غداً الخميس نحتفل باليوم العالمي للغة العربية، الذي يصادف 18 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، وهو التاريخ الذي أقرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغة العمل في الأمم المتحدة. ومما نعتز به -نحن السعوديون- أن الفضل في إدراج اللغة العربية لتكون لغة سادسة بجانب خمس لغات حية اعتمدتها المنظمة الدولية عند إنشاء الأمم المتحدة عام 1945 هي الإسبانية والإنجليزية والروسية والصينية والفرنسية، بحيث تكون لغات لتوثيق المحاضر الرسمية وأوراق العمل أثناء الاجتماعات، والمعتمَدة في الترجمة الحية المباشرة أثناء المؤتمرات تحدثاً وكتابة، يعود إلى اقتراح تقدمت به مملكتا السعودية والمغرب أثناء انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) عام 1973.
بدورها -عملت الإمارات العربية المتحدة من أجل استعادة اللغة العربية لمكانتها اللائقة وعلى مستوى المجلس الوطني الاتحادي، حيث يعمل على مناقشة سياسة مجلس الوزراء لتعزيز مكانة اللغة العربية بعد أن أوصت لجنة شؤون التربية والتعليم والشباب والإعلام في المجلس بوضع إستراتيجية عمل موحدة للدولة لتوحيد الجهود والمبادرات بشأن اللغة العربية وإصدار قانون اتحادي لحمايتها وتعزيزها والالتزام بالنصوص الدستورية والقرارات الوزارية وتعزيزها كلغة تدريس أولى في جميع مؤسسات التعليم العالي ودعم مبادرات نشر التوعية بها والمحافظة عليها في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تتراجع اللغة العربية ويُساء استخدامها، حيث يشير تقرير عن اللغات المستخدمة في محتوى الإنترنت إلى تناقص استخدام اللغة العربية من 1.1% نهاية عام 2012 إلى 0.9% في الشهر الجاري، في وقت تصاعد فيه استخدام الإنجليزية من 55% إلى 55.4% عن الفترة ذاتها، تليها الروسية من 5.3% إلى 6.1%. نشطت جهات تطوعية في إطلاق حسابات ومبادرات تهدف لخدمة اللغة العربية والتشجيع على استخدامها كمبادرة #بالعربي التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وحساب أصدقاء اللغة العربية.
ومن ناحية تستضيف دبي مؤتمر «صاحبة الجلالة.. اللغة العربية» في نسخته الرابعة خلال الفترة من 6- 10 مايو 2015 الموافق 17- 21 رجب 1436 في دبي، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الذي أطلق جائزة محمد بن راشد للغة العربية للإسهام في خدمة المؤتمر الذي بدوره سيثري الجائزة. ويعود الفضل في تسمية اللغة العربية بصاحبة الجلالة لسعادة د. علي بن عبدالله بن موسى المنسق العام للمجلس الدولي للغة العربية.
يوم مجيد للغة الأجمل، لغة القرآن العظيم، وحافل بإطلاق مبادرات الوفاء لها وخدمتها وبرها، وعودة بنيها ووعيهم بالأخطار حولها، وتصميم خطط الدفاع عنها وآليات استعادتها لمكانتها وكامل فخامتها.

المدينة