|
|
|
|

نداء اللغة
د. خالد أحمد الصالح
«اللغة هي وعاء الثقافة»، مقولة عظيمة وحقيقية، لكننا للأسف لا نؤمن بها، على الرغم من أن كل شعوب العالم تؤمن بها، نعم كل شعوب العالم دون استثناء ما عدانا نحن العرب.
إذا زرت أي بلد في العالم مهما كان صغيراً فستجد لغتهم معززة ومكرمة، قد يضعون بجانبها لغة أخرى لزوم السياحة لكن لغتهم تجدها هناك مكتوبة بوضوح كرمز لثقافتهم.
اليوم في كثير من بلاد العرب لا مكان للغة العربية في أسواقهم ولا في فنادقهم ولا حتى في مطاعمهم، وفي بلادنا الخليجية حيث منبع اللغة العربية وأصلها أصبحت لغتنا غريبة تستجدي المتحدثين بها... في بلادنا التي تنص دساتيرها على أن اللغة الرسمية هي اللغة العربية لكن من ينظر إلى الواقع سيرى أن
دولنا باتت مقرات لإهانة اللغة العربية والسخرية منها.
كنت في زيارة للبنان، ذلك البلد العربي، وهناك وجدت في معظم أسواقه التجارية لا مكان للغة العربية رغم أن المتسوقين كلهم عرب وفيهم كثيرون ربما لا يحسنون اللغة الانكليزية، وليس هذا مهماً، المهم أنك لا ترى أحرف العربية وكأنها عار نريد أن نخفيه، وعندما رحلت عن لبنان قاصداً تركيا رأيت شعباً يحترم ثقافته، حيث يلزم عليك أن تتكلم اللغة التركية إذا أردت أن ترتاح، والغريب أن اللغة العربية هناك محترمة ويمكن أن تتعامل بها.
شكراً للاقليات الشعوبية في بلادنا العربية، شكراً لعشاق الغرب، شكراً لكارهي لغة القرآن فقد نجحوا جميعاً في تحقيق هدفهم وأقصوا لغتنا العربية عن الساحة وهزموها شر هزيمة.
لا عزاء لنا نحن العرب فقد انتصر علينا من يلبسون ثيابنا ويحاربون ثقافتنا، حتى
ماتت لغتنا أمام أعيننا ولا عزاء فيها... رحم الله لغتنا.
الراي
|
|
|
|
|
|