للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

لغة الضاد في اليوم العالمي

أ. سلوى الحمامصي



أن تجيد تحدث العربية، فتلك نعمة كبرى لا يعلم مدى قيمتها إلا المحرمون منها فى الدول الغربية من مواطنيين عرب قدر لهم أن ينشأوا فى الغرب ولم تسمح لهم الظروف دائما بتعلم لغتهم الأم.

لا تتصور كم الجهد الذى تبذله أم عربية فى الغرب لتعليم أولادها العربية.عندما لا يكون هناك مدارس تقدم هذه الخدمة فلا تجد سبيلا إلا أن تقوم بهذه المهمة بنفسها، أحاول أنا أيضا مع أبنائى كى يجيدوا لغتهم. هناك آخرون لا يبدون اهتماما كبيرا فى هذا الصدد باعتبار أن اللغات الأجنبية هى الأهم و أن تعلم العربية سيأتى من تلقاء ذاته باختلاط الأبناء ببعض أقرانهم من العرب فى الغرب رغم أنهم غالبا قليلون، كما أن بعض أبناء الجاليات العربية يستسهلون الإنجليزية كلغة للحديث بينهم ، مما يعظم مشكلة تعلم العربية.

قال لى صديق باكستانى لإبنى فى أيرلندا عندما سألته إن كان يقرأ القرأن بالعربية، أنه تعلم مبادىء العربية فى باكستان وأنه يجيد قراءة القرآن بالعربية لكنه لا يفهم معناه، وأن والديه كانا يحرصان بعد انتقالهم للعيش فى أيرلندا على إعطائه دروسا فى القرآن وقرائته عبر موقع سكايب على شبكة الإنترنت لكنه توقف الآن بعدما زدات عليه أعباء دراسة المناهج الأجنبية. إذا نظرت لهولاء الذين يتمنون تعلم العربية ويجاهدون فى ذلك لعرفت قيمة اللغة التى تملكها ولبذلت جهدا أكبر للحفاظ عليها.

وقد تعتبر الحديث عن الإهتمام باللغة العربية تافها أو مملا، ولكنك سيدى إذا راقبت أبنائك وهم يكررون مفرادات عجيبة لا تمت للعربية بصلة من جراء متابعتهم لبعض البرامج والأفلام ذات المستوى الهابط فستعرف حينها أن الأمر مهم.

اعتبر يوم 18 ديسمبر هو اليوم العالمى للغة العربية عندما أقرت الأمم المتحدة فى ذلك اليوم اللغة العربية كإحدى اللغات الرسمية فى الأمم المتحدة باعتبارها أقدم اللغات السامية ويتحدثها نحو 422 مليون إنسان فى الوطن العربى وبعض الدول المحازية له، وترجع أهميتها إلى أنها لغة القرآن ولغة كثير من الكنائس، وبها ألف كثير من العلماء العرب مؤلفاتهم القيمة.

ما نراه اليوم هو إنخفاض مستوى اللغة العربية بسبب تدنى أسلوب الحوار أحيانا فى البرامج التلفزيونية وبعض الأعمال السينمائية ، فيلجا الشباب إلى ترديد مفردات لا علاقة لها باللغة العربية أو لها معانى عكسية كأن تصف شيئا رائعا بأنه فظيع مثلا.

عندما شهدت اللغة العربية عبر التاريخ ركودا فى مصر والشام لنحو 400 سنة، قامت بعدها نهضة ثقافية فى القرن التاسع عشر بفضل إزدياد أعداد المتعلمين، وبفضل كتاب وأدباء الأمة الذين أبدعوا فى كتابات راقية وترجموا من لغات أجنبية وصنعوا المعاجم العربية وأضافوا لها مفردات جديدة .

نحن الآن بحاجة لنهضة ثقافية باللغة لكنها أكثر يسرا من النهضة التى تطلبتها فى القرن التاسع عشر.

ما نريده حقا فى يومنا هذا هو أن نولى اللغة العربية إهتماما أكبر من حيث مراعاة نطق الألفاظ بالشكل الصحيح والإكثار من إستخدامها فى وسائل الإعلام والنهوض بمستوى الحوار فيها و تشجيع أبنائنا على الإشتراك بأنشطة الثقافية باللغة العربية، وتصحيح ما يخطئون فيه من مفردات إلى جانب تعديل مناهج اللغة العربية بشكل يجعلها أكثر جاذبية لأبنائنا بدلا من تصعيبها وتعقيدها فينفروا منها.

إن اللغة لا تمثل فقط لغة نتحدثها ولكنها تمثل هويتنا العربية، فثقافاتنا وتراثنا وفنوننا كلها بالعربية، نفخر بها ونريد لأبنائنا أن يفخروا بها أيضا.


التحرير

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية