للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

العمّانيون وعقدة اللغة العربية

أ. رنا كواليت

شدني حوار كان يجري بين فتاتين في العشرين من العمر، كانت أغلبية المفردات والجمل المستعملة فيه مقتبسة من اللغة الإنجليزية. وقد استفزني إصرار كلتا الفتاتين على الحديث بالإنجليزية، رغم ركاكة وضعف وتصنع اللهجة لإكمال هذه المحادثة التي اضطررت إلى الاستماع إليها خلال اصطفافي في طابور في أحد المحال التجارية في العاصمة عمان.
كانت هذه الحادثة كفيلة بتذكيري بهيمنة اللغة الإنجليزية على المجتمع العمّاني.
لماذا نتحدث باللغة الإنجليزية؟ وما هي مشكلتنا مع اللغة العربية؟ لماذا يُنظر إلى اللغة العربية على أنها لغة رجعية، تنم عن تخلف ثقافي لا يناسب العصر، في حين أن اللغة الإنجليزية هي لغة العصر؟ لماذا نستخدم هذه الأخيرة لاستعراض عضلاتنا الثقافية؛ ألا نرى بأنه أمر محزن، ومخز في الوقت نفسه؟ ألا نرى في هذا تحقيقا للغرب لأهدافه بتهميش اللغة العربية، وبالتالي المساهمة في طمس الهوية العربية تحت مسمى العولمة؟ ألا يكفي أن نرى لغة المراسلات الأساسية في قطاع الأعمال وقد أصبحت باللغة الإنجليزية، كما أن عددا كبيرا من المدارس الخاصة أصبح يتبع المناهج التعليمية الأميركية أو البريطانية، وبالتالي أصبح الطفل ينشأ على أن اللغة الإنجليزية هي لغته الأم وليست اللغة العربية، من دون أن ننسى دور الوالدين في تعزيز ذلك وتشجيعه؟
إن طغيان اللغة الإنجليزية على العربية في حياتنا اليومية، وشعورنا بالخجل والعار غير المعلن أو حتى المعترف به من قبل الفرد من استعمال "العربية"، هو بداية الطريق لفقدان هويتنا العربية، الأمر الذي أصبح يتعزز باتخاذنا لمناحي أخرى تشمل التقليد الأعمى للغرب في بعض المظاهر الخارجية وجوانب حياته غير المجدية والنافعة، كل ذلك ظنا منا باكتساب ثقافة، والمسير قدماً نحو التطور والتقدم.
ليس هناك مانع من إتقان اللغة الإنجليزية، فهي لغة غالبة ومهمة في عالمنا اليوم. لكن من واجبنا احترام لغتنا العربية والمحافظة عليها. إذ أظهر تقرير صادر عن منظمة اليونيسكو بأن اللغة العربية مهددة بالإنقراض، ذلك أن اللغات تكتب وجودها من خلال التعليم باللغة، وليس تعلم اللغة. وللغة العربية تاريخ عريق، فهي من أكثر اللغات السامية انتشاراً، إذ يتحدثها نحو 422 مليون شخص، وهي من أغزر لغات العالم من حيث المادة اللغوية، وأطول الآداب العالمية عمراً، علاوةً على أنها لغة مقدسة.

الغد

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية