|
|
|
|
العربية نظام صوتي للتخاطب فحافظوا عليها
مهدي سروري
طالب عدد من مختصي اللغة العربية قبيل اجتماعات الدورة الـ19 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي بالتزام الدول ببذل الجهد لإعادة وهج اللغة العربية، حيث أكد محمد أبو الخير أحد المختصين في اللغة العربية ومساعد مدير مكتب التربية والتعليم بجازان أن كل غيور على اللغة العربية يتابع هذا المؤتمر الذي سيعمل على أحياء اللغة العربية؛ لأنها المنطلق له في تعاملاته اليومية مع الناس، وهي كافلة للشخص الذي يتحدث بها؛ لأنه يجد فيها ثقافته ويستطيع أن يتفنن فيها، فبها وفرة المفردات، وبيان المعاني، وتستخدم في أكثر من مجال وفن، وفيها مشتقات وتراكيب عديدة ومتنوعة.
أما معلم اللغة العربية نعيم حوباني، فطالب بالسعي لثبات لغتنا والحفاظ عليها من العبث، مبينا أن ذلك يتحقق من عدة أمور، منها: لغة الخطاب في أي مناسبة يجب أن تكون باللغة العربية الفصحى، وأن تعمم الفصحى في جميع التعاملات الرسمية والشعبية.
وقال معلم اللغة العربية والشاعر أحمد عداوي إن اللغة العربية هي النظام الصوتي الذي يحمل رموز تعارف المجتمع على دلالاتها، وهي وسيلة التخاطب والتعبير عن خواطر النفس وعواطفها ومشاعرها، بها تكتب المعارف والعلوم.
وأوضح أن اللغة العربية تميزت بعدة مميزات، منها: أنها لغة القرآن الكريم ولغة المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم، واعتدالها فأكثرها على ثلاثة أحرف وقليل منها رباعي أو خماسي؛ حتى تكون أكثر سهولة في النطق وأجمل في الوصف، واتساعها مما ولد المعاجم اللغوية، وعذوبتها ورقتها وحلاوة تراكيبها، وجود الإعراب والاشتقاق والإيجاز والنحت والتضاد والمترادفات، وهي لها قيمة جوهرية من حيث الوظائف والاستخدامات في الصيغ والتعبير والتصوير، فكما نعلم أن هناك كثيرا من الشعوب اختفت ثقافتها نظرا لاختفاء مدارك لغاتهم، إنها منطلق للتداخل الثقافي الإنساني بإسهاماتها في التطور البشري فكريا وعلميا من خلال تنمية العلوم والآداب الإنسانية والفنون، كما أن لها خاصية عجيبة، ألا وهي أنها تواكب جميع الأحداث في كل زمان ومكان، وهي من أقدم اللغات على وجه المعمورة، وقد تكفل الله ــ عز وجل ــ بحفظها، حيث قال: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، فهي المفتاح للثقافة الإسلامية، وهي من أهم مقومات الوحدة مع ميزة عالميتها، لارتباط كثير من المسلمين في العالم بها دينيا وثقافيا، لكن المؤسف ــ حقا ــ أن نسبة استخدام المحتوى الرقمي للغة العربية لم تتجاوز نسبة 1% عالميا، والمقصود بالمحتوى الرقمي هو استخدام الشبكة العنكبوتية والتقنيات وممارسة الأنشطة المعرفية الثقافية بها، وللمملكة جهود جميلة في هذا الجانب من خلال إطلاق وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات جائزة التميز الرقمي المشجعة على استخدام الإنترنت وتطويره، ثم تبعتها مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ حفظه الله وعافاه ــ عام 1427هـ للمحتوى الرقمي العربي الهادف إلى الحفاظ على الهوية والتراث وتشجيع المجتمع ليكون معرفيا، كما أن هناك استراتيجيات على المستوى العالمي لردم الفجوة في هذا الجانب، من خلال إحداث جوائز مثل الجائزة العربية للتراث، والجائزة العربية للإبداع الثقافي، والندوة الدولية التي نظمتها هذا العام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم حول «الحرف العربي».
عكاظ
|
|
|
|
|
|