للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربية.. مخاطر تحيط بها

أ. محمد صخر حيدر

مهما اختلفت التعابيرُ، و تباينتِ الآراءُ، تبقى اللغةُ العربيةُ، المُكَوِّنَ الأساسي في هُوِيَّتِنا، على الأقلِ ما دُمنا – و سوف نبقى – نستخدِمُها وسيلةً من أجلِ التواصُلِ فيما بيننا.

اليوم، تعيشُ لغتُنا العربيةُ، أزمةً منبعُها، جُملةٌ من الدولِ الغربيةِ، و على رأسِها الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية و ذراعُها الكيانُ الصهيوني، على تفتيتِ الأمةِ العربيةِ، باتباعِ أبشعِ الوسائلِ. و من تداعياتِ هذا التفتيت، القضاءُ على اللغةِ العربيةِ، واحدةً من أجملِ اللغاتِ في العالم، و قَلَّ مثيلُها. فاللغةُ العربيةُ، لغةٌ اشتقاقِيَّةٌ غنيةٌ بالمُفرداتِ، و هي تُصَوِّرُ بذلكَ، المعنى المطلوبَ، بِمُنتهى الدقة.‏

و هنا نحن لن ننسى، أن ما يجري في سورية و العراق، من طمسِ حضارَتيهما العريقتين، على يدِ الإرهابيين، ما هو إلا مُقدمةٌ من أجلِ طمسِ لغتِنا العربيةِ. فالقرآنُ الكريمُ نفسُهُ، و هو حافظُ اللغةِ العربيةِ، تَعَرَّضَ للطمسِ و التزويرِ و التحريفِ، عندما حَرَّفَ جورج بوش الابن، آياتٍ منه، في عمليةٍ، هي في قِمةٍ السفالةِ و الدناءة.‏

المُعضلةُ، أن العربَ أكثرهم، نسوا أن الجمعيةَ العامةَ للأممِ المتحدةِ، أعلنت في العام 1973، اللغةَ العربيةَ لُغةً رسميَّةً، من ضِمن اللغاتِ الرسميةِ، في هيئةِ الأممِ المتحدةِ و مُنظماتِها. و إذا كانت اثنتان و أربعون سنةً مضت، أنستِ العربَ هذا الإعلان، فإن منظمةَ الـ «يونسكو» في الثامنِ عشرَ من شهرِ كانون الأولَ، من العامِ 2012، قررت هذا التاريخَ، يوماً عالمياً للغةِ العربيةِ. فماذا نحن العربَ فاعلون؟‏

كيف يتعاملُ العربُ مع هذين الإعلانِ و القرارِ، و هم يرون الهجمةَ اللئيمةَ عليهم و على لُغتهم؟‏

صحيحُ، إن كثيراً من المؤتمراتِ المُتعلِّقةِ بشأنِ الحِفاظِ على اللغةِ العربيةِ، و لاسيما في كلٍ من سورية و مصر، و تُتَّخَذُ فيها القراراتُ و التوصياتُ التي هي من أهدافِ المؤتمرات، لكنها – للأسفِ – تبقى آمالاً و حِبراً على ورق، و نبأً في صحيفة أو تلفزيون!‏

لن نصِفَ العلاجَ. لكننا سوف نُشيرُ إلى مكامنِ الخطرِ، و ليأتِ المعنيون بالعلاجِ الناجعِ!‏

اليوم هناك ظاهرةُ اختراقِ المُصطلحِ الأجنبي ثقافتَنا العربيةَ، في أركان كثيرةٍ من حياتِنا اليومية. و هذا ما نراهُ على يافطاتِ المحالِ التجارية و الإعلانات كافة، و كذلك المطاعمِ و المُنتديات و المُنتجاتِ الاستهلاكية، علماً بأن المُصطلحَ العربيَ، مُتوفرٌ و ذو وقعٍ جميلٍ على الأذنِ، فضلاً عن أن اختيارَ المُصطلحِ العربيِ، أمرٌ سهلٌ، على خلفيةِ غنى لُغتنا بالمفردات. ثم يأتي شيوعُ و انتشارُ استخدامِ الخطابِ الدخيلِ، و لاسيما بين شبابِنا، نوعاً من المُباهاةِ الفارغة. و مما يُثيرُ الحفيظةَ هنا، أن الإعلامَ نفسَهُ، يُسوِّقُ كثيراً من الأخطاءِ، في التقاريرِ الإخباريةِ و الإعلاناتِ الرسميةِ و الخاصةِ، في وسائله كافة. ربما عن غير قصد!‏

لقد وصلَ إهمالُ اللغةِ العربيةِ و الإعراضِ عنها، أن الكُتُبَ الرسميةَ فيما بين دوائِرِ الدولة، تتزاحمُ فيها الأخطاءُ اللغويةُ و الركاكةُ في الصِّياغة. فما أصعبَ أن يكتُبَ موظفٌ كتاباً رسمياً إلى جهةٍ أعلى، فيه الفاعلُ منصوبٌ، و المكسورُ مرفوعٌ و غير ذلك. و لا تنجو من هذه الظاهرة، كُتُبٌ ثقافيةٌ، أو مؤلفاتٌ جامعيةٌ و.. و..!‏

أخيراً، من الواضحِ، أن التأسيسَ في المدارسِ في اللغةِ العربيةِ – و هذا من الأسبابِ الرئيسيةِ في قضيَّتنا – ضعيفٌ جداً. فالغرسةُ الرديئةُ، تُعطي ثِماراً رديئةً. و هناك ظاهرةُ المجتمعِ الاستهلاكي، المُتَشَبِّهِ بالغربِ، و معها غيابُ أُسُسِ الإبداعِ عندنا نحن العربَ، و التركيزُ على الاتجاهِ العلمي وحده، و إهمالُ الفكرِ.‏

من هذا المُنطلقِ، يجبُ اتخاذُ إجراءاتٍ جديدةٍ، تُقَوِّمُ اللسانَ العربيَ الجميلَ، هذا إذا كُنا فعلاً، نعتَزُّ بحضارتنا، و نُريدُ استمرارَها، و وَصْلِ الحاضِرِ بالماضي الجميل.‏

الوحدة

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية