للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

خطط ومبادرات أكاديمية لتعزيز اللغة العربية

لبنى أنور، أحمد جمال

لأن اللغة العربية هي عنوان الهوية ورمزها، ولأن بقاء وقوة الأمم يرتبطان إلى حد كبير بالحفاظ على اللغة ونقشها في صدور الأجيال المتعاقبة، حملت الإمارات على عاتقها مسؤولية رفع لواء حماية اللغة العربية، مع إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2012 حزمة من المبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز مكانتها في المجتمع، والتي شملت ميثاقاً للغة العربية، ومجلساً استشارياً برئاسة وزير الثقافة لتطبيق مبادئ الميثاق، ورعاية كل الجهود الهادفة إلى تعزيز وضع اللغة العربية، وما أعقبه ذلك من إطلاق جائزة عالمية لحماية اللغة العربية.

وشكلت توجيهات سموه خريطة طريق انطلقت من خلالها المؤسسات في خطوات واضحة لتعزيز مكانة اللغة العربية، عبر تبني مبادرات نوعية تركز بالدرجة الأولى على حماية لغتنا وهويتنا وتعظيم أهميتها بين النشء، وبدأت عدد من المؤسسات التعليمية مثل جامعة زايد وكليات التقنية العمل الجاد لتعزيز مكانة اللغة العربية لدى الطلبة، فوضعت برامج تدعم امتلاك طلبتها للمهارات الأساسية للغة الأم، مع التركيز بشكل خاص على المهارات الوظيفية للغة التي باتت متطلباً في عدد من جهات العمل.

متخصصون

و«البيان» سعت إلى إلقاء الضوء على المبادرات الخلاقة التي نفذها عدد من مؤسسات الدولة لتعزيز مكانة اللغة العربية، وعرجت إلى الحديث مع متخصصين حول رؤيتهم لما هو مطلوب لتعظيم مكانة لغة الضاد، كما سعت إلى استعراض جهود المجلس الوطني الاتحادي الذي وضع هذه القضية المهمة على طاولة اجتماعاته أخيراً، وسعى إلى البحث والتقصي عن المنجزات التي قامت بها عدة جهات بالدولة، لحماية اللغة العربية وتعزيز دورها.

وتفصيلاً، قال الدكتور عبيد المهيري، العميد التنفيذي للدراسات العربية والإماراتية في كليات التقنية العليا، مدير كلية الفجيرة التقنية: «إن ميثاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، للغة العربية، جاء لتعزيز مكانة اللغة الأم، خاصة لدى مؤسسات التعليم العام والعالي، كما أن إطلاق سموه لجائزة عالمية للغة العربية جاء بهدف تشجيع المتميزين وتحفيز المهتمين إلى إنتاج إبداعات تعزز تعليم اللغة العربية وتكريمهم».

سوق العمل

وأضاف: «كليات التقنية في ضوء توجهات واهتمام القيادة الرشيدة، وبتوجيهات من محمد عمران الشامسي، رئيس الكليات، نفذت خطة لتنظيم تدريس اللغة العربية التي أصبحت أساسية في كل المناهج الدراسية، ما أعاد إحياء اللغة الأم في الكليات، إذ يتم في السنوات التأسيسية تأكيد إمكانات الطالب في المهارات الأساسية للغة والقواعد، وفي سنوات التخصص يتم طرح مساقات «للغة العربية الوظيفية» التي تركز على الجانب العملي في التعامل مع اللغة، بعد تخرج الطالب والتحاقه بسوق العمل، لأن إتقان الطالب العربية من الناحية المهنية أصبح مطلباً للعديد من مؤسسات سوق العمل».

وتابع: «يتم من خلال مساقات اللغة العربية الوظيفية تدريب الطالب على تنفيذ التقارير وكتابة الرسائل والأبحاث ومشاريع التخرج وتقديم العروض وشرح مهام عمله باللغة العربية، إذ يتم تأهيل الطالب للتعامل بحرفية في إنجاز تلك المهام، بطريقة ترتبط بطبيعة تخصصه والمصطلحات التي يتعامل معها في تخصصه الرأسي ومرادفاتها العربية».

وقال المهيري: «بدأنا منذ العام الماضي العمل في كليات التقنية على تطوير اللغة العربية وجعلها متطلباً أساسياً للتخرج، وتم إعداد مناهج وأدوات ووسائل تدريس واستراتيجيات لتفعيل وإثارة شغف الطلبة بتعلم العربية، وقطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال، فبعد أن كان لدينا 10 مدرسين فقط في اللغة العربية، أصبح عددهم اليوم 40 مدرساً للعربية في الكليات».

وأوضح أن توجههم إلى تطوير اللغة العربية في كليات التقنية جاء من منطلق الرؤية العامة لأداء الطلبة، وعدم إتقانهم مهارات القراءة والكتابة بالكفاءة ذاتها التي يمتلكون فيها تلك المهارات في اللغة الإنجليزية التي يدرسون بها كل موادهم العلمية، إضافة إلى أنه تم استطلاع رؤية وآراء أصحاب العمل الذين فضّل كثيرون منهم تمكين الطالب من المهارات اللغوية العربية الوظيفية.

واعتبر المهيري أن ميثاق اللغة العربية عزز مكانتها، وجعل العديد من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة تهتم بطرح برامج للغة العربية، وكذلك أخذت العديد من مؤسسات المجتمع هذه المبادرة، وبدأت توظفها في عملها، كما أشار إلى أن قرار مجلس الوزراء الخاص بتدريس مساق للغة العربية في جميع مؤسسات التعليم العالي الحكومية، وهو مساق «مجتمع الدراسات الإماراتية»، يعد مهماً لتعزيز الهوية والانتماء إلى الدولة، إذ ترتبط الهوية بشكل مباشر باللغة العربية وتعزيزها.

تجربة فريدة

وأكد الدكتور عبد الرحمن عبد الحليم، مدير معهد اللغة العربية في جامعة زايد بالإنابة، أنه مع إصدار ميثاق اللغة العربية سارعت الجامعة بنشر هذا الميثاق باللغتين العربية والإنجليزية في الجامعة ليعرفه الطلبة والأساتذة العرب والأجانب، وليدركوا مدى الأهمية التي تحظى بها اللغة العربية من قيادة الدولة الرشيدة. وأشار إلى أن تجربة جامعة زايد لتدريس العربية من التجارب الفريدة التي تم طرحها في مؤتمرات عالمية للعديد من الدول التي تمتلك لغة بخلاف الإنجليزية، ولكنها تدرّس العلوم في جامعاتها بالإنجليزية، وتبحث عن طريقة لضمان تطبيق اللغتين معاً، مشيراً إلى أن الجامعة لديها برنامج متكامل لتدريس العربية، ينطلق من اعتماد تدريس الطلبة في السنة التأسيسية اللغة العربية بقواعدها وأسسها ومهاراتها المتنوعة من القراءة والكتابة والاستماع والتحدث الصحيح بالعربية وفق القواعد الأساسية، وذلك لتمكين الطلبة من أساسيات اللغة بشكل عالٍ. وبيّن أنه في ما يتعلق بتدريس العربية في سنوات التخصص، وخاصة السنتين الثالثة والرابعة للبكالوريوس قبل التخرج، وضعت الجامعة في كل تخصص برامج متخصصة تدرّس «اللغة العربية الوظيفية» التي تساعد الطالب على التعبير بالعربية عما درسه باللغة الإنجليزية في تخصصه، ليكون عند التحاقه بسوق العمل لديه القدرة على استخدام اللغة العربية بشكل وظيفي في كتابة تقارير وأبحاث ومراسلات وتقديم العروض، وذلك باستخدام مصطلحات عربية مرادفة للمصطلح الأجنبي الذي درسه في التخصص، معتبراً أن هذا البرنامج في العربية متكامل يدعم الطالب منذ التحاقه بالجامعة وحتى التخرج. ولفت إلى أن اللغة العربية عامة تواجه تحديات جديدة بسبب العولمة وانتشار الإنترنت والفضائيات التي تأتي من الخارج وكلها بالإنجليزية، فهو تحدٍ كبير، وحله في تدريس اللغة العربية، ليس بشكل عام فقط، بل توفير ترجمة للمصطلحات المتخصصة في مختلف التخصصات، وتمكين الطالب من استخدام اللغتين معاً.

وقال: «إننا اليوم نتعامل مع العديد من التقنيات التي يمكن أن توظف لتعزيز العربية، خاصة الهواتف الذكية التي يمكن من خلالها توفير القواميس التخصصية كتطبيقات على هذه الأجهزة، تسهل على الطالب الحصول على معاني المصطلحات الإنجليزية ومرادفاتها العربية مباشرة، كذلك الاستفادة من برامج الترجمة الناطقة التي يمكن بعد كتابة الكلمة أن تقرأ باللغتين العربية والإنجليزية، فكلها أمور تعزز دراسة العربية، وتؤثر بشكل كبير في الطالب.

ونوه باستمرار جامعة زايد في تطبيق مبادرة تعليم العربية للناطقين بغيرها، وهذه إحدى مبادرات ميثاق اللغة العربية، وتتولى الجامعة من خلال معهد دراسات اللغة العربية هذا البرنامج الذي يحظى بإقبال جيد وتفاعل من الجهات التي تهتم بتعليم العاملين لديها اللغة العربية إضافة إلى المبادرات الفردية. من جانبها، أكدت أمل العفيفي، الأمينة العامة لجائزة خليفة التربوية، أهمية اللغة العربية التي تحظى باهتمام من قبل القيادة الرشيدة التي أخذت على عاتقها تعزيز اللغة الأم، وتأكيد مكانتها من خلال مبادرات هادفة وعالمية، ستسهم في إعادة المكانة الحقيقية والمميزة للعربية. وقالت: «إن جائزة خليف، بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، توجهت هذا العام إلى طرح مجال متخصص ومنفرد للغة العربية، يؤكد أهمية اللغة ومكانتها، إضافة إلى تحقيقه أحد أهم أهداف الجائزة المتعلق بالإسهام في تعزيز اللغة العربية كلغة أساسية لنا ولغة حضارتنا ورمز من رموز هويتنا وانتمائنا، مشيدة بمبادرات القيادة الرشيدة في هذا المجال، من خلال إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ميثاق اللغة العربية وجائزة اللغة العربية.

وذكرت أنهم في الجائزة حريصون على استخدام العربية في جميع مراسلاتهم ومخاطباتهم دون إغفال اللغات الأخرى المهمة، ولكن العربية هي الأساس، منوهة بأن تبني القيادة الرشيدة قضية اللغة العربية يسهم بشكل كبير في تشجيع كل المهتمين بها على الإبداع والابتكار في مجالها، موضحةً طبيعة المجال الذي تطرحه الجائزة للتنافس هذا العام تحت عنوان «الإبداع في تدريس اللغة العربية على المستويين المحلي والعربي». وأضافت: «أن هذا المجال التنافسي يضم ثلاث فئات، تشمل المعلم المبدع في تدريس العربية بالدولة، والأستاذ الجامعي المبدع في تدريس العربية محلياً، وكذلك على مستوى الوطن العربي، ويهدف هذا المجال إلى مكافأة وتحفيز العاملين في ميدان تدريس اللغة العربية بجميع فروعها في التعليم العام والجامعي، وخلق كوادر متميزة في تدريسها»، لافتة إلى أن هناك معايير للمفاضلة في المشاركات، فعلى مستوى فئة المعلم ستؤخذ بعين الاعتبار الأفضلية في القيادة والكفايات التدريسية والتقويم والتحصيل والدراسات والبحوث والنمو المهني والمبادرات الشخصية وآراء أولياء الأمور والالتزام الأخلاقي، أما على مستوى معايير المفاضلة بالنسبة إلى الأستاذ الجامعي، فستركز على التدريس في مجال العربية وآدابها والبحث العلمي وخدمة المجتمع. وتابعت: «خصصنا جوائز مادية لتعزيز مشاركة مختلف الفئات في هذه الجائزة، إذ يمنح المعلم الفائز 75 ألف درهم، بينما ينال الأستاذ الجامعي 100 ألف درهم، إضافة إلى حصول كل فائز على درع الجائزة وشهادة تميز».

طرائق التدريس

رأى الدكتور عبيد المهيري أن تطوير طرائق التدريس في اللغة العربية أحد أهم الجوانب التي تعزز تدريسها، وجعل الطلبة والشباب شغوفين بتعلمها، لأن هناك مشكلة تتعلق بعدم إقبال الطلبة على دراسة العربية والعزوف عنها، لذا من المهم العمل المستمر على تطوير أساليب التدريس، وكذلك تطوير طرائق التقييم.

برلمانيون: تطوير كفاءة المدرسين وتحسين ظروفهم ضرورة

 

 

كان تعزيز مكانة اللغة العربية حاضراً في مناقشات المجلس الوطني الاتحادي التي خلص أعضاؤها إلى تأكيد أهمية وجود استراتيجية عمل موحدة للدولة، لتوحيد الجهود والمبادرات المختلفة بشأن حماية اللغة العربية، وأن ترتبط هذه الاستراتيجية بخطط وبرامج عمل محددة زمنياً، وهو يتطلب معه إصدار قانون اتحادي لحماية اللغة العربية، وتعزيز مكانتها من خلال إلزام جميع المؤسسات الاتحادية والمحلية والخاصة باستعمالها تحدثاً وكتابةً.

وخلصت لجنة شؤون التربية والتعليم بالمجلس الوطني الاتحادي إلى مجموعة من المعوقات التي يجب البحث عن حلول لها، بما يضمن تعزيز مكانة اللغة العربية، ومن أبرزها عدم وجود مجمع للغة العربية، ما أدى إلى تراجع مكانة اللغة العربية، لتصبح اللغة الرابعة في الدولة في ترتيب اللغات.

وتتضمن المعوقات أيضاً عدم وجود سياسات واضحة وبرامج محددة لتطوير مهارات اكتساب الأطفال اللغة العربية، إضافة إلى شيوع ثقافة أن اللغة العربية لغة أدبية، وأن تعلم اللغات الأجنبية هو السبيل للترقي والمكانة العلمية، ما أدى إلى تكريس الاختلال البنيوي في استخدامات وتعلم اللغة العربية، إضافة إلى أن عدم الاهتمام بتطوير كفاءة مدرسي اللغة العربية وتحسين ظروفهم الوظيفية والمهنية أدى إلى غياب الوعي والاهتمام والحافز لدى هؤلاء المدرسين بتعميق المعرفة باللغة العربية وتنوع مستوياتها وأشكالها، كما أن تقليدية أساليب التدريس للغة العربية، خاصة القواعد النحوية، أدى إلى عزوف الطلبة عن تعلم اللغة العربية وقواعدها.

معاملات

وتضمنت المعوقات أيضاً عدم التزام جميع الوزارات والهيئات باستخدام اللغة العربية لغةً رسميةً في جميع المعاملات، نظراً إلى عدم تفعيل القرارات الوزارية والنصوص الدستورية.

وقال فيصل الطنيجي، عضو المجلس الوطني، إنه لا يوجد تشريع في دولة الإمارات يحمي اللغة العربية، على الرغم مما نص عليه الدستور أن لغة الاتحاد الرسمية هي اللغة العربية، مشيراً إلى أن التدريس في الجامعات لا يتم باللغة العربية إلا في بعض المساقات.

وأشار إلى أحد استطلاعات الرأي التي تناولت كفاءة مدرسي اللغة العربية، وخلص إلى أن 96% منهم غير راضين عن وسائل تدريس اللغة العربية، وهناك دراسات أشارت إلى ضعف مستوى مدرسي اللغة العربية. وأكدت الدكتورة منى البحر أهمية علاقة اللغة بالهوية بمفهومها الشامل، إذ إن جوهرها الانتماء، وهو يتكون من المضمون والإبلاغ، وهو اللغة، فبدون اللغة لن يكون هناك انتماء، مشيرة إلى أن الدراسات أكدت أهمية اللغة بوصفها ظاهرة اجتماعية تتأثر بما يحدث في المجتمع،

تطوع

قال الدكتور سعيد الحساني، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي: «إن الوزارة، بتوجيهات معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، شرعت في تنفيذ عدة مبادرات لترسيخ الانتماء إلى اللغة العربية، ومن أبرزها مبادرة تطوع التي أطلقتها أخيراً، وكذلك توقيعها مذكرة تفاهم مع جمعية حماية اللغة العربية».

وأكد أن استدامة التعليم والتنمية بأبعادها المختلفة مطلوبة، واستدامة اللغة والهوية من أهم الأولويات، مشيراً إلى أن المبادرة هي تنفيذ لمبادرة «ميثاق اللغة العربية» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لتنمية الانتماء إلى اللغة العربية، وتعزيز تناولها في كل مجالات الحياة.

مبادرة

«البطين الثانوية» تعلّم العربية لـ150 طالباً من 46 جنسية

تمكنت مدرسة البطين الثانوية الخاصة بأبوظبي من تعليم اللغة العربية لنحو 150 طالباً وطالبة من الناطقين بغيرها الذين ينتمون إلى نحو 46 جنسية مختلفة، في إطار خطة المدرسة لتعزيز تدريس اللغة العربية وجذب الطلبة إليها، إذ اعتمدت في تحقيق هذا النجاح على الانطلاق من بوابة الحضارة العربية التي أثارت بها شغف الطلبة غير العرب وفضولهم، ودفعتهم إلى تعلم اللغة الأم، لفهم هذه الحضارة ومكنوناتها.

وأوضح ديفيد هوتسون، مدير مدرسة البطين الثانوية، أن لديهم أكثر من 600 طالب وطالبة بالمدرسة، منهم 150 من غير العرب، وينتمون إلى نحو 46 جنسية مختلفة، وأن المدرسة تهتم كثيراً في خطتها الاستراتيجية بتعلم اللغة العربية لغةً أساسيةً إلى جانب الإنجليزية، وتوفر من خلال قسم اللغة العربية برامج وتدريباً واختبارات لمختلفة مستويات هذه اللغة، وتلزم جميع طلبتها بتعلمها بمختلف مهاراتها، مؤكداً أنهم يريدون لجميع الطلبة تعلم العربية بمستوى عالٍ، ليتمكنوا من التعرف إلى الحضارة العربية، خاصة أنهم يعيشون في بلد عربي.

وأضاف: «أن اهتمامهم بالعربية ليس لكون مجلس أبوظبي للتعليم يعمل على إلزام المدارس الخاصة بها، بل هم مقتنعون بذلك، وينفذونه بخطط وآليات خاصة بهم، وبجهود كبيرة من معلميهم، وأنه يمكن أن يلمس أي زائر للمدرسة مكانة العربية والهوية في مختلف جوانب المدرسة، ففي أيام عيد الأضحى ومناسبة الحج نجد مجسمات وملصقات وفعاليات تعبّر عن هذه المناسبات الإسلامية والعربية وباللغة العربية».

 

رعاية

محمد سعيد: مبادرات محمد بن راشد عززت مكانة لغة الضاد

قال الدكتور محمد سعيد حسب النبي، عضو المجلس الدولي للغة العربية، لـ«البيان»: «إن اللغة هُوُية الأمة، وأعظم مقومات وجودها، ووطنها الروحي، والأمم الحية تحافظ على لُغاتها حفاظها على أوطانها، والعلاقة بين مكانة الأمة ومكانة لغتها وثيقة جداً، فاللغة هي الأمة».

وأشار إلى أن اللغة العربية كانت بالفعل تحتاج إلى قرار سياسي يعزز مكانتها، ويحمي وجودها، وقد جاءت مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لتعزيز مكانة اللغة العربية، ولتؤكد قناعة القيادة الرشيدة للدولة بأن الحفاظ على اللغة العربية قيمة إسلامية، وفريضة وطنية، وترسيخ للهوية، وتعزيز لجذورنا العربية والإسلامية.

وذكر أن اللغة العربية ليست لغة تواصل فقط بين الشعوب العربية والإسلامية، بل تحمل في طياتها ثقافة أمتنا العربية وتاريخها، ونستطيع من خلالها أن نستقي حضارتنا وتاريخنا وقيمنا وتقاليدنا، مؤكداً أن دولة الإمارات تولي رعاية واهتماماً كبيرين للغة العربية، من منطلق إيمان عميق لقيادتها الرشيدة بأنها مسؤولية وطنية مشتركة يجب على الجميع الاضطلاع بدوره فيها.

وأوضح أن مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لدعم اللغة العربية وخدمتها عديدة وواضحة للعيان، وتمتد على الصعيدين العربي والعالمي، وليس الإمارات وحسب.

البيان

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية