للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

ترجمة الأدب العربي إلى الآذرية شحيحة ورغيف أسود أول عمل عماني

عاصم الشيدي

تأسرك أيتكين قوجاييفا الباحثة الأذربيجانية التي يعني اسمها «قمر» وزميلها رشاد حسنوف بجمال أخلاقهما ورغبتهما الحقيقية في البحث عن المعرفة.. كانا في السلطنة على مدى الأيام الماضية، فكانا يستغلان كل الوقت من أجل التعرف على المشهد الثقافي العماني.. ليس المشهد الثقافي في معناه وحدوده الضيقة، الإبداع السردي والشعري، فقط بل بمعناه الواسع، الفنون والآداب والعادات والتقاليد والموروث التقليدي والمعمار وكل التفاصيل الأخرى.
في رواق الفكر بجريدة عمان كانت لنا جلسة معهما للحديث عن المشهد الثقافي الأذربيجاني والمرحلة التي يمر بها بعد أن نال البلد الاستقلال عن الاتحاد السوفيياتي مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي. كانا متحفزين كثيرا للحديث، فهما يحبان بلدهما لكنهما يعشقان اللغة العربية ومهتمان أن يقرأ الناس هناك الأدب العربي.
بدأت أتيكين قوجاييفا التي تتحدث العربية بطلاقة القول ان الأدب في بلادها يشهد مرحلة جيدة، والمشهد الثقافي في أذربيجان جيد بالقياس إلى محيطه، فالفنون مزدهرة والعاصمة وحدها بها 7 مسارح ضخمة إضافة إلى المراكز الثقافية وإلى دار كبيرة للأوبرا، كما تزدهر الترجمة، وخاصة ترجمة الرواية من اللغات الأخرى، عدا اللغة العربية، التي لم تشهد أي ترجمات في مجال الأدب إلا ترجمة روايتين للروائي المصري نجيب محفوظ، معتبرة أن ترجمة مجموعة الدكتور سعيد السيابي «رغيف أسود» هي الترجمة الثالثة لنص أدبي عن اللغة العربية والذي ترجمه رشاد.
قاطعتها بالقول: وهل هناك ترجمة لكتب الفقه والأمور الدينية.. قالت: نعم نعم هناك الكثير من الكتب المترجمة عن العربية في هذا المجال، ولكن كنت أعني الكتب الأدبية، والإبداع منها بشكل خاص.
– لماذا إذن لا يتم ترجمة نماذج من الإبداع العربي؟
لا أعرف ولكن ربما الإجابة هي أن التوجه الآن يتجه لترجمة الإبداع عن اللغات الغربية عن الانجليزية والروسية والفرنسية.. تلقى الروايات المترجمة عن الغرب الكثير من الإقبال من قبل القارئ الأذربيجاني ولذلك تزدهر أكثر من غيرها واكثر من الترجمة عن اللغة العربية التي لا تلقى الاهتمام الذي تستحقه حتى الآن.
سألت رشاد عن تأثير الروس والاتحاد السوفيياتي على الإبداع الأذربيجاني وكيف ساهم في الوصول إلى الاستقلال؟ قال رشاد : كان هناك تأثير كبير لا شك، والاتحاد السوفيياتي كان كثير الاهتمام بالأدب وكان الروس يعرفون مدى تأثيره ولذلك عندما أخذ الأدب الأذربيجاني يطالب بالديمقراطية وبتحقيق العدالة أزعج هذه السلطات وقمعت الأدباء وسجنت بعضهم بل وقتلت الكثير منهم. لكن الكتاب أصروا على نشر قيم العدالة والحرية في إبداعاتهم وأقاموا فيه ثورة وصلت بنا في عام 1991 إلى الاستقلال عن الاتحاد السوفيياتي.
وحول أهم الثيمات التي يطرحها الأدب الأذربيجاني اليوم تقول «قمر» ثيمة الحب موجودة ولكن القضايا الاجتماعية حاضرة بشكل كبير الآن». لكن في المجموع لا يوجد اليوم شعراء ولا كتاب رواية مشهورون على نطاق واسع كما هو الحال لدى الغرب أو حتى في روسيا، رغم إنه لدينا شعب قارئ ولكنهم يميلون إلى البحث عن الروايات الغربية المترجمة، ربما يثقون بها كثيرا وتأسرهم أكثر.
وحول الأسباب التي دعت رشاد إلى ترجمة مجموعة «رغيف أسود» للدكتور سعيد السيابي، وكان يحضر معنا هذا الحوار، قال رشاد : مجموعة رغيف أسود تضم مجموعة من الحكايات وهذا النمط من الحكايات/ القصص القصيرة ليس موجودا في الأدب الأذربيجاني فقصصنا القصيرة أطول من هذه القصص وفيها أجواء وأمكنة اعتقدت أنها يمكن أن تدهش القارئ الأذربيجاني ولذلك بعد أن أهداني الدكتور سعيد المجموعة بدأت فورا في الترجمة، بدا الأمر مقلقا جدا حول كيفية تلقي الكتاب لدى القارئ ولكن كان مفاجئا أن الكتاب لقي الكثير من الرواج، وكتب عنه وكذلك كان الناس يبحثون عنه كثيرا خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الأمر أفرحنا كثيرا، ونحن اليوم نتمنى أن نترجم نماذج أخرى من الأدب العماني.. وطبعا نتمنى أن ينقل إلى لغتنا الكثير من الإبداع العربي. لكن رشاد يبدي سببا آخر في اختياره هذا الكتاب للترجمة بالقول ان نصوص الكتاب تحمل الكثير من المعاني الرمزية، هناك معان ظاهرة ومعان داخلية خفية وهذا مدهش بالنسبة لي.
وحول ابداع المرأة ونظرة المجتمع ورجال الدين للمرأة وإبداعها تقول «قمر»: ليس لدينا مشكلة في المجتمع الأذربيجاني في ذلك، المرأة مبدعة ومشاركة في كل مناحي الحياة، وكذلك ليست لدينا مشكلة من نظرة المجتمع ورجال الدين للفنون، والجيد لدينا أننا دولة علمانية فالدين منفصل عن الدولة، الدين علاقة بين الإنسان وربه ولا دخل للآخرين بها. وهذا ساهم كثيرا في ازدهار الفنون.
لكن رشاد يقول ان أدب المرأة كان موجودا من قبل الديمقراطية فكانت المرأة تكتب الأشعار باللغة الأذربيجانية وكانت تجاري الرجل الشاعر.
وتعود قمر للقول ان الدين الإسلامي أثر كثيرا في الثقافة الأذربيجانية ويتم استخدام اليوم الكثير من الألفاظ العربية في اللغة الاذربيجانية وهناك من يؤلف كتبه باللغة العربية. وكان تأثير الإسلام واضحا أيضا في كتابة الشعر الغزلي ويستمدون من اللغة العربية الكثير من الألفاظ التي تستخدم في الشعر الغزلي.
وتعود «قمر» لتتحدث عن الثقافة الأذربيجانية حيث ترجعها إلى القرن السادس قبل الميلاد، لكن أول مؤلف باللغة الآذرية يعود إلى الشاعر عز الدين أوجلو، لكن هناك مؤلفات أخرى باللغة الأذربيجانية القديمة، فهناك كتب في الأدب الشعبي تضم الكثير من القصص التي تتضمن الحكمة.
واليوم هناك ازدهار للأدب فهناك الرواية التي تشهد ازدهارا أفضل من الشعر ولكن الشعر أيضا موجود، سواء الشعر الكلاسيكي أو حتى قصيدة النثر التي تلقى هي الأخرى حضورا جيدا في المشهد الثقافي الأذربيجاني.
وحول المسرح يتحدث رشاد بالقول انه مزدهر كثيرا وهناك عروض مستمرة سواء في المسرح التقليدي أو المسرح الحديث، وهناك أيضا المسرح الصامت الذي له حضوره. وليس حضور المسارح في العاصمة فقط بل كل المدن والقرى الأذربيجانية فيها مسرح واحد على الأقل رغم أن الحضور في خارج العاصمة ليس بنفس قوة العاصمة التي تتركز فيها الأنشطة الثقافية ويزيد فيها الحضور.
كان قمر ورشاد سعيدين بزيارتهما للسلطنة وسعيدين بما شاهداه فيها خاصة أنها تحافظ على النمط المعماري التقليدي وكذلك اهتمام الدولة والناس بالثقافة.. لكن ربما أكثر ما يفرح قمر ورشاد هو أنهما سيعودان إلى أذربيجان وهما محملان بالكثير من الكتب العمانية التي يمكن أن تفتح لهما طريقا لترجمة بعضها إلى اللغة الاذربيجانية من اجل انتهاج طريق في ترجمة الأدب العربي والعماني منه بشكل خاص.

عُمان

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية