا و تائها و ربما هذا ما جعل محاوره ربما يصل إلى قناعة من أن الكاتب الذي أمامه لا يزدري فقط اللغة العربية و الدين فقط و إننا وطنه الجزائر و جزائريته عندما طرح عليه السؤال : " هل تشعر بنفسك جزائريا ؟
و تعيد قناعات كمال داود النقاش الذي لم يهدأ يوما في الجزائر حول اللغة العربية و الإنتماء و الدين إلى المربع الصفر بعدما أثار مضمون روايته و قبلها كتاباته في صحيفة ( لوكوتيديان دورون) الجدل حول السؤال الكبير الذي لم نواجهه بجدية في إطار نقاش كبير تنخرط فيه النخبة بجميع ألونها : أي هوية للجزائر ؟
و لا تتردد كتابات الذين تثيرهم مواقف كمال داود من ثلاثية ( اللغة و الدين و الوطن ) في طرح السؤال : أتقف هذه الثلاثية وراء الشهرة الكبيرة التي صار يحظى بها الكاتب و هل هي من قفزت بأول عمل أدبي له إلى قوائم الجوائز الأدبية الهامة مثل غونكور و رونودو و موريالك و جائزة القارات الخمس للفرانكفونية ، فيحوز على جميعها باستثناء الغونكور و قد وصل أدوراها النهائية !
الحدث الجزائري
|
|
|
|
|
|