للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

رواد الفن العراقي‮ ‬وضعوا بصمات ‮ ‬اللغة الأم

أ. علي‮ ‬العادلي‮ ‬

لجميع الشعوب تقاليدها المسرحية التي تميزت بها واصبح واضحا للجمهور المسرحي وهو يشاهد مسرحيته وخاصة الفنانين منهم ويكتشف بعد ذلك ان هذه المسرحية لمدرسة شكسبير وتلك المدرسة لمسرح برخت الالمانية وهذا مسرح مولير ومدرسة ستانسلافسكي المخرج الروسي الشهير وجيكوف وغيرهم من الدول . وهنا في اليابان عدة من مسارح لها تقاليدها وهويتها المميزة ،

 هناك مسرح النو ومسرح تاكارازوكا للبنات ومسرح كابوكي يمثل فيه الرجال فقط حيث يقوم الممثل بتدريب ابنه من الذكور على ادواره كي يحل محله في عمر الشيخوخة او الوفاة وهم بالتالي اسرة واحدة يتزاوجون من عوائل بعضهم البعض حفاظا على هوية هذا المسرح ، وسنكتب اليوم عن تقاليد وتاريخ مسرح كابوكي الشهير .ونتساءل في الوقت نفسه ونحن اول من بنى المسرح البابلي قدم مسرحياته على آثار بابل نبوخذ نصر، اين نحن من هذه التقاليد المسرحية ؟ وهل هناك حقا هوية للمسرح العربي ؟ ومن حقنا ان نطالب المسرحيين كافة للتكاتف وباصرار لخلق مسرح عربي له هويته ويقدم اعماله باللغة العربية وهي لغة الام ولغة القران الكريم حيث نزل على نبينا محمد ( ص) باللغة العربية الفصحى ، نعم كانت هناك محاولات جادة وناجحة حيث بادر استاذنا الكبير الفنان سامي عبد الحميد فاعد مسرحية هاملت لشكسبير وقدمها على مسرح بغداد الذي يعاني اليوم التهميش والنسيان والذي كان مسرحا خاصا بفرقة المسرح الفني الحديث وبالتعاون مع اعضاء الفرقة تم عرضها بنجاح ساحق وباسم صريح هاملت عربيا ، وقدم الفنان الراحل ابراهيم جلال مسرحيات مسرحيات ماخوذة من مسرح برخت الالماني وقدمها باطار عربي ومعالجة اخراجية متميزة لايصالها الى المتلقي من عشاق المسرح العراقي ، وقدم المخرج جاسم العبودي الفنان الراحل وعلى قاعة مسرح معهد الفنون الجميلة في الكسرة مسرحية عطيل مغربيا باطار جديد لكون المسرح مدرسة الشعب  ، لذى نطالب وخلال زيارتي للمغرب الدار البيضاء وحضرت عرضا مسرحيا للمخرج المغربي ابو الطيب الصديق على المسرح البلدي المغربي في الدار البيضاء كازابلانكا ، كذلك حضرت عرضا مسرحيا على قلعة المسرح الوطني بالرباط مسرح محمد الخامس ملك المغرب واجريت وقتها عدة مقابلات مع الفنانين الرواد ووقتها دار نقاش حول العروض المسرحية وطالبت وتمنيت ان تعرض باللغة العربية المغربية وليس بالفرنسية كما قدمت ، نعم ان الديكور والمكياج والتمثيل وكل متطلبات المسرح كانت مبهرة وناجحة ولكن فقط كنت اتمنى ان يكون العرض عربيا خالصاوتذكرت وقتها مقولة المخرج الروسي ستانسلافسكي (اعطني خبزا ومسرحا اعطيك امة متحدة متضامنة ) علينا اذن ان نراجع وان نخلق مسرحاً عربياً ونتضامن ونوحد خطابنا ونكون يد واحدة لتوحيد الامة ونحمل سيفا عربيا نهوي به على رؤوس الغرباء الذين يحاولون طمس حضارتنا وتشويه تاريخنا ومنعنا من التقدم والتطور لنقف بمصاف الدول التي سرقت منا الكثير من الاثار والكتب العلمية وسرقت النفط وسبقتنا بكافة المجالات ونحن نتسابق لاستلام الحصة التموينية بعد ان زرعوا في نفوسنا الطائفية المقيتة التي لم نكن نعرفها من قبل ، هذه هي الحقيقة والحقيقة مرة في بعض الاحيان .

كانت العروض المغربية جادة وذات مضامين قيمة وافكار معاصرة وباطر متكاملة واداء جيد تمثيلا واخراجا ومؤثرات مسرحية وانارة جميلة وديكور وكنت تمنيت لو قدمت باللغة العربية وتقديمها على مسارح بقية الدول العربية ولغتنا العربية متخمة بالمفردات والامثال والحكم انها لغة القران الكريم وعلينا ان نتباهى بها بين الامم كي تنتشر كما يفعل الاخرون عن طريق المسرح والصحافة ووسائل الاعلام كافة وبذلك نكون قد ادينا واجبنا ونرقد مرتاحي الضميروحافظنا على اصالة عربيتنا ، نعم شاهدت هناك اعمال ومسلسلات تلفزيونية ايضا وشاهدت مسلسل اين مكاني من الاعراب ومسلسل الانسة قواعد وذلك لتقوية المواطنين على كيفية استخدام قواعد اللغة العربية واستبشرت وقتها خيرا وهنا السؤال الى متى البلدان العربية ونحن العرب بشكل عام نبقى كالنعامة تخفي رأسها في الرمال عندما تواجه الخطر وتهاجمها الحيوانات المفترسة وتجبن من مواجهتها وتدافع عن انفسها على الاقل لتهرب وتساعدها سيقانها الطويلة على الركض السريع ولاتعيش حرة كالحيوانات المسالمة ، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه هل نحن حقا عاجزون عن نشر لغتنا وحضارتنا ولدينا امكانات هائلة من الثروات الوطنية . عندما كنا بفرنسا بدورة تطويرية عن التلفزيون الملون وبدعوة من شركة تومسون فوجدنا هناك ان المواطن الفرنسي يحترم ويقدس اللغة الفرنسية لغته وكافة العروض المسرحية والتلفزيونية تقدم بنفس اللغة وهذا مايؤكد ان الشعوب العالمية تتمسك دائما بلغتها وتروج لها وتحبها وتحترمها جدا ، واقول للاسف الشدين ان في العراق الان ننام بسبات عميق وحتى الافلام التي تنتج يمضي عليها وقت طويل جدا كي تعرض ، وبالرغم من اننا نرى ان في المسؤول عن المشهد الثقافي والفني بوادر خير لخدمة شعبهم ووطنهم واعتقد ان الوقت حان لنوحد كلمتنا من خلال اعمالنا المسرحية والتلفزيونية والسينمائية وكل الفنون والثقافات التي تدعو لايجاد هوية لمسرحنا وهوية لمسرح عربي .

الزمان

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية