للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربية بين صراعين

أ. ناصر اليحمدي

تعجبت كثيرا من دعوة وزيرة للتربية والتعليم في إحدى البلاد العربية المطالبة بتعليم الصغار اللهجة العامية في السنوات الأولى من المدرسة إذ كيف يمكن أن يخرج مثل هذا التصريح أو المطالبة من مسئول !!.. فبدلا من العمل على تطوير لغتنا الجميلة وتحبيب الأطفال فيها وهذا ما يعتبر من مهام وظيفة أي وزير تربية وتعليم الرئيسية نجد أن مثل هذه الدعاوى الهدامة تبعدهم أكثر عنها وتساعدهم للغرق في طوفان العولمة الذي يحاول جاهدا القضاء على اللغة العربية.
لقد تناست هذه الوزيرة أن التعليم في الصغر كالنفش على الحجر وأن أفضل مرحلة عمرية يستقي فيها التمليذ القيم والمبادئ والتي يغرسها فيه أولياء الأمور والمدرسة والدولة ككل هي السنوات الأولى من المدرسة .. ومن هذه القيم حبه للغته التي هي أصل هويته والتي يجب أن نحببه فيها ونساعده كي يمتلك ناصيتها ويتقنها فينشأ مرتبطا ومتمسكا بها.
لاشك أن المطالبة بتدريس اللهجة العامية وإدراجها في المناهج الدراسية خطأ جسيم ويقضي على عروبتنا التي تجمعنا كأمة يكفيها ما ينخر فيها من تشرذم ويزيد من فرقتنا ويبعد الأجيال الجديدة عما يربطهم بإخوانهم من العرب .. فما يوحدنا ويجمعنا هو اللغة والدين والتاريخ المشترك .. فإذا اختفت اللغة بالتدريج وتشوهت معالمها ومفرداتها واندثر التاريخ الذي تحاول يد العولمة والاستعمار محوه بكل قوة واختلف الناس في مبادئ الدين بعد انتشار التنظيمات المتشددة والمتطرفة التي تقلب الموازين حتى احتار المسلمون فلم يعودوا يرون الطريق الصحيح من الخطأ .. ماذا يبقى لنا ليجمعنا كشعوب عربية ؟.
يجب أن تدرك هذه الوزيرة وأمثالها أن اللهجة العامية ليست عربية ولا تصلح لأن تكون لغة رسمية لأنها مزيج من المفردات والألفاظ المستوحاة من عوامل عدة منها البيئة المحيطة وما استجلبه الاستعمار والرحالة وغير ذلك من الألفاظ الدخيلة التي اقتحمت اللغة رغما عنها.
قد يقول البعض إن العامية أسهل في التعبير والتعامل من الفصحى ولكن هذا مفهوم خاطئ لأن العامية هي ما اعتادوا عليه ولو انتهجوا الفصحى منذ الصغر وفي التعامل مع من حولهم لتمكنوا منها وامتلكوا ناصيتها وشعروا بسهولتها وعبروا بها بكل سهولة .. فأجدادنا الأوائل كانوا يتحدثون العربية بطلاقة وينشدون بها الشعر والنثر وكافة صنوف التعبير .. أي أن العيب ليس في اللغة بذاتها بل فيمن يسيء استخدامها أو لا يبذل مجهودا لامتلاكها.
نحن لا ننكر أهمية العامية في التواصل بين أفراد الشعب الواحد أو حتى الشعوب الأخرى حيث إن السماوات المفتوحة أتاحت لكل شعب التعرف على لهجات غيره من خلال البرامج والأعمال الدرامية .. إلا أن لغتنا الجميلة هي الأصل واللغة الأم التي يجب أن يتعلمها العرب ويتواصلون عن طريقها فيما بينهم حتى لا تندثر.
إن العامية لا يجب أن تُدَرَّس بل يجب أن يتم التدريس بواسطتها فقط لأن الفصحى هي الأساس وهي التي يجب أن يكتبها الأطفال ويتعرفوا على معانيها ومفرداتها أما استخدام العامية في الشرح فسيسهل توصيل الفصحى للنشء أي أن استخدامها يجب أن يكون شفويا فقط مع ربطها بالعربية الفصحى فمثلا يمكن أن يسوق المعلم موضوعا بالعامية ثم يطلب من التلميذ التعبير عن هذا الأمر باللغة الأم.
إن لغتنا العربية كانت ومازالت وستظل أداة رسم الهوية ووسيلة التواصل بين الشعوب العربية والمنوطة بالتعبير عن آلامها وآمالها وطموحاتها وإهمالها يعني قطع أواصر الصلة بين شعوب الأمة لذلك فإن تعلمها وامتلاك ناصيتها أمر واجب على كل عربي مسلم خاصة أنها لغة القرآن الكريم الذي سيظل باقيا ما بقى الإنسان على وجه الأرض.

بداية محبطة للموسم الكروي الجديد

لاشك أن كل مواطن عماني أصابه الذهول وخيبة الأمل عندما انسحب نادي العروبة من مباراة السوبر التي كان ينتظرها على أحر من الجمر أملا في الحصول على المتعة الرياضية من اللعب المهاري لأقوى فريقين في الكرة العمانية العروبة وفنجاء ومشاهدة مباراة تليق بالكرة العمانية .. ليمنح الحظ الكأس لنادي فنجاء على طبق من ذهب دون أن يخوض المباراة .. ويدخل العروبة التاريخ من أوسع أبوابه كأول فريق في تاريخ الرياضة العالمية ينسحب من هذه المسابقة.
لقد أصدر نادي العروبة بيانا وضح فيه الأسباب الحقيقية وراء انسحابه وحمل في معظمها الاتحاد العماني مسئولية هذا الانسحاب .. لكن مهما كانت الأسباب لم يكن يجدر بالعروبة أن ينسحب لأن هذا شوه سمعة الكرة العمانية كثيرا خاصة أن النادي معروف عنه أنه ساند الاتحاد الحالي في أحلك الظروف منذ بداية مسابقات الموسم .. كما أنه لا ينذر ببداية مبشرة للموسم الاحترافي الجديد.
إن كل عماني فرح كثيرا عندما أعلن عن تزين الدوري المحلي بحلة احترافية بعودة نجومه المحترفين في الخارج والاستعانة باللاعبين الأجانب الذين يتمتعون بمهارة عالية واعتقد أنه سيشاهد مباريات أكثر سخونة ومنافسات قوية تضاهي ما يشاهده في الدوري الأسباني أو الإيطالي أو الإنجليزي وراوده الأمل في أن تتقدم المسيرة الرياضية إلى الأفضل .. لكن ما حدث خيب آمال الجماهير لأن القائمين على شئون اللعبة لم يدركوا أن عوامل النجاح لا تعتمد على استقطاب المحترفين فقط بل هناك عدة عوامل أخرى أهمها مجلس إدارة وقيادة فنية تتوافق مع شروط الاحتراف وتستطيع توظيف مهارات اللاعبين لتحقيق الفوز من جهة والارتقاء بالمستوى الكروي من جهة أخرى .. كما أن شراء اللاعبين تسبب في أزمة مالية لمعظم الأندية .. ولعل انسحاب العروبة من مسابقة السوبر برهن على أن هناك عشوائية وتخبطا في إدارة الكرