للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربيّة على سرير الشفاء

د. صلاح جرّار

ذهبت، قبل أسبوعين، إلى أحد المستشفيات مرافقاً لأحد أفراد أسرتي، وخلال وجودي في صالة الانتظار أثناء قيام الطبيب بفحص المريض، أخذت عيناي تطوفان على جدران صالة الانتظار والصالات المجاورة تقرأ الإعلانات والإرشادات وكلّ ما هو معلّقٌ على تلك الجدران من أجل تزجية الوقت. فكان من بين ما لاحظته أن جميع تلك الإعلانات والإرشادات كانت باللغة الإنجليزية فقط.
ولمّا انتهى الطبيب من إجراء الفحص ورجع إلى مكتبه لإعداد التقرير وكتابة الوصفة الطبيّة، وأخذ يكتب كلّ شيء بالإنجليزية، ما عدا اسم المريض، توجّهت إليه بالسؤال: هل هذا المستشفى مخصص للمرضى الأجانب فقط؟ فاستغرب من سؤالي، وأجاب: قطعاً لا، إنّما هو للأردنيّين وغيرهم أجانب وعرباً. قلت: كم نسبة الأجانب الذين يعالجون في هذا المستشفى في العادة؟ فقال: نسبة ضئيلة جدّاً، وأكثر المرضى أردنيّون. عند ذلك سألته: إذا كان معظم المرضى من الأردنيّين والعرب فلماذا تكتبون إعلاناتكم هذه التي تعجّ بها جدران المستشفى بالإنجليزية ؟ فأجاب، وقد أدرك مغزى سؤالي: من باب اعتزازنا بلغتنا العربيّة.
صحيح أنّ الوصفات الطبيّة قد تتطلب أن تكتب بالإنجليزية لأنّ معظم أسماء الأدوية ومصادرها ليست عربيّة، لكنّ كلّ شيء ما عدا ذلك هو عربيّ، فالأصل إذاً أن تكون التعليمات والإعلانات والمطويّات والإرشادات بالعربيّة، ولا مانع من أن تضاف إليها الإنجليزية للمراجعين والمرضى من غير العرب.
إنّ من واجب المؤسسات الوطنية المسؤولة عن مراقبة هذه الظاهرة أن تتخذ إجراءاتها في متابعة هذا الأمر ووضع حدّ له في المستشفيات والمطاعم وشركات الطيران وغيرها.
إنّ اللغة الأمّ في أيّ بلدٍ يجب أن تكون لها الأولوية على سائر اللغات الأخرى في المخاطبات والمحاورات والمراسلات والمنشورات والإعلانات وغير ذلك. ولذلك لابدّ للغة العربيّة أن تكون اللغة التي تتصدّر اللغات الأخرى في مختلف المؤسسات والدوائر، ولا بأس بعد ذلك أن تأتي بعدها لغة أخرى حسب مقتضى الحال، وإلاّ فإنّ لغتنا العربيّة ستبقى على سرير الشفاء.

الرأي

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية