للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

لغتنا العربية ولغة الصحافة

د. رضا العطار

 يحتم علينا واجب الابوة ان نهيئ الجريدة اليومية والمجلة في البيت، فهما بعض اثاثه الاساسية. كما يجب ان يتعلق الصبيان بقراءة العربية السليمة والتي لا يمكن ان يتم ذلك الا بنمط جيد وجذاب للغة المكتوبة نفسها, لآن فيها اثر كبير جدا في ايحاء الفضيلة او الرذيلة وتربية الشخصية او اضعافها فضلا عن خلق روح الشغف لدى القارئ الحصيف مع مراعاة الاعتبارات التالية :

1 – يجب ان نتعلم القراءة السريعة, وألا نحرك الشفتين او اللسان ونحن نقرأ.
2 – يجب الا نقرأ الجريدة التي تزكي آراءنا وتمالي حزبنا فقط بل يجب ان نقرأ تلك الاخرى التي تمثل رأيا اخر.
3 – يجب ان نتحدث مع اعضاء البيت عن موضوعات الجريدة كي نرفعهم من لغو التفاهات الى احاديث السياسة والاجتماع لنصل بهم الى التكافئ الثقافي.
4 – من الحسن ان نتعلم عادة القص, و نخصص ملفا للاخبار والمقالات للمراجعة.
5 – يجب ان لا تغنينا الجرائد عن الكتاب. لان الكتاب هو اساس الثقافة.
6 – ان الاقتصار على الصحف والمجلات المحلية لا تكفي ابدا، علينا ان نتزود بالمجلات الاجنبية لكي نكون على تماس دائم بالثقافة العالمية نطلع خلالها على ما يجري في الصين من تطورات سياسية او في الهند من تغييرات اجتماعية مثلا.

ان شوق الآنسان الحقيقي للقراءة يحدده عاملان مهمان : اولهما جودة اللغة والحرص على سلامة المعنى والثاني هو الحافز الذي تثيره العاطفة التي تبعث الرغبة اولا ثم الارادة للعمل وهي بمثابة الاشتهاء للطعام. فاذا تولاًنا حزن او غضب فاننا نجد ان هذا الاشتهاء قد زال, وكذلك الحال في الدرس. فلا يفيدنا ان نكون اذكياء قادرين على الفهم ما دامت النفس نافرة كارهة. فهناك الاف من الشباب لا ينقصهم الذكاء ولكن ينقصهم الحافز. وهؤلاء يحتاجون الى معالجة نفسية.

حدث في الحرب العالمية الاولى ان بعض الجنود في الولايات المتحدة نقلوا الى ميدان القتال في فرنسا. وكان اباؤهم من المهاجرين يجهلون كتابة اللغة الانجليزية, وكان بعضهم فوق الستين, ومع ذلك شرعوا بتعلم الهجاء والكتابة كي يستطيعوا ان يراسلوا ابنائهم في فرنسا. وثبت عن طريق البحث والتقصًي ان هؤلاء الشيوخ تعلموا القراءة والكتابة بسرعة مذهلة، لأن الحافز كان عندهم خارقا, بعث العاطفة الفطرية والارادة القوية بفعل غريزة الحب الآبوي.

وهناك حادثة اخرى لها دلالتها السيكلوجية، ففي بعض سنوات الكساد الاقتصادي وانتشار البطالة في النمسا وجد في احدى المدن الصغيرة انه على الرغم من توافر وقت الفراغ للعمال ( بسبب العطالة ) ألا انه لم يحضر الى المكتبة العامة الا ربع العدد الذي كان يحضر زمن الرفاه الاقتصادي. وذلك ان العامل زمن الحرمان من العمل كان حزينا فاترا, فلم تنشط نفسه الى القراءة. اما زمن توفر العمل، فعلى الرغم من قلة وقت الفراغ الا انه كان نشيطا مسرورا يزور المكتبة بأنتظام.

فهذان المثلان يدلان على قوة الحافز عند الانسان واثره الايجابي للقراءة . فعجز الشيخوخة لا قيمة له ما دام الحافز قويا. وفراغ اليوم كله لا يجدي في القراءة ما دامت النفس مثقلة بالهموم. ولذلك يجب على الراغب في الثقافة ان يخلق الحافز في نفسه وذلك بان يعين اهدافه في هذه الدنيا. لا بأس ان يقعد في خلوة غرفته ويسال نفسه
( كيف اتيت الى الدنيا وما الغاية من هذه الحياة ولماذا اعيش، وما الهدف من هذه العيشة ) ؟ وهل يصح ان يقضي الانسان سبعين سنة من عمره على هذا الكوكب الجميل وهو لا يعرف غير احاديث القيل والقال ولعب النرد وقتل الوقت على خشبة المقهى وقضاء الساعات في خواطر اليقظة والتخبط في الغيبيات و تفسير امور الحياة في نطاق القضاء والقدر ؟
وهو لا بد واصل يوما ما الى اقناع نفسه بضرورة الرقي بالتثقيف الذاتي عندما يحس بالحافز وتنشأ فيه العاطفة. وهنا البداية اي الرغبة العامة في الدرس والاستفادة من بهاء ورونق اللغة العربية في ايجاد الجو الخصب للاستمتاع الذهني.


* التثقيف الذاتي , سلامه موسى.





صوت العراق

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية