للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

لغة لفهم العصر

أ. ياسين طه حافظ

 قد يبدو هذا الموضوع عاما، وليس ضمن تخصص محدد. لكني أراه موضوعا في صميم اللغة فنحن نواجه اليوم مشكلة التعبير الواضح في الثقافة العصرية في مداها العام، كما نواجه عسرا في فهم ما نقرؤه من الموضوعات خارج اهتمامنا، ولأن الموضوعات المعرفية عديدة في عصرنا وتتزايد، إذن مسألة اللحاق بفهمها مسألة تحتاج إلى لغة مطواعة تتسع لذلك التزايد المستمر.  السؤال الآن: كيف نصل إلى الثقافة العصرية الجديدة، كثيرة الفروع، علمية وفنية واجتماعية، من خلال "رصانة" التخصص والمصطلحات والتعابير الخاصة؟ كيف نفهم نحن وكيف يفهم القارىء العادي، الذي ألِفَ لغة الأدب والدين، تعابير مثل "العقل الالكتروني، الخلايا الجذعية، تشريح المالنخوليا؟ عجزُ مماثل لهذا يواجه طالب العلم أيضاً حين يجد في المقالة الأدبية كلمات وتعابير مثل "كولريدج"، التفكيك، تشريح الدراما...ومثل هذا يواجه قارئاً آخر حين تعترضه مفردات الانثروبولوجيا أو التاريخ أو مفردات فن الرسم أو الموسيقى. خلاصة الكلام ان كلاً في حقله ينقصه فهم مفردات وتعابير الحقول الأخرى. ومجموع الحقول يمثل ثقافة العصر.
 صحيح ان المثقف المتقدم، لا يواجه المشكلة بهذه السعة والصعوبة، لكن القارئ العادي يعوزه ما يضيء له الطريق، فيكمل القراءة وينال حقه في المتعة أو الفائدة. وإلاّ، فسوف لا يفهم، ولا يفهم تعني التوقف عن القراءة والتوقف عن القراءة خسارة فرصة ثقافية.
نحن نعمل على محو أميّة بدرجات، لا أمية القراءة والكتابة حسب. المطلوب محو أمية مفردات العصر الجديدة. ذلك حق القارئ العادي لكي يفهم ولكي يعيش حضارة وثقافة عصره. قليل من المتخصصين اللغويين يشكّون في أهمية إشاعة تعابير الحقول المعرفية الأساسية، فمعرفة هذه تسهم في تغيير حياة الناس ومنطقهم ونضعهم ضمن عصرهم وحيويته. التخصص مطلوب، ولكن الثقافة العامة للعصر هي المطلب الأوسع.ما نريده، في الأقل، أن يتمكن الإنسان الذي يقرأ المقالات الصحفية من وقت لآخر، أن يتابع بارتياح الأحداث والأخبار العلمية والعروض الأدبية ويفهم، بعامة، ما يُقال عن الفن والفضاء، وأن يُمْحى الخوف الشخصي والصعوبات التي تسببها له اللغة فتجعل المكتوب في الصحيفة شيئاً غير مألوف.نحن لا نريد الإنسان العادي أن يكون رجل علم أو رجل أدب أو متخصصاً بالفنون نريده فقط إلا يجد هذه الحقول مغلقةً دونه أو طاردةً له. الناس العاديون في العصر يمتلكون جوهر حياتهم الحديثة، وهم يرون الدنيا من حولهم في حركة دائبة ويريدون أن يعرفوا مفردات ما حولهم، ليكون لهم مكان في هذه الحركة العميقة الشاملة للتاريخ. ثقافة عامة مطلب تربوي وثقافي أول، ولغة لهذه الثقافة العامة لا بد منها.ومع أن هذه المسالة طُرحت في المجامع اللغوية العربية، لكنها طرحت تحت عنوان تبسيط قواعد اللغة العربية أو تحديث أساليب تعليمها وتعلمها. وهذا يعني انهم لم يناقشوا المسألة في إطارها العام، الذي يمس موضوعات الثقافة المعاصرة، وقدرة التعبير البسيط والواضح عنها بغية تقريبها. هم لم ينشغلوا بما يخص تمكين الإنسان في المجتمعات الناطقة بالعربية من فهم الموضوعات المختلفة التي تقع خارج اهتمامهم في مستواها العام غير التخصصي. 

أخبار العراق

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية