|
|
|
|
عرس أدبي كبير بعد غد في الشارقة
يوسف أبولوز
تتميز الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الشارقة للشعر العربي الذي تنطلق فعالياته برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء يوم غد، في قصر الثقافة في الشارقة بالتنوع الشعري علاوة على التقاء أسماء شعرية عربية من أجيال مختلفة لكنها ليست متباعدة، وتعطي هذه الأسماء صورة مشهدية حية عن واقع الشعر العربي الذي يبدو اليوم، شئنا أم أبينا أمام تحديات جنس أدبي لا يرحم وهو "الرواية" .
ذهب بعضهم إلى القول إن الرواية سحبت البساط من تحت ديوان العرب، بل استولت الرواية على هذا اللقب بعد مجموعة من الغيابات الفادحة لأبرز رموز القصيدة العربية المعاصرة، عبدالوهاب البياتي، محمود درويش، جوزيف حرب، انسي الحاج، سركون بولص، أحمد راشد ثاني، وغيرهم وغيرهم من الشعراء العرب الذين أعطوا الشعر دماً جديداً في سبعينات وثمانينات القرن الماضي .
مهرجان الشارقة للشعر العربي في هذه الدورة يجمع 19 شاعراً عربياً من 13 دولة إلى جانب 5 نقاد، وسوف نكون على موعد حميم بعد غد مع سيمفونية شعرية حية تتألف من شعراء يكتبون العمود الشعري الخليلي ويصرون عليه . إلى جانب شعراء يكتبون التفعيلة، وهناك من يكتب الخليلي والتفعيلي معاً، وبكلمة ثانية، سنجد أنفسنا شعراء وجمهوراً ومتذوقين للشعر أمام تظاهرة أدبية كبيرة، ونقول ذلك، ونحن نعرف حجم التحديات التي تواجه الشعر من البوابة السياسية على وجه الخصوص، ففي زمن تغوّل الفكر الإرهابي الظلامي الذي يرفض كل ما له صلة بالجمال والإبداع والفنون الرفيعة، ينهض الشعر ويقدم نفسه في هذه الكوكبة العربية المختارة بعناية وبذائقة نقدية مرموقة .
في هذه الدورة من المهرجان، نلاحظ ان النقد يأتي فعالية أساسية وموازية للأصوات الشعرية المشاركة في المهرجان، وهنا نحن أمام محاور مهمة تتعلق بضرورة الشعر وتحولاته، وصلته بالإنسان .
كوكبة النقد
يشهد المهرجان نخبة من النقاد العرب من (مصر، المغرب، تونس، سوريا، العراق)، ومن المهم الإشارة إلى هذه البلدان فهي بحق أنتجت أسماء نقدية مهمة على مستوى قراءة النص الشعري وتأويلاته ومرجعياته ومستوياته الفكرية، ونحن نلاحظ، ونحن نستقبل مهرجان الشارقة للشعر العربي ان الحركة النقدية للأدب عموماً هي أنشط في دول المغرب العربي (تونس، الجزائر، المغرب)، لكن هناك من يقول ان الحركة الشعرية تبقى أكثر نشاطاً في المشرق العربي (لبنان، العراق، سوريا، الأردن، مصر، فلسطين)، وفي هذه الدورة، ومما هو ايجابي فيها نلاحظ ان إدارة المهرجان وازنت في الاسماء الشعرية المشاركة من مغرب الوطن العربي ومشرقه، وكذلك في النقد، إذ نلاحظ مشاركة نقاد من جناحي الوطن العربي، ومرة ثانية يأخذنا هذا التدبير إلى التنوع الذي أشرنا إليه قبل قليل .
غنى وخصوبة هذه الدورة يظهر من خلال البرنامج الذي تم توزيعه على الصحافة قبل يومين . . هناك حفلات توقيع للكتب، وهناك نشرة يومية بعنوان "ديوان العرب" صدورها يواكب فعاليات المهرجان المسائية والصباحية، وكما هو متوقع، طابع الشمولية والتخصص والبعد الثقافي والنقدي .
جديد الدورة
عن جديد هذه الدورة قال محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة: "نحاول في كل دورة من دورات مهرجان الشارقة للشعر العربي تقديم إضافات جديدة على مستوى المشاركين والفعاليات المصاحبة للمهرجان، وتجمع هذه الدورة تجارب شعرية طويلة مع مواهب شابة جديدة، كذلك فإن المهرجان يجمع بين القصيدة البيتية، وما يصاحبها من مراحل تجديد في أفقها وفنياتها، وبين التفعيلة وتجلياتها من خلال 21 شاعراً سيشاركون في 5 أمسيات شعرية في قصر الثقافة وأمسية ختامية في مكتبة وادي الحلو في المنطقة الشرقية .
وأضاف البريكي: "على المستوى الفكري فإن برنامج هذه الدورة المصاحب للمهرجان يناقش ضرورة الشعر في العصر الراهن، وسيطرح خمسة من النقاد من الوطن العربي رؤاهم حول هذه القضية، ولن يتوقف النقاش في نطاق الندوات الرسمية، بل سيتعداها إلى لقاءات يومية مسائية في مجلس المهرجان الذي يلتقي فيه جميع المشاركين للحوار والنقاش وإلقاء الشعر" .
وعن جديد الدورة قال البريكي: "من الجديد في هذه الدورة توقيع الكتب، وستكون هذه التوقيعات بعد الأمسيات الشعرية اليومية، كما سيصاحب المهرجان بعض الفقرات الفنية بدءاً من لوحة فنية بعنوان وهج القصيدة وهي عبارة عن لقطات فنية من عصور عربية" .
الشعر في وادي الحلو
من جماليات الشعر وعذوبته أن يكون في الأماكن التي تشبهه، ووادي الحلو يشبه الشعر أو أن الشعر يشبه وادي الحلو . . ستكون هناك أمسيات شعرية في هذا المكان الدافئ والحميم .
أهمية ان يذهب الشعراء العرب إلى وادي الحلو تتمثل في تفاعل هؤلاء الشعراء مع المكان وطبيعته الجغرافية الجاذبة للكتابة، فهو مكان شعري بامتياز، مكان ملهم للشعراء الذين سيجدون في وادي الحلو ميزة مكانية جمالية هي قريبة من أرواحهم وأمزجتهم الإبداعية .
ونشير أيضاً إلى أن تكريم الشاعرين اللبناني محمد علي شمس الدين، والإماراتي عبدالله الهدية يأتي في إطار جائزة الشارقة للشعر العربي في دورتها الخامسة، ولعل مهرجان الشارقة للشعر العربي هو المهرجان الشعري الوحيد الذي ترافقه جائزة تكريمية، وقد فاز بهذه الجوائز وهذه التكريمات عدد من الشعراء العرب ظلت الشارقة في ذاكرتهم، كما ظلت الإمارات في ذاكرة الشعر، وذاكرة اللغة العربية التي يحملها الشعر الذي سيظل مهما واجه من تحديات ديوان العرب .
الخليج
|
|
|
|
|
|