للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

عن اللغة العربية

أ. جواد محمود مصطفى



قالت لي على الهاتف وهي منفعلة :"تصور ... مدرّسة اللغة العربية تلفظ حرف (الذال) ب (زال)، فتقول (الاستاز) بدلا من (الاستاذ) ..فهل هذا معقول"؟!

وأضافت والغصّة في حلقها تقول :" عملت مسابقة بين ابنتي وبين ابنة أخي التي تكبرها بسنة، فصدمت بــأن ابنة أخــي التي تــدرس بمدرسة خاصة أفضل من ابنتي التي تدرس بمدرسة حكومية"،واستطردت :"علماً أن مدرسة ابنتي من ضمن أولوياتها الدين واللغة العربية"، فكانت ابنة أخي تتحدث بطلاقة جداً مما أصابني بالذهول، فحاولت عدة محاولات لكي تتخطى ابنتي الأزمة فاستعنت بمعلمة لغة عربية من أحد المعاهد التعليمية الخاصة المنتشرة بالدولة، وكانت بنفس الوقت تدرّس ابنتي الصغرى القرآن الكريم، وفي يوم من الأيام سمعت ابنتي تصرخ "ماما المعلمة تدرّسني غلط"، فتوجهت إليها باستغراب فــذكــرت ابنتي أمـــام المعلمة "ماما المعلمة تدرّسني الزكر والأنــســى" والآيــة هي "الــذكــر والأنــثــى"، صدمتي كانت كبيرة أيضا !

مـــن المـــســـؤول عـــن هذا التدهور الرهيب في التدريس، وكــيــف تــســتــطــيــع المــعــلــمــة نــقــل الــعــلــم والمـــعـــرفـــة الى الطلبة وهي في الاساس لا تدرك الفرق بين الحروف العربية ولفظها ومعانيها،وكيف لا تدقق الجهات المعنية على المؤهلات العلمية للمعلمين والزامهم بالتدريس على الطريقة الصحيحة، وماهي النتيجة المنتظرة ؟!

الإجابة عن هذه التساؤلات الصادمة،هو أن الجهات التي يُناط بها حماية اللغة العربية،والدفاع عنها هي أول الجهات التي تسيء إلى لغتنا العربية،حتى لقد وصل الأمر إلى أن بعض المؤسسات الرسمية ومنها الجامعات، صارت تستخدم اللهجة العامية، واللغة المحكية إلى جانب لغتنا العربية السليمة .. وكأن العربية اصبحت "ثنائية اللغة".
أكثر من ذلك فإن غالبية وسائل الاعلام الرسمية والخاصة تستخدم اللهجات العامية على طريقة الشاعر االلبناني سعيد عقل في برامجها المتنوعة، ليس هذا فحسب، بل إن الكثير من المواقع الإلكترونية للمؤسسات والوزارات الرسمية تستخدم اللغة الانجليزية في كثير من الأحيان في أبشع ممارسة رسمية ضد لغتنا العربية، وكل ما تمثله من قيم سياسية، وثقافية، وفكرية وحضارية .
على أية حال فكثيرة هي الممارسات الرسمية المسيئة إلى اللغة العربية، لكن البداية في هذه الاساءة تكون من المعلّم الذي يلقن التلاميذ المعرفة بطريقة فيها الكثير من عدم المبالاة والاهتمام ،وهذا يعود االى جملة من الأسباب :
*شعور المعلّم بالغبن سواء من مالكي المؤسسات التعليمية الخاصة،أو من وزارات التربية والتعليم الرسمية العربية فرواتبهم قليلة .
*غياب الحوافز المادية و والمعنوية للمبدعين من المعلّمين .
*عدم وجود نقابات في العديد من النظم العربية الرسمية لحماية المعلمين ممن الفصل التعسفي والحفاظ على حقوقهم .
*تكدّس عدد كبير من الطلاب في الفصل الواحد مما يعيق المعلّم من تحقيق شمولية الرسالة التعليمية .    
هذه العوامل والأسباب وغيرها الكثير ،مما لا شك فيه تؤثّر على أداء المعلّم وعدم مبالاته،وهذا بالطبع ينعكس على حال الطلبة وقدرة استيعابهم للدروس ، والنتيجة اذا ما استمر هذا الحال ستكون كارثية على اللغة العربية.






التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية