للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

السُّخْرِيَة ُوَالسُّخْرُ،إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ - 1

أ. كريم مرزة الأسدي


1 - المدخل :
قال  أعشى باهلة (1) يرثي المنتشر بن وهب ، وتذكر بعض المراجع أنهما أخوان  لأم  ، وقيل الشعر لأخت المنتشر الدعجاء بنت وهب بن سلمة الباهلية (2) ، وأنا للأعشى أميل ! من البحر  البسيط   :
إنى أتتني لسانٌ لا أسرّ بها  *** منْ علُ لا عجبٌ فيها ولا سَخَرُ
فبت مرتفقاً للنجم أرقبــــــهُ  ******حيران ذا حذر لو ينفع الحذر
وجاشت النفس لما جاء جمعهم  ***  وراكب جاء من تثليث معتمرُ
يأبى على الناسِ لا يلوِي على أحدِ ** حتى التقينا وكانت دوننا مضرُ
  نقلت الأبيات الثلاثة الأولى كما يرويها أبو عبيد البكري في  (فصل مقاله...) إذ يقدم لها قائلاً :  أما قول أعشى باهلة فإن صلته وإصلاح إنشاده (3) ، ويذكر الأبيات السابقة  .  
القصيدة من روائع رثاء الشعر الجاهلي الخالدة ، خلود الأعشى لا الدعجاء ، ولو كانت للدعجاء لنالت شهرة الخنساء ، ولا نريد من القصيدة إلا مطلعها ، لأنه تضمن كلمة (سَخَرُ ، أو  سُخْرُ على رواية ثانية ) ، وجدُّنا في السُّخْرِ، وسخريتُنا في الجدِّ ، ولله سرّ في خلقه ، وللإنسان سرّ في خبثه ، ونحن بين بين لتسوية الأمرين  !! ،المهم لابد أن نعرج على البيت  استطراداً لماماً ، والإطناب عادتي أحياناً للإفادة والاستفاضة ، من النواحي التاريخية واللغوية والبلاغية والنحوية والعروضية  .
تاريخياً : قال أبو العباس المبرد في (كامله ) : من أخبار هذا المنتشر المرثي كان " أحد رجليي العرب. قال الأخفش: هو منسوب إلى الرجل، وهم السعاة السابقون في سعيهم ، وكان من خبره أنه أسر صلاءة بن العنبر الحارثي، فقال: افتد نفسك. فأبى، فقال: لأقطعنك أنملة أنملة، وعضواً عضواً ما لم تفتد نفسك؛ فجعل يفعل ذلك به حتى قتله، ثم حج من بعد ذلك المنتشر ذا الخلصة - وهو بيت كانت خثعم تحجه، زعم أبو عبيدة أنه بالعبلات، وأنه مسجد جامعها، فدلت عليه بنو نفيل بن عمرو بن كلاب الحارثيين؛ فقبضوا عليه، فقالوا: لنفعلن بك كما فعلت بصلاءة. ففعلوا ذلك به، فلقي راكب أعشى باهلة، فقال له أعشى باهلة: هل من جائبة خبر؟ قال: نعم، أسرت بنو الحارث المنتشر، وكانت بنو الحارث تسمي المنتشر مجدعا، فلما صار في أيديهم قالوا: لنقطعنك كما فعلت بصلاءة، فقال أعشى باهلة يرثي المنتشر ...
لغوياً : قوله: إني أتتني لسان يقال : هو اللسان وهي اللسان. فمن ذكر فجمعه ألسنة، ونظيره حمار وأحمرة، وفراش وأفرشة، وإزار وآزرة؛ ومن أنث قال: لسان وألسن ، كما تقول: ذراع وأذرع ، وكراع وأكرع ؛ لا تبالي أمضموم الأول كان أو مفتوحاً أو مكسوراً إذا كان مؤنثاً، ألا ترى أنك  تقول: شمال وأشمل قال أبو النجم :
يأتي لها من أيمن وأشمل " (4)
كما ترى يرى المبرد في ( كامله) ، وغيره مثله ،أن ( اللسان ) كلمة تُذكّر وتُؤنّث ، وبالتالي هي مؤنث  " إني أتتني لسان " لماذا لا ، والعرب الأقحاح  القدماء لهم الحق فيما ينطقون ، وهم حجّة علينا ، واللغة لغتهم على الفطرة دون تهجين   ؟!!
بلاغياً : وهنالك رأي بلاغي وليس بلغوي صرف ،  إذ جاء في القرآن الكريم - الشعراء 84 - " وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ "   والمراد باللسان القول ، وأصله جارحة الكلام . قال القتبي : وموضع اللسان موضع القول على الاستعارة ، وقد تكني العرب بها عن الكلمة . (5) ، وعلى هذا " أتتني لسان "   بمعنى ( أتتني كلمة).   
نحوياً : وقوله : من علُ يقول : من فوق . فإذا كان معرفة مفرداً بني على الضم. كقبل وبعد. وإذا جعلته نكرة نونته وصرفته، كما قال جرير :
إني انصببت من السماء عليكم  ***  حتى اختطفتك يا فرزدق من علِ
والقوافي مجرورة. وإن شئت رددت ما ذهب منه. وهي ألف منقلبة من واو، لأن بناءه فعل من علا يا فتى، قال الراجز :
وهي تنوش الحوض نوشاً من علا  *** نوشاً به تقطع أجواز الفلا (6)
وفذلكة الأقوال كما جاء في شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك :  إن كلمة قبل تخفض بالكسرة إذا أضيفت وذكر المضاف إليه، كما هو معلوم ، وتجر كذلك بالكسرة إذا حذف المضاف إليه ونوى لفظه، ومن هذا قول الشاعر:
 وَمنْ قَبْلِ نَادى كلُّ مولى قرابة  *** فما عَطَفتْ يَوْماً عَليهِ العَوَاطفُ
وتجر كذلك بالكسرة مع التنوين إذا حذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه ومنه ما في القراءة الشاذة لله الأمر من قبلٍ ومن بعدٍ، وتبنى على الضمة إذا حذف المضاف إليه ونوى معناه دون لفظه، ومن هذا قوله تعالى:  " وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا " ، ( المائدة 77)
وأشار ابن مالك في (ألفيته) إلى هذا في باب الإضافة :
واضمم بناء (غيرا) إن عدمت ما****** له أضيف ناويا ما عدما
(قبل) كغير (بعد) (حسب) (أولُ)**** ودون والجهات أيضاً و(علُ)
وأعربوا نصباً إذا مـــــا نكرا ******** (قبل) وما من بعده قد ذكرا (7)
عروضياً :  ابن الشجري في ( مختارات شعره..)  يشبّع ضمة ( علُ) ، وكذلك الأمر في بعض المراجع الأخرى ، فيكتب البيت المطلع كالتالي:
إنِّي أتتني لسانٌ لا أسرُّ بهــــا  *** من علْوُ لا عجبٌ منها ولا سخرُ (8)
 وأنا  مع مَن نقلت عنه في بداية مقالتي ، أي دون الحاجة لإشباع الضمة ، لأن إشباعها ليس من الضرائر الشعرية ، ولو أن الأشباع أطرى نغماً ، وأكثر وزناً ، البيت من البحر البسيط كما أسلفت ، و " مِنْ علُ لا " وزنها (مفْتعلن) ، وهي من جوازات ( مستفعلن) في البحر البسيط ، و " منْ علْو لا " وزنها (مستفعلن) ، ولكن لا يوجد مبرر للإشباع ، نعم عند الضرورة يجب أن يلفظ ، بل ويكتب الإشباع ، ومثله الإختلاس في الشعر ، ولو أنني أتساهل في الأمر أحياناً ، وأتغاضى عنه  كي لا  يشكّ القارئ الكريم متوهماً الخطأ أنّى خلط بين اللغة والعروض ، ولله الأمر من قبل ومن بعد !!
ماذا بقى لدينا ، وما نريده من البيت المطلع ، بقى علينا جمانة القصيد من المطلع الفريد ، ألا وهي كلمة ( سخر) .
