للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

العربية لغة حضارة وإبداع

د. عبدالعزيز المقالح

قال أحدهم: "إذا لم تحب وطنك احتقرك"، ونحن نضيف إلى ذلك القول إذا لم تحب لغتك احتقرك الكلام .

وواقع الحال يشير إلى أننا في هذه اللحظة التاريخية المريرة نعاني احتقارين، احتقار الوطن الذي لم نحبه كما ينبغي، واحتقار اللغة التي لم يعد يعنينا أمرها وكأنها لغة قوم آخرين، وكما أن الشعوب العظيمة تقاس بإنجازاتها المادية، فإنها تقاس أيضاً بإنجازاتها اللغوية، فرنسا -مثلاً- ماذا تساوي من دون مبدعيها من المفكرين والشعراء وكبار الكتّاب؟ ولا ريب أن أمة تحتقر لغتها إنما تحتقر نفسها، وليس من أمة فوق هذه الأرض تحتقر لغتها كالأمة العربية في حين أنها الأمة الوحيدة التي ترتبط لغتها برباط روحي مقدس هو القرآن العظيم، الذي فتح لها ولغيرها من الشعوب عوالم المعرفة الروحية والإنسانية، وأعطاها مفاتيح التطور والدخول إلى الحياة الجديدة من أوسع الأبواب .

هناك -للأسف- من أبناء هذه الأمة من يرى أن اللغة العربية ليست سوى مجرد وسيلة تخاطب، وفي هذا القول من السوء والإجحاف ما يدعو إلى الترفع عن مناقشته أو الإشارة إلى قابليته، وهو مهما تكاثر وأفسحت له بعض المنابر المعادية المجال لن يتمكن من غمط حق اللغة العربية أو إنكار دورها في صناعة وعي الأمة والتعبير عن هويتها الروحية والقومية والإبداعية وما مثلته في الماضي وما تمثله الآن من وعاءٍ حامل لتراثها الفكري والأدبي وما أنجزه مفكروها ومبدعوها عبر العصور، ولو أن اللغات الحية كانت مجرد وسيلة للخطاب اليومي لكان في التعامل بالإشارة ما يكفي، وهو حال عرفته البشرية قبل أن ترتقي وتمتلك اللغة التي من خلالها تشكّل وجودها الحي وخرجت به من قائمة الحيوانات غير الناطقة . ولم يحصل الإنسان على صفة الحيوان الناطق تمييزاً له عن سائر الحيوانات الصامتة التي لا تاريخ لها ولا موروث ترجع إليه، وتدرك من خلال رجوعها إلى ما حققته وأضافته إلى حياتها عبر الأكل والشرب وبقية الممارسات البيولوجية .

إيلاف

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية