للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

مؤتمر وزاري في عصر أميّة ثقافية عامة

أ. يوسف الكويليت

    الثقافة مفهوم عريض أعطتها الدول المتقدمة قيمة خاصة باعتبارها الأشمل لصيانة التراث وتجديده وحمايته، والمؤتمر لوزراء الثقافة العرب التاسع عشر برعاية خادم الحرمين الشريفين والذي يفتتحه معالي وزير الإعلام والثقافة نيابة عنه يحمل جدول أعماله عناوين كبيرة بالاهتمام باللغة العربية، ومجمل ما يوضع تحت هذا المسمى، والمؤسف أنه وخلال أعوامه السابقة، بقي مجرد اجتماع دوري رغم أن أزماتنا التي نعيشها من تخلف للوعي وتدني مستوى اللغة العربية، وإشاعة الكتاب للطفل والراشد ودعمهما من أجل بناء جيل يدرك مسؤولياته الوطنية، ظلت مجرد اجتهادات لا تصل إلى الاستراتيجيات التي تعني أن ثقافتنا مهددة منا وبالأخص من جامعاتنا ومراكزنا ومن تقع عليهم مسؤولية خلق وعي عام..

همومنا متعددة اقتصادية وسياسية واجتماعية لكن حين نقارن أنفسنا بدول لديها نفس إمكاناتنا، نجدها تعمل في الحقل المعرفي والثقافي والعلمي بما أكد أن نهضتها ومنافستها لمن سبقوها جاءتا بالتركيز على الإنسان كقيمة مطلقة، ودون حصر للآفاق التي تركز على المعارف وقيمة التراث المحلي والإنساني، بينما عربياً تشهد مدننا ووزارات ثقافتنا عجزاً تاماً عن تمدد اللهجات المحلية في الشعر والمسرح، والنشر العام بما في ذلك الإعلانات ولوحات المحلات في الشوارع لدرجة أن طالب الجامعة لا يحسن كتابة صفحة متوسطة مترابطة فكرياً وبدون أغلاط نحوية وإملائية لأن ضعف البناء في التعليم العام انعكس على التحصيل في الجامعات وغيرها..

ليس التحدي الذي تشهده المنطقة العربية هو الفقر وتنامي الإرهاب، وإنما الأمية العامة، إن صدق التعبير، حيث إن الاهتمام بجانب مهم يرافق التعليم بكل درجاته لا نراه يتوسع وينتشر كحاجة عامة لكل أبناء المجتمع العربي بنين وبنات، بل إن القطيعة بين المشرق والمغرب العربيين في هذا الميدان تصل إلى المأساة، حيث التغريب في المغرب، واعتبار اللغة الفرنسية لغة العصر والتخاطب مع العالم ما جعلها تتنامى أكثر من العربية والتي بقيت على نشر اللهجات الوطنية حتى إنك تحتاج إلى مترجم بين مواطن مشرقي وآخر مغربي، بينما في المشرق يعمم ويكرس أميته، والمأساة أن هناك أجيالاً عربية باتت هجين الثقافة المحلية شبه الميتة، وثقافة العالم الأكبر التي تتلقاها بوسائط التقنيات الحديثة لدرجة أن المصطلحات لتلك المنتجات تنطق بلغات منتجيها، لا مستهلكيها، بينما الدول التي تحمي لغاتها من خلال مجامعها اللغوية والعلمية تعطيها مسمياتها الخاصة بلغاتها ومصطلحاتها..

لا لوم على من يحضر ويتكلم ويعطي الآراء في الثقافة العربية وأزماتها، لأنه بغياب استراتيجية عربية شاملة لا تخضع للدواوين الرسمية وتعقيدات الأنظمة، فإن الثقافة العربية تعيش أسوأ حالاتها، بل إن تراثاً هائلاً في العراق وسورية وليبيا واليمن يُهدم، وقد بني من قرون طويلة، لأسباب دينية أو همجية من خلال الإرهاب الجديد، والمؤسف أن هناك منظمات عالمية تهتم وتناشد وتكتب وتحرض العالم على حمايته، فيما لا نجد من العرب من يهتم أو يرى المأساة كبيرة تنزع عن وطننا العربي هويته وقيمة موروثه التاريخي الذي تعاقبت عليه حضارات عظيمة أسست للعالم بناءً في تقدمها..

وزراء الثقافة مطالبون بالخروج عن الحلقات المفرغة لإنشاء منظومة عمل تخدم هذه الأمة، والأمر يتعلق بهم لأنهم يمثلون سلطاتهم التي أعطتهم التفويض في إيجاد حلول جديدة لثقافة أمة مريضة..

الرياض

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية