تعلم العربية تحت حكم النازيين

قبل 72 عاما، هُجّر الدكتور فوسكين مويساي إلى غيتو تريزنشتات، حيث علّم اللغة العربية والعبرية في ظروف قاسية، حتى نُقل إلى معسكر أوشفيتس وقتل هناك

ولد الدكتور فوسكين (نهارتابي) مويساي في روسيا في عام 1884 لعائلة يهودية، وكان صهيونيا بل زار إسرائيل. وفي شهر شباط (فبراير) 1923 أسّس في مدينة "لايبتسغ" الألمانية مدرسة لتعليم اللغة العبرية. وكان أستاذا للغات السامية، لا سيما السومرية والعبرية والعربية – في جامعة "هالي" الألمانية.

وبعد تسلم آدولف هتلر مقاليد الحكم في عام 1933، انتقل الى مدينة "براغ" واشتغل خبيرا للغة العبرية. لكن تم ترحيله من "براغ" إلى غيتو تريزنشتات بتاريخ 13 تموز 1943 مع زوجته وابنته، حيث أقام حلقة دراسية لتعليم اللغة العبرية. كان الدكتور فوسكين يلقي محاضرات باللغة العبرية عن إسرائيل وعن تطور اللغة العبرية، وعن اللغة العبرية المعاصرة.

وبالرغم من الظروف المادية الصعبة والنقص في الوسائل التعليمية تمكن اليهود في غيتو تريزنشتات من الحفاظ على النظام التعليمي، الذي تضمن التعليم والمساعدة الاجتماعية والتربية على مدّ يد العون للآخرين والتربية اليهودية والتربية على العمل إلخ. كما وتمّ العثور في غيتو تريزنشتات على وثائق يستدل منها أنّ الدكتور فوسكين (نهارتابي) قام أيضا بتعليم اللغة العربية الفصحى.

وكانت طريقة تعليم اللغة العربية في الغيتو تقوم على ترجمة الكلمات من اللغة العبرية إلى اللغة العربية وبالعكس. وتصف بعض الكلمات واقع الحياة الصعبة في الغيتو ومن بينها: المعاناة والفقر والعبد وطبيب العظام والقشرة والخوف. ولكن هناك كلمات إيجابية أيضا من بينها الجمال ومفيد ورائع.

وكجزء من التمرن على اللغة العربية كان الطلاب يترجمون إصحاحات من أسفار العهد القديم بكاملها، منها مثلا الإصحاح الأول من سفر التكوين، وقصة نذر "يفتاح" الجلعادي.

وقد يكون السبب وراء تعلم اللغة العربية في غيتو تريزنشتات عائدا لإيمان بعض هؤلاء اليهود بأنهم سيصلون إلى إسرائيل بعد الحرب، والتي يشكل العرب أغلبية فيها، مما يستوجب التعرف على لغتهم.

ولكن تمّ قتل الدكتور فوسكين (نهارتابي) مويساي في معسكر آوشفيتس للإبادة بتاريخ 19 تشرين الأول 1944.

المصدر