2 سَخَرَ ...السُّخْرُ ...السُّخْرِيَةُ ..لغوياً
  كلُّ ما مرَّ علينا من ( السُّخْرُ وَالسُّخْرِيَة ُ  وسَخَرُ)   مأخوذ من مادة (س خ ر) التي تدل على احتقار واستذلال وهزئ وتهكم - ويمكن أن نضيف حسب اجتهادنا - تطويع ، بل إجبار وقهر واستعباد  !!، ، ولا تتخيل مادة (  س خ ر ) واشتقاقاتها تختص بالإنسان فقط ، بل يتجاوز مداها لتصل الحيوان والجماد ، فالكون والدنيا معه بكل مكوناتهما يخضعان لمبدأ القوي والضعيف ، ويصل الأمر إلى الله عز وجل القوي الجبار الذي يسخر كلّ شيء ويذلله ، إذ  يقول للشيء كن فيكون   !! إليكم الآن :
(سَخَرَ) : فعل ثلاثي لازم ويتعدى بحرف  ، المصدر (سُخْرُ، السُّخْرُ ) ، والاسم (سُخْرِيَة السُّخْرِيَة) .
يقول الرازي في ( مختار صحاحه )  : " س خ ر : ( سخر ) منه من باب طرب و ( سخرا ) بضمتين و ( مسخرا ) بوزن مذهب . وحكى أبو زيد : ( سخر ) به وهو أردأ اللغتين . وقال الأخفش : ( سخر ) منه وبه وضحك منه وبه وهزئ منه وبه كل يقال ، والاسم ( السخرية ) بوزن العشرية و ( السخري ) بضم السين وكسرها وقرئ بهما قوله تعالى : ليتخذ بعضهم بعضا سخريا . و ( سخره ) ( تسخيرا ) كلفه عملا بلا أجرة وكذا ( تسخره ) . و ( التسخير ) أيضا التذليل . ورجل ( سخرة ) كسفرة يسخر منه و ( سخرة ) كهمزة يسخر من الناس " . (9)  .
وقال الجوهري يقال سخرت منه وسخرت به كما يقال : ضحكت منه ، وبه ، وهزئت منه ، وبه .   
وقال الفراء : يقال سخرت منه ولا يقال سخرت به ، قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم " (10) وأنا مع رأي الفراء ، لأن سخرت بـه أقسى معنوياً ، وأذل إنسانياً من سخرت منه !! (11)
ومما جاء في ( اللسان ) سخر : سَخِرَ مِنْهُ وَبِهِ سَخْرًا وَسَخَرًا وَمَسْخَرًا وَسُخْرًا ، بِالضَّمِّ ، وَسُخْرَةً وَسِخْرِيًّا وَسُخْرِيًّا وَسُخْرِيَّةٌ : هَزِئَ بِهِ ; وَيُرْوَى بَيْتُ أَعْشَى بَاهِلَةَ عَلَى وَجْهَيْنِ :  
إِنِّي أَتَتْنِي لِسَانٌ ، لَا أُسَرُّ بِهَا ** مِنْ عَلْوَ لَا عَجَبٌ مِنْهَا وَلَا سُخْرُ
وَيُرْوَى وَلَا سَخَرُ ... وَقَالَ الرَّاعِي :  
تَغَيَّرَ قَوْمِي وَلَا أَسْخَرُ ** وَمَا حُمَّ مِنْ قَدَرٍ يُقْدَرُ
  قَالَ الْأَخْفَشُ : سَخِرْتُ مِنْهُ وَسَخِرْتُ بِهِ ، وَضَحِكْتُ مِنْهُ وَضَحِكْتُ بِهِ ، وَهَزِئْتُ مِنْهُ وَهَزِئْتُ بِهِ ، كُلٌّ يُقَالُ : وَالِاسْمُ السُّخْرِيَّةُ وَالسُّخْرِيُّ وَالسِّخْرِيُّ ، وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى : لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ; وَفِي الْحَدِيثِ : أَتَسَخَرُ مِنِّي وَأَنَا الْمَلِكُ أَيْ أَتَسْتَهْزِئُ بِي . وَإِطْلَاقُ ظَاهِرِهِ عَلَى اللَّهِ لَا يَجُوزُ ؛ وَإِنَّمَا هُوَ مَجَازٌ بِمَعْنَى : أَتَضَعُنِي فِيمَا لَا أَرَاهُ مِنْ حَقِّي ؟ فَكَأَنَّهَا صُورَةُ السُّخْرِيَّةِ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ ; قَالَ ابْنُ الرُّمَّانِيِّ : مَعْنَاهُ يَدْعُو بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَى أَنْ يَسْخَرَ ....
وَالسُّخْرَةُ : الضُّحْكَةُ . وَرِجْلٌ سُخَرَةٌ : يَسْخَرُ بِالنَّاسِ . وَفِي التَّهْذِيبِ : يَسْخَرُ مِنَ النَّاسِ وَسُخْرَةٌ ، يُسْخَرُ مِنْهُ ، وَكَذَلِكَ سِخْرِيٌّ وَسُخْرِيَّةٌ مَنْ ذَكَّرَهُ كَسَرَ السِّينَ ، وَمَنْ أَنَّثَهُ ضَمَّهَا ، وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَالسُّخْرَةُ مَا تَسَخَّرْتَ مِنْ دَابَّةٍ أَوْ خَادِمٍ بِلَا أَجْرٍ وَلَا ثَمَنٍ . وَيُقَالُ : سَخَرْتُهُ بِمَعْنَى سَخَّرْتُهُ أَيْ قَهَرْتُهُ وَذَلَّلْتُهُ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ; أَيْ ذَلَّلَهُمَا ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ مَسَخَّرَانِ يَجْرِيَانِ مَجَارِيهِمَا أَيْ سُخِّرَا جَارِيَيْنِ عَلَيْهِمَا . وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ : جَارِيَاتٌ مَجَارِيَهِنَّ سَخَّرَهُ تَسْخِيرًا كَلَّفَهُ عَمَلًا بِلَا أُجْرَةٍ . وَكَذَلِكَ تَسَخَّرَهُ . وَسَخَّرَهُ يُسَخِّرُهُ سِخْرِيًّا وَسُخْرِيًّا وَسَخَرَهُ : كَلَفَّهُ مَا لَا يُرِيدُ وَقَهَرَهُ . وَكُلُّ مَقْهُورٍ مُدَبَّرٍ لَا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ مَا يُخَلِّصُهُ مِنَ الْقَهْرِ ؛ فَذَلِكَ مُسَخَّرٌ . وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ; قَالَ الزَّجَّاجُ : تَسْخِيرُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ تَسْخِيرُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ لِلْآدَمِيِّينَ ، وَهُوَ الِانْتِفَاعُ بِهَا فِي بُلُوغِ مَنَابِتِهِمْ وَالِاقْتِدَاءُ بِهَا فِي مَسَالِكِهِمْ ، وَتَسْخِيرُ مَا فِي الْأَرْضِ تَسْخِيرُ بِحَارِهَا وَأَنْهَارِهَا وَدَوَابِّهَا وَجَمِيعِ مَنَافِعِهَا ; وَهُوَ سُخْرَةٌ لِي سُخْرِيٌّ وَسِخْرِيٌّ ، وَقِيلَ : السُّخْرِيُّ ، بِالضَّمِّ ، مِنَ التَّسْخِيرِ ، وَالسِّخْرِيِّ ، بِالْكَسْرِ ، مِنَ الْهُزْءِ ، وَقَدْ يُقَالُ : فِي الْهَزْءِ سُخْرِيٌّ وَسِخْرِيٌّ وَأَمَّا مِنَ السُّخْرَةِ فَوَاحِدُهُ مَضْمُومٌ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي ; فَهُوَ سُخْرِيًّا وَسِخْرِيًّا ، وَالضَّمُّ أَجْوَدُ . أَبُو زَيْدٍ : سِخْرِيًّا مَنْ سَخِرَ إِذَا اسْتَهْزَأَ وَالَّذِي فِي الزُّخْرُفِ : لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ; عَبِيدًا وَإِمَاءً وَأُجَرَاءَ ، وَقَالَ : خَادِمٌ سُخْرَةٌ وَرَجُلٌ سُخْرَةٌ أَيْضًا : يُسْخَرُ مِنْهُ . سُخَرَةٌ بِفَتْحِ الْخَاءِ يَسْخَرُ مِنَ النَّاسِ . وَتَسَخَّرْتُ دَابَّةً لِفُلَانٍ أَيْ رَكِبْتُهَا بِغَيْرِ أَجْرٍ ; وَأَنْشَدَ  
سَوَاخِرٌ فِي سَوَاءِ الْيَمِّ تَحْتَفِزُ
وَيُقَالُ : سَخَرْتُهُ بِمَعْنَى سَخَّرْتُهُ أَيْ قَهَرْتُهُ . وَرَجُلٌ سُخْرَةٌ يُسَخَّرُ فِي الْأَعْمَالِ وَيَتَسْخِرُهُ مَنْ قَهَرَهُ وَسَخَرَتِ السَّفِينَةُ أَطَاعَتْ وَجَرَتْ وَطَابَ لَهَا السَّيْرُ ، وَاللَّهُ سَخَّرَهَا تَسْخِيرًا . وَالتَّسْخِيرُ : التَّذْلِيلُ . وَسُفُنٌ سَوَاخِرُ إِذَا أَطَاعَتْ وَطَابَ لَهَا الرِّيحُ . وَكُلُّ مَا ذَلَّ وَانْقَادَ أَوْ تَهَيَّأَ لَكَ عَلَى مَا تُرِيدُ ، فَقَدْ سُخِّرَ لَكَ . (12)
فذلكة الأقوال ، وكلمات ذات صلة :
 السُخْر : تَهَكُّمُ ، هُزْؤُ.
و السُّخْرَةُ من يَسْخَرُ منه الناسُ.
فلانٌ سُخَرَة : يضحك من الناس.
 استسخرَ بـ : استسخرَ من يَستسخِر ، استسخارًا ، فهو مُسْتسخِر ، والمفعول مُستسخَرٌ به.  
 استسخر بمنافسِه : استسخر من منافسه سخِر منه ، هزِئ به  " وَإِذَا رَأَوْا ءَايَةً يَسْتَسْخِرُونَ "
سُخرة: ( اسم )  
الجمع : سُخُرات و سُخْرات
سُخَرة ، سُخرة
السُّخْرَةُ : ما سَخَّرْتَهُ من دابة ، أَو رجل بلا أَجر ولا ثمن .
أعمال السُّخْرَة : أعمال بدون أجر مفروضة على من يقوم بها .
رجال السُّخْرَة : العبيد والأرقّاء .
نظام السُّخْرة التأجيريّ : نظام يتمّ من خلاله تسخير مدين من قبل مقرضه حتى يتمّ دفع الدين .
اِستَسخَرَ اِستسخار تَسَخَّرَ تَسخير سَخَرَ سَواخِرُ سُخْرِيَة سُخْرِيّ سُخرة ساخِر مَسْخَرة مَسْخور مَساخِرُ مُتسخَّر مُسَخَّر مُسْتسخِر مُمسخَر.
سخر :  
  سخره : كلفه ما لا يريد .
  سخره : قهره .
 سخره عليه : سلطه عليه .
 سخر الحيوان : ذلـله
سخَّرَ  
سخَّرَ يُسخِّر ، تسخيرًا ، فهو مُسخِّر ، والمفعول مُسخَّر
 سخَّر الشَّخصَ
 كلّفه ما لا يريد وقهره  
 كلّفه عملاً بلا أجر : شخص مسخّر  
 سخَّر الشَّيءَ : ذلّله وأخضعه ويسّره : سخَّر اللهُ قُوى الطبيعة في خدمة الإنسان ، فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ "  ، " وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ " "
 سخَّر الشَّيءَ عليه : سلَّطه عليه  " فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ . سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ "
س خ ر ، فعل : رباعي متعد بحرف . سَخَّرْتُ ، أُسَخِّرُ ، سَخِّرْ ، مصدر تَسْخِيرٌ
 . أنَا لاَ أسْخَرُ مِنْ أحَدٍ  : لاَ أُمَازِحُ ، لاَ أُدَاعِبُ أَحَداً ، لاَ أهْزَأُ مِنْ أَحَدٍ  
 س خ ر  ، فعل : خماسي لازم متعد بحرف  ، تَسَخَّرَ ، يَتَسَخَّرُ ، مصدر تَسَخُّرٌ   يَتَسَخَّرُهُ فِي كُلِّ عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِهِ : : يُكَلِّفُهُ عَمَلاً بِلاَ مُقَابِلٍ .  
. تَسَخَّرَ مِنْهُ  : هَزِئَ بِهِ . تَسَخَّرَ بِهِ
وقال الفيروزابادي : سياقة إلى الغرض المختص به قهرا ، والمسخر هو المقيض للفعل ، والسخري : هو الذي يقهر لنا بإرادته ، وسخرت منه :  
أي سخرته للهزء منه ، ويقال : رجل سخرة لمن يسخر كبرا ، وسخرة كصبرة لمن يسخر منه . والسخرية أيضا فعل الساخر  .
وقول الله - عز وجل - : فاتخذتموهم سخريا ( المؤمنون / 110 ) بالضم والكسر  ، حمل على التسخير وعلى السخرية ، ويدل على الوجه الثاني ( السخرية ) قوله بعده وكنتم منهم تضحكون ( المؤمنون / 110 ) 7 ، وقال القرطبي في تفسير هذه الآية : فرق أبو عمرو بينهما ( أي بين القراءتين ). (13)
ونحن نفرق بين السخرية لغوياً والسخرية اصطلاحاً ، وأول الغيث قطرٌ ثم ينهمرُ!!!!!انتظروا...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أعشى باهلة، وهو عامرُ بن الحارث، وكنيته أبو قحافة يرثي المنتشر بن وهب الباهلي، ومنتشر من السعاة السباقين في سعيهم؛ قتله بنو نفيل بن عمرو بن كلاب .
(2) الدعجاء بنت وهب بن سلمة الباهلية، من قيس عيلان. شاعرة بليغة من أهل العصر الجاهلي. اشتهر من شعرها رثاؤها لأخيها المنتشر، وكان يغير على بني الحارث بن كعب، يقتل ويأسر، فرصدوه حتى أخذوه وقطعوه إرباً إربا، بثأر من قتل منهم .
 (3)  فصل المقال في شرح كتاب الأمثال : أبو عبيد البكري - تحقيق إحسان عباس - ج1 ص 509 - ط 1 - 1971م - دار الرسالة  بيروت ، جاء مطلع البيتين الأولين في ( موسوعة الشعر العربي الفصيح ) - ( الشعر الفصيح) - - العصر الجاهلي - أعشى باهلة ( الديوان) :
إنّي أَتَتني لِسانٌ مَا أُسَرُّ بها *** من عُلوَ لا عَجَبق فِيهَا ولا سَخَرُ
جَاءَتْ مُرَجِّمَةً قَدْ كُنْتُ أَحْذَرُها *** لو كانَ يَنْفَعُني الإِشْفَاقُ والحَذَرُ
(4)  الكامل في اللغة والأدب : أبو العباس المبرد - 1 /319  - الوراق - الموسوعة الشاملة .
(5) تفسير القرطبي : محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي - ج 13 - ص 106 - دار الفكر.
(6) الكامل في اللغة ...م . س .
(7) شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك : م 2 ص 71 - 72 .
(8) مختارات شعراء العرب لابن الشجري - القسم الأول - ج 1 ص 8  - الموسوعة الشاملة .
قصيدة أعشى باهلة .
(9) مختار الصحاح : محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي - المكتبة العصرية- الدار النموذجية سنة النشر: 1420هـ / 1999م - باب السين - س خ ر.
(10 ) الحجرات - 11 .  
(11) نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (ص) :عدد من المختصين بإشراف الشيخ / صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي - الصفحة  5497 -  الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع ، جدة الطبعة : الرابعة -
(12) لسان العرب : (أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ( ابن منظور) ج 7 - ص 145 - 2003 م - دار صادر .
(13) راجع :
 - فصل المقال  : البكري م. س .  
 - نضرة النعيم ...م. س . وعنه ، وعن المراجع  راجع أيضاً :
 (أ) الصحاح 2 / 679  
 مقاييس اللغة لابن فارس 3 / 144 (ب)  
 (ج) الصحاح 2 / 680 ، وقد حكى ذلك عن أبي زيد - وذكر أن تعديته بالباء أردأ اللغتين .
. (د) لسان العرب 4 / 352
 (هـ) بصائر ذوي التمييز 3 / 203  
 (و) بصائر ذوي التمييز 3 / 203  



التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية