|
|
|
|
مبدعون جزائريون.. بلغة التّضاد
لا يزال النقاش حول الفرنسية وفرنسا محتدما في الجزائر، لا يكفّ عن قياس علاقة المبدعين الجزائريين باللغة الفرنسية بوصفها جرح الهوية الجزائرية المفتوح.
كاميرا "المشاء" في حلقة (22/1/2015) سارت بصحبة مبدعين جزائريين لتقرأ من خلالهم هذه العلاقة، التي تأسست على استعمار لـ130، لم يكن المستعمر خلالها إلا راغبا في استباحة ثقافة الجزائريين، ولم يكن هؤلاء إلا مدفوعين بأرواحهم نحو الحرية.
لكن التاريخ لا يسير في ثنائية بين حدين؛ ثمة كتاب جزائريون كتبوا بالفرنسية التي اعتبرها كاتب ياسين "غنيمة حرب" في حين أقر الكاتب مالك حداد بأن الفرنسية لم تكن إلا منفاه الذي أبدع فيه اضطرارا لا اختيارا.
لكن الأمير عبد القادر الجزائري الشخصية التي صاغ إبداعها ونضالها الوجدان الجزائري الحديث والمعاصر، لم يكن ليخطئ قراءة نص رسالة كتبها له نابليون الثالث بالفرنسية ليختبره فيها، مؤكدا أنه "يمكنني أن أخطئ في قراءة كل شيء إلا في الحرية".
تضاد وتحد
ظلت علاقة المبدعين الجزائريين -رغم افتخارهم بلغتهم الأم العربية- بالفرنسية وفرنسا تثير شجونا تاريخية؛ سياسية وأخرى ثقافية، تؤكد في مجملها أنها علاقة تضاد وتحد.
وسواء كان التعبير الإبداعي كتابة، أو لوحة تشكيلية، أو صورة سينمائية أو تعبيرا موسيقيا أو تنقيبا في التاريخ حتى، فإن إشكال العلاقة مع فرنسا والفرنسية وهيمنتها يظل جرحا غائرا حاضرا في مخيلة المبدعين الجزائريين وفي إبداعاتهم المتنوعة.
لقد اختلف المبدعون الجزائريون في اللغة التي عبروا بها عن إبداعاتهم، لكنهم لم يختلفوا في تحقيق الحرية باعتبارها الهدف الأسمى والغاية المثلى.
المخرج الجزائري المقيم في فرنسا لخضر حامينا انتزع مكانه بين كبار المخرجين العالميين، وكان الطريق إلى مهرجان "كان" الذي منحه السعفة الذهبية محاطا بمن لا يريدون هذا المجد الذي يذكرهم إما بالجزائر "الفرنسية" أو بضحاياهم، ومن ضمنهم والد حامينا الذي مات تحت التعذيب.
ليست سلاحا
من جانبه، يقول الروائي ياسمينة خضرا إن اللغة الفرنسية وسيلة كما هي اللغة العربية وليست سلاحا، مشيرا إلى أنه قرأ الآداب الروسية وغيرها بلغته الأم والفرنسية، وإلى أن اللغة تبني ولا تدمر.
الأستاذ الجامعي إبراهيم زدور يلفت إلى أن كتابة التاريخ مسيطر عليها من قبل الفرانكوفونيين، فالفرانكوفونية ليست لغة فقط إنما نهج يسكن عقر الدار.
هنا يرى زدور أن التيار الفرنكفوني يخدم المصالح الفرنسية في الجزائر، ولهذا فإن المؤرخين الجزائريين من هذا التيار "يتعاملون مع اللغة الفرنسية كأنهم مجبرون على استعمال المراجع الفرنسية، والأخطر من ذلك أنهم يحتقرون المراجع الجزائرية الأصيلة".
أما الفنان علي فضيلي فله مذهبه وحساسيته الخاصة، إذ يقول إنه يعيش في باريس عزلة شعورية، ويضيف "أنا لا يرشوني المجتمع الاستهلاكي أو الحضارة الغربية".
ولا يرى فضيلي في موقفه عنصرية، فمساره الفني يجعله مسكونا بالواحة الأم، فيقول "أعيش واحتي هنا في باريس".
الجزيرة
|
|
|
|
|
|