للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة دُرَبَة وعادة

د. أحمد شقيرات

حين أقرت لجنة التربية والتعليم والثقافة النيابية مشروع قانون «حماية اللغة العربية لسنة 2014» كان ذلك اعترافاً صريحاً واضحاً بما آلت إليه هذه اللغة الشريفة لغة الدين والحضارة والعلم ذات يوم. وكما يقال «العلم في الصغر كالنقش في الحجر» يبقى محفوراً في الأذهان إلى ما شاء الله. وفي خمسينات القرن الماضي كان معلمنا عبد الله طملية-رحمه الله وجعل الجنة مأواه- يعلمنا خارج الصف في حلقة على الأرض مباشرةً كيف ننطق حرف (الضاد) الذي سميت لغتنا باسمه لصعوبة لفظه، والويل لمن كان يخطىء في ذلك. وقد أورثنا-رحمه الله- إجادة نطق الضاد. وكلما سمعت خطيب المسجد يجعل حرف الضاد (ظاء) في قوله تعالى :»غير المغضوب عليهم» عادت بي الذاكرة إلى تلك الحلقة التعليمية خارج الفصل في الهواء الطلق ومعلمنا –رحمه الله- يطوف حول الحلقة يكرر لفظ (الضاد). ولأن في «الإعادة الإفادة» كما يقال، يعتمد التعليم على ما لدى المعلم من قدرة ورغبة وعلم وتحمّل لهذه المهنة –الرسالة-. وقد أحسن وزير التربية والتعليم بإعادة امتحان الكفاءة للصفين-السادس والتاسع الأساسيين- وقد كان ذلك في ستينيات القرن الماضي، حيث غاب هذا الامتحان دون دراسة كافية لآثاره الإيجابية ليحل محله الترفيع التلقائي في الصفوف الثلاثة الأولى، الأمر الذي دمّر التعليم، وجعله يتراجع إلى الخلف بالرغم من وجود أكفياء من المتعلمين لوجود الفروق الفردية كما هو معلوم. ومما يبشر بالخير أيضاً «مشروع امتحان المقدرة والكفاية للغة العربية» الذي يشبه امتحان (التوفل) الإنجليزي.
وفي أعوام السبعينات كان هناك مشروع تدريب الموظفين بعد انتهاء الدوام الرسمي-في مجال الكتابة الوظيفية- المخاطبات الرسمية- للدولة المغربية. ومن خلال العمل الوظيفي كان مما يخطىء به الموظفون في المكاتبات الرسمية لفظة طُول أو طَوال-حيث تجعل-طيلة- وليس في اللغة وقواميسها-طيلة. وقد سمع الأصمعي وهو راوٍ للغة مشهور- رجلاً يدعو ربه قائلاً: «يا ذو الجلال والإكرام» فقال له: ما اسمك؟ فقال الرجل: ليث. فرد عليه الأصمعي شعراً قال: يناجي ربه باللحن ليث....لذاك إذا دعاه لا يجاب، فجعل اللحن- أي الخطأ في النحو ذنباً لا يوجب الاستجابة الربانية، وكان حقه أن يقول: يا ذا الجلال والإكرام. لأن ذا منادى منصوب لأنه مضاف. وما المانع من أن يتعلم الطلبة الصغار شيئاً مما في بطون أمهات العربية لتدريبهم على الفصاحة بدلاً من ذهاب أولاد العرب قديماً إلى الصحراء، عند فصحائها ليتعلموا طلاقة اللسان وأدب العرب في الحوار والكلام والتخاطب، كما في أيمان العرب قديماً حيث يحلفون بالقول» لا ومهبِّ الريح» و «لا وفالق الإصباح». وهذا غيض من فيض من فصاحة العرب التي تربوا عليها ولم يتكلفوها.

الرأي

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية