للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

زواج لــــغـــــويّ

د. صلاح جرّار

يحلو لكثير من الناس إطلاق أسماء عاميّة على محلاتهم التجارية ويكتبون هذه الأسماء على الصورة التي ينطقونها بها في عاميتهم، فتصبح القاف همزة والذال زاياً والثاء تاء، وهكذا، ولو قرأ هذه المسميّات، سواءً أكانت جملاً أم كلمات، من لا يعرف غير العربيّة الفصيحة كالطلبة الأجانب مثلاً، فإنّه لا يمكن أنْ يفهم منها شيئاً. ولا أريد أن أورد أمثلة على ذلك كي لا تبدو ترويجاً أو دعاية لهذه المحلات من مطاعم ومقاهٍ ومحلات بيع ملابس وغيرها، ولكنْ مثل هذه الأسماء أصبح منتشراً في معظم شوارع المدن الأردنيّة وأسواقها. وهي في نظري تسيء كثيراً لهويّتنا العربيّة وللغتنا العزيزة وتمثّل صورة من صور التنكّر للجهود التي بُذلت لتعليم العربيّة في مؤسساتنا التربويّة والتعليميّة.
ولو وقف الأمر عند هذا الحدّ لهانت المصيبة، ولكن ما يزيد الطين بلّة أن نجد هذه المسميّات العاميّة تكتب بأحرف إنجليزية، فيجتمع في هذه الأسماء عاميّتها لغةً وأعجميتها إملاءً، في زواج لغوي هجين، وفي ذلك إساءة أخرى للعربيّة وأهلها.
وفي هذا السياق أتساءل: إلى متى ننتظر إقرار قانون حماية اللغة العربيّة الذي يحول دون انتشار هذه الظواهر السلبيّة؟! وأتساءل أيضاً كيف تمنح التراخيص اللازمة لمثل هذه المحلات التجارية وهي تحمل أسماءً تتنكر للأمّة والهويّة واللغة؟!
إنّ تراجع مكانة اللغة ووقارها وعدم احترام قواعدها وسلامتها هو تعبير عن تراجع مكانة أهل اللغة، ولو أنّ الذي لا يحترم هذه اللغة هو الأجنبي لتفهّمنا ذلك منه، لأنها ليست لغته، ولكنّ من يسيء إليها ولا يبالي بسلامتها ومكانتها هم أبناء هذه اللغة لا سواهم.
إنني أدعو وزارة الثقافة ومجمع اللغة العربيّة الأردني ووزارة الصناعة والتجارة ورؤساء البلديات إلى التصدّي لهذه الظاهرة المعيبة ووضع حدّ لها، كي تعود شوارعنا وأسواقنا عربيّة الوجه واللسان.

الرأي

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية