كلمة الأستاذ هود العمراني التي القاها في منظمة اليونسكو بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

بداية أبعثُ بباقة مملوءة بوافر الشُكر و التقدير و الامتنان إلى جناب الدكتور: زياد الدريس لموافقته توليتي أمر إدارة الحسابات الرسمية في شبكات التواصل الإجتماعية وهُنا أعني الفيس بوك و تويتر كما لا أنسى هُنا التنسيق المٌباشر مع الدكتور عبدالله الأحمري و التحفيز الدائم الذي لاقيتُه منهما راجياً المولى القدير التوفيق للجميع.

حديثي المُقتضب والمُحددُ الوقت و التوقيت سيكون مُختصراً مُركزاً على الجانب المُعنون لأجله هذه المُداخلة: وهو تجربتي مع هذا الحدث و تفاعل الناس والمجتمع معنا حول فعالية اليوم العالمي للغة العربية.

وهُنا لابُد من إلقاء النظر بتمعن على واقع شبكات التواصل الاجتماعية وتفاعل الجمهور العربي داخل بلدانه لمعرفة مدى الجدوى والفاعلية ودراسة الأمر بدفة عالية وهُنا سأركز بشكل كبير على البرنامج الأكثر تداولاً وهو تويتر لمافيه من تفاعل مُباشر يُمكنُ مُلاحظتها ولما يتحويه من طبقة متواجدة يمكن اعتبارها أنها من النُخب الاجتماعية.

ذكر تقرير الإعلام الاجتماعي العربي ومركز مدار للأبحاث والتطوير احصائية نشرها عام 2012 تحتوي على تفاصيل كثير لكننا ننقل الأهم لنا وهو:

مجموع عدد سكان 18 دولة عربية وهي: السعودية - الكويت - مصر - الإمارات - لبنان - البحرين - قطر - الأردن - المغرب - فلسطين - تونس - العراق - سورية - عُمان - الجزائر - اليمن - السودان - ليبيا يُساوي
353,596,184 نسمة

و يبلغ عدد المستخدمين للإنترنت في هذه البلدان ما يُساوي
106,529,288

مُستخدمي برنامج تويتر يبلغ عددهم
2,169.019

تتصدر قائمة المُستخدمين المملكة العربية السعودية بـ830,291 مُستخدمثُم الكويت370,987 مُستخدمثم مصر296,219ثم الإمارات وبعدها لُبنان نزولاً عند نفس تسلسل الدول الذي ذكرناهُ سابقاً
من هذه الأرقام يُمكنُ تسجيل عدة مُلاحظات عليها ومنها مدى تجاوب المجتمع و تأثره وتأثيره على الوضع الإجتماعي في بلده أو حتى في البلد الذي يُريدُ دعمه هذا المجتمع أو يتعاطف مع إحدى قضاياه.وبالنظر إلى عدد سُكان كل دولة على حدى وبالمقارنة بعدد المُستخدمين لهذا البرنامج التواصلي تستشعر مدى أهمية استهداف هذه الطبقة لتقوم حملتنا العالمية التي تمر بمرحلتها الثالثة بعد تأسيس هذا اليوم العالمي عام 2012 الميلاديوإني على يقين أن هذه النسبة لكل دولة تغيرت حسب الأحداث والاستخدامات لها لذلك لا يمكن الركون إلى هذه الإحصائية بشكل خاص ناهيك عن وجود حالات في تويتر لا يمكن إغفالها تُعتبر من سلبيات قياس تفاعل الجمهور مع الأحداث ومنها شراء الأصوات أو مُحاولة رفع مستوى الوسم “الهاشتاق” المعين في وقت معين بسبب حدث مُعين في بلد خاص دون البلد الآخر. والنُقطة الأخيرة التي أختمُ بها هذه المُقدمة اختلاف اهتمام الناس وتفاعلهم لأي حدث لأننا نجد أن الشباب النشط في تويتر يميلُ إلى الأحداث الرياضية أكثر من غيرها كما أن عُشاق تويتر لا يُستثنون من قاعدة الإعجاب بثقافة الرسالة المصورة أكثر من الرسالة المكتوبة فالإحصاءات المكتوبة قد لا تُلاقي لها الرواج أو إعادة الإرسال كما هو الحال فيما لو جاءت في إحصاء على شكل صورة أو رسم بياني أو جدول ومن هاتين النُقطتين يمكن المُقارنة بين خبر إصابة اللاعب ياسر القحطاني مثلاً والتغيير الوزاري في السعودية أو المعلومات التي نشرناها عبر الحساب الرسمية والصورة التي نشرناها من قاموس أوكسفورد التي توضح أصول بعض الكلمات وتُلاحظ نسبة تفاعل الجمهور مع الأمثلة...!!!

الآن نعطف على الحساب الرسمي للحملة الذي احتوى مُتابعين من الأفراد والمُهتمين والجهات العربية الأخرى. وكان المأمول نشر الحساب بشكل أكبر وتشديد المُتابعة عليه والتغريد على الهاشتاق من الكُتاب أصحاب النفوذ و التأثير في تويتر وأتوقع لو أن هذه الطبقة تجاوبت معنا لكان التأثيرُ بالغاً مُحققاً أهدافه بشكل رائع والدليل على ذلك دعوة الدكتور زياد الدريس لتغيير الصورة الرمزية في تويتر التي لاقت قبولاً واسعاً والأمرُ هُنا لأن الدكتور صاحب جمهور وتأثير وهذه من سلبيات تويتر كما بينا سابقاً.

كُنا نعتمدُ على الوعي العام للمُجتمع العربي لإحياء هذا اليوم والتفاعل معها في كل العالم والحمدُ لله فقد تحقق الكثير من ذلك فببحث سريع عن الهاشتاق المُطلق وهو: #اليوم العالمي للغة العربية

فإننا نجد اتساع دائرة الاهتمام والتعليق و إعادة الإرسال للمعلومات الواردة من المصادر المُهتمة بهذا اليوم كما يُمكننا مُشاهدة الفرق في التجاوب بين العام الفائت و العام الحالي و هذا التفاوت أثرت فيه عواملَ عدة في المناطق العربية ومنها مثلاً “وهُنا أتكلم عن المملكة العربية السعودية لأن أعضاء التغريد كانوا ينتمون بنسبة فاقت الستين بالمئة إلى هذه الدولة وباقي النسبة لباقي المناطق في العالم” ففي المملكة دعمت الجهات التعليمة كوزارة التربية و التعليم هذا اليوم بشكل واضح بإلزام المدارس الاحتفاء به والتغريد على تويتر كما وُجدت ندوات على مستوى الجامعات التي تجاوزت الناطقين باللغة العربية لتشمل حتى غير الناطقين بها ناهيكَ عن تفاعل النوادي الأدبية والأفراد مع هذه المُناسبة التي لم تختص بطبقة مُعينة دون أخرى ولا بأهل تخصص محدد فقد كانت مُناسبة عامة للجميع دون استثناء والدليل على ذلك الصور المنتشر لأعمال أبناءنا الطلبة وإهداءاتهم لهذا اليوم سواءاً بالرسم أو الكتابة أو حتى بالفن اليدوي أو عمل الحلويات برسم الشعار الرسمي لهذا اليوم. وقبل مُغادرة هذه النُقطة لا ننسى الشُكر اللازم علينا توجيهه لكل من اجتهد في نشر الأخبار على برامج التواصل الإجتماعية الأخرى في الفيس بوكو الإنستغرام أو البرامج التواصلية الخاصة ك الواتس أب فجميع الأحبة بذلوا وقتهم لأجل هذه المُناسبة حالهم حال الصُحف والكُتاب الذي أتحفونا هذا العام ببقاة منوعة من الكتابات والأفكار التي لامست الأمر العربي واللغة العربية ومُحاولة مُراجعة أحوالها وأحوال الناطقين بها.

وقبل الختام حتى لا يُداهمني الوقت مع وجود الكثير من المُلاحظات التي سأسلمها لاحقاً للمسؤولين.

لدىَ ما أتمناه لتفعيل نشر الفعالية بشكل أكثر وهذه النُقاط هي حصيلة قراءة هذه التجربة, وهذه القراءة لهذه النُقاط هي مُنحصرة في زاوية واحدة وإلا فإنهُ يمكن استخلاص قراءات عديدة لكني أفضلُ نقل هذه النُقاط التي فيما لو تم تطبيقها على المستوى الإداري الأعلى لاهتدى مادونهم من أهل الوظائف في أي مُنشأة:

- نؤكد على جميع الدول الأعضاء و بعثاتها ومنسوبها والجهات التابعة لها تفعيل الحساب الرسمي في تويتر وتسجبل المُتابعة له ودعمه.

- الحرص على التخاطب مع الجهات الرسمية في الدول الأعضاء وطلب إقرارهم لهذا اليوم كيوم احتفال رسمي.

- التواصل مع القنوات العربية و الطلب منهم الإعلان احتفاءا بهذا اليوم قبل تاريخ الثامن عشر من ديسمبر كأن تبتدأ الحملة في القنوات العربية من تاريخ الخامس عشر مثلاً حتى تتكرس الفكرة في كل عام.

- الحرص على نشر ثقافة التوثيق والأرشفة لهذا الحدث الجميل حتى تكون الكتابات و الصور مرجعاً وبداية لتاريخ يؤصل لهذا اليوم حتى تستدل به أجيالنا اللاحقة.

هذه أهم التوصيات الحاصلة من هذه التجربة التي حاولتُ خلالها قيادة حسابي الحملة على الفيس بوك و تويتر وبتطيق هذه الأمور أتوقع أنهُ سيكونُ الاحتفال في العام القادم أكثر تفاعلاً من جميع طبقات المُجتمع وأعتذر على الإطالة.

الأستاذ هود إبراهيم العمراني