للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

موت وحياة اللغات

أ. علي بن طلال الجهني

الدكتور جاسر بن عبدالله الحربش طبيب سعودي تعلّم الطب في أرقى جامعات ألمانيا، وتم تدريبه وتأهيله في مستشفيات ألمانية ذات كفاءة عالية.

ومنذ بضع سنوات بدأ يكتب زاوية في صحيفة «الجزيرة» السعودية. واللافت للانتباه أن الدكتور جاسر كأي طبيب آخر في مستواه، وفي أي بلد آخر في العالم من متقدميه ومن متخلفيه، رجل مشغول وتتنافس على وقته المحدود هموم مرضاه، ومتطلبات حقله العلمي من قراءة ومتابعة، دع عنك واجباته الأسرية والاجتماعية. ومع ذلك يكتب بانتظام وبأسلوب راقٍ وفكر متعمق منير.

وفي يوم الأربعاء 24-12-2014 كتب الدكتور جاسر الحربش مقالة مفصلية بعنوان: «اللغات تموت بالسكتة الحضارية» ومما ورد في المقالة:

«أكتب هذا المقال وأنا أتابع الجهود الصادقة من عدة حكومات عربية لحماية اللغة العربية من الاندثار والاختفاء من عقول وألسنة الأجيال القادمة. الجهود مشكورة، لكنها لن تثمر شيئاً في أجواء الإرهاب المذهبي والطائفي والطبقي والعداوات بين المكونات الداخلية والخارجية.

المحافظة على لغة خافتة حضارياً وإعادتها إلى الحركة والنشاط يجب أن تكون في المختبرات ومعاهد العلوم والأبحاث التطبيقية والكليات العسكرية، وأولاً وقبل كل شيء في التعليم المدرسي.

ماعدا ذلك سوف يبقى مجرد جهود نبيلة قد تطيل قليلاً في عمر اللغة، لكنها لن تفي بغرض الإنقاذ من الاندثار.

المصاب بالسكتة لا يستفيق بالخطابة والقصائد وإنما بالصدمة الكهربائية الحضارية.

عاملان فقط يحافظان على اللغات القومية ويوسعان في انتشارها، الأبحاث والإنجازات العلمية بمعناها التجديدي الحقيقي، وقوة الردع العسكري الكافية للحصول على الهيبة والاحترام.

الرصيد التراكمي القديم للغات قد يرشحها للقيام بدور المرجعية الدينية في فهم النصوص ودور المرجعية التراثية للتنقيب في الآثار والتاريخ.

كم عربياً يتكلم الآن اللغة الحميرية أو الثمودية أو النبطية، وما بقي من الهيروغليفية والسانسكريتية والفارسية الإخمينية القديمة؟

اللغة العبرية بقيت في تراتيل وترانيم النصوص اليهودية، لكنها دخلت في سبات طويل بعيد عن الاستعمال المعيشي امتد لمئات القرون.

العلماء اليهود كانوا يشاركون بأبحاثهم العلمية بلغات وإمكانات الدول التي يعيشون فيها ويحملون هوياتها الوطنية.

مشروع ثيودور هيرتزل في البحث عن وطن لليهود، ثم التحصين المادي بالعلم والقوة العسكرية، ذلك هو ما أعاد اللغة العبرية إلى الحياة، رغم أنها لم تعد العبرية الأصلية الأولى وتطعمت بخليط مفردات ومصطلحات من لغات أجنبية كثيرة، منها اللغة العربية.

عندما يموت العلم بمفهومه العقلاني في إحدى البيئات اللغوية يتسارع التآكل والهزال الاجتماعي على كل المستويات.

النتيجة التالية هي التباهي بالقديم كمحاولة بائسة وعقيمة لمقاومة لغات وحضارات أقوام غزاة آخرين.

الفارق بين القوتين، المحلية والغازية، يؤدي كقدر محتوم إلى الانتكاس نحو تدمير الذات.

الإرهاب المدمر والعودة إلى همجية ما قبل الأديان والقوانين تصبح حينئذ نتائج حتمية.

في هذه الظروف تكون اللغة مجرد ضحية أخرى تضاف إلى قائمة الخسائر والضحايا والخراب».

انتهى كلام الدكتور الحربش.

الحياة

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية