|
|
|
|

وفقا للتراث.. ما أصل اللغة العربية؟
أ. غادة قدري
نحن لا نعلم الكثير عن نشأة لغتنا العربية لأن أقدم ما وصلنا من آثارها لا يتجاوز 150 أو 200 سنة قبل ظهور الإسلام، على أبعد تقدير، ويعود السبب في ذلك إلى أن #الجزيرة العربية قليلة الآثار نادرة الأخبار الصحيحة بسبب جاهليتها، وكلمة عرب كانت مستعملة في اللغة العبرية القديمة لتدل على أهل الصحراء "عربة" وهم قبائل الجزيرة العربية، في حين كان لأهل المدن والعمران أسماء أخرى جاءت في كتب اليهود القديمة.
وعند البحث عن أصل اللغة العربية بشكل علمي لا يمكن إثبات كيف نشأت، وما هي جذورها، لكن تبقى اللغة وسيلة تواصل ومعرفة ضرورية لجأ إليها البشر من أجل التفاهم.
تعود اللغة العربية إلى المجموعة السامية نسبة إلى سام بن نوح بحسب القصص الدينية المتوارثة، وتتفرع منها الآكادية والعبرية والآرامية، وترجع إلى اللغات اليمنية القديمة والحبشية السامية، وهناك شعبة لغوية واحدة يطلق عليها الشعبة السامية الجنوبية. واللغة العربية تقسم إلى عربية بائدة وعربية باقية.
ويطلق العلماء اليوم على الشعوب الآرامية والفينيقية والعبرية والعربية واليمنية والبابلية ـ الآشورية لقب الساميين، وكان العالم الألماني، شلوتزير أول من استخدم هذا اللقب في إطلاقه على تلك الشعوب وقد شاركه عالم ألماني آخر هو ايكهورن .
في أواخر القرن الثامن عشر أطلق فقهاء اللغة مصطلح "اللغات السامية" على لغات هذه الشعوب ويعني المصطلح أنها اللغة التي تكلم بها نسل سام بن نوح.
اختلف اللغويون في كيفية تفرع تلك اللغات بعضها عن بعض، والظاهر أن اللغات السامية الرئيسية الحية إلى الآن وهي السريانية والعبرانية والعربية، لم تشتق إحداها من الأخرى، ولكنها فروع لأصل قد طوته يد الأيام وهي لغة قدماء الساميين، الذين سكنوا بين النهرين.
اللغة الآرامية
وهي نسبة إلى آرام أحد أبناء سام، وهي لغة سكان ما بين النهرين الذين تشتتوا وتبعثروا في جهات آسيا فتنوعت لغاتهم وسكن بعضهم سواحل سوريا، وتنوعت لغتهم وعرفت باللغة الفينيقية، ومنها اللغة العبرانية وسكن آخرون العراق العربي، وحدث عن تنوع لغتهم اللغة الآشورية ومنها اللغة الكلدانية والسريانية ، وآخرون أقاموا بشبه جزيرة العرب وتنوعت لغتهم وتولد عنها اللغة العربية بفروعها ومنها لغة الحبشة وحِميَر وعدنان وقريش، ولمعرفة أصل اللغة العربية يجب التفصيل في شجرة اللغة السامية . فالسامية تنقسم الى شرقية وغربية .
تقسيمات اللغة العربية
الشرقية
هي اللغات البابلية ـ الآشورية ، أو كما يسميها المحدثون من فقهاء اللغة" أكادية" نسبة إلى بلاد آكاد وكان الأقدمون يسمونها الإسفينية أو المسمارية، لأن الناطقين بها أخذوا الخط المسماري عن الشعب السومري حين تدفقوا إلى منطقته في القسم الجنوبي من بلاد العراق.
الغربية
وتنقسم إلى فرعين، شمالية وجنوبية، وتضم الشمالية الكنعانية والآرامية.
الكنعانية
هي لغة القبائل العربية التي نزحت- على الأرجح - من القسم الجنوبي الغربي من بلاد العرب واستوطنت في سوريا وفلسطين وهي تشتمل على مجموعة من اللهجات (الكنعانية القديمة المؤابية الفينيقية، العبرية الأوغيريتية).
الآرامية
وقد فرضت هذه اللغة نفسها على جميع أخواتها الشرقية والشمالية حتى أصبحت لغة التخاطب في الشرق الأدنى واستقرت هذه اللغة في جميع بلاد العراق وسوريا وفلسطين وما جاورها . وقدر بعض فقهاء اللغة مساحة البلاد الناطقة بها بما يقرب 600 من ألف كلم مربع.
الجنوبية
وتضم العربية الجنوبية والعربية الشمالية.
العربية الجنوبية
يطلق عليها العلماء اسم اليمنية القديمة أو القحطانية وهي تحوي عدة لهجات وهي : المعينية والسبئية والحضرمية والقتبانية والحبشية.
المعينية
هي اللهجة المنسوبة الى المعينيين الذين أسسوا في بلاد العرب في القسم الجنوبي من اليمن ، مملكة قديمة يعود تكوينها الى حوالي القرن الثامن قبل الميلاد.
السبئية
وهي اللهجة المنسوبة الى السبئيين الذين أقاموا مملكتهم على أنقاض المملكة المعينية.
ومن المعروف أن مدينة مأرب كانت عاصمة المملكة السبئية وظلت هذه اللهجة سائدة في بلاد اليمن لمدة طويلة.
الحضرمية
هي اللهجة المنسوبة الى حضرموت التي استمرت الى زمن غير قليل تنازع سبأ الحكم والسلطان لكن حضارة سبأ كانت أقوى منها فغلبتها وأزالتها.
القتبانية
هي اللهجة المنسوبة الى قتبان وهي مملكة عظيمة، أنشئت في المنطقة الساحلية الواقعة شمال عدن ، وكتب عليها أن تنقرض في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، وبهذا كانت السبئية أقوى اللهجات العربية الجنوبية.
أخبار السعودية
|
|
|
|
|
|