للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

لغة القرآن في عيون الآخرين

د. محمد بشير كردي


جمعني لقاء عبر شاشة الآيباد مع صديقي الياباني الذي يمضي مع زوجتِه وابنته إجازة فصل الربيع في منتجع وستين لانجكاوي بماليزيا. تجاذبنا أطراف الحديث وانتقل بِنَا الكلام من موضوع إلى آخر، وكان من أكثر ما حرّك مشاعرنا وأثارنا ما كان من حديث حول مقارنة كل من المملكة واليابان من حيث ضرورة الاهتمام بلغة الأصل، فالمملكة تشهد عهدًا جديدًا أعطى الشباب فرصةٓ تسلُّم المناصب القياديّة، إضافة إلى ما يكفله برنامج خادم الحرمين الشريفين من الدراسة في الخارج، ويضمن فرص عمل وفق تخصصاتهم العلمية، ليواكبوا مسيرة العصر في العلوم والمعارف، ومن ناحية أخرى حيث اليابان التي تعمل جاهدة هذه الأيام على تربية الناشئة ليكونوا أكثر تمسكًا بمكارم الأخلاق عند تعاملهم مع الآخرين، وأنهم أخذوا يدرسون مادة الطريق إلى الأخلاق في أولى السنوات الدراسية الست -وهي سنوات المرحلة الابتدائية- أملًا في انحسار ظاهرة العنف والجريمة التي أخذت في الانتشار بين الناشئة، وفي أن يتعمق ارتباط الناشئة من اليابانيين بقيم مجتمعهم، فلا تملك حضارةٌ مغايرة أن تسلخهم من عادات وتقاليد وسلوك أمتهم التي تميزوا بها عن الآخَرين. وهنا استأذن الصديق الياباني بإبداء ملاحظة من باب الصداقة والمحبة تمشيًا مع قاعدة إنسانية قعدها رسول الله صلى الله وعليه وسلم منهجًا أساسا في التعامل والأخلاق: أحب لأخيك ما تحبه لنفسك، فراح يحكي والتأثر بادٍ على نبرات صوته: أنّه التقى مع أسرة سعودية في حديقة المنتجع، تقضي مثله إجازة فصل الربيع، وأعجب بتمكن أطفال تلك الأسرة من اللغة الإنجليزية كما لو كانوا من أبنائها، وعرف من والدهم أنه ومن بداية نشأتهم ألحقهم بمدرسة دوليةٍ تعتمد اللغة الإنجليزية في تدريس كافة المواد، ليتوجهوا بعد المرحلة الثانوية إلى الجامعات الغربية أو الأمريكية وهم على قدم المساواة لغةً وعلمًا مع أقرانهم من الطلبة، وبسؤاله عن مستواهم في اللغة العربية أجاب: بأنّ مستواهم ضعيف جدًا، لا بسبب المدرسة الدولية فحسب، وإنما لكون المربية فلبينية، وهي تتقن الإنجليزية، وقد تولت رعايتهم منذ ولادتهم، وهي بحق مربية على قدر من الكفاءة وتحمل المسؤولية، ولا تفارق أطفاله أبدًا حتى في الإجازات، وأشار بيده إلى سيدة في العقد الرابع من العمر تجلس بجانب زوجته وعيناها تتابع أطفاله وتحركاتهم، ليقول عنها ممتدحًا: بأنها ركن أساس في المنزل، لا يمكن الاستغناء عنه.
يقول صاحبنا: أنه فُجع بسماع هذا القول من رب أسرة عربية لها من التراث والقيم الحضارية ما يميزها عن بقية أمم وشعوب العالم، فقد اختار الله كثيرًا مِن أنبيائه ورسله من العرب، وباللسان العربي أنزل القرآن الكريم، وباللغة العربية التي انتشرت مع ظهور الإسلام وغطت مساحات شاسعة من قارات آسيا وإفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط كانت لغة العلوم والمعرفة التي لا تزال مؤلفاتها مرجعًا للعلماء والدارسين حتى يومنا هذا، وختم حديثه قائلا: إنّ أمةٓ لغة القرآن تواجه اليوم تحديًا يهدد وجودها، وأنه من الضروري إعادة النظر في مناهج التعليم في البلدان العربية وخاصة في المملكة، لتكون مؤهلةً لتقديم كافة علوم العصر باللغة العربية، فاللغة هي الأم، وليس من الصواب أن تستبدل الأمّ بأم أخرى من دم ولحم مختلف.

المدينة

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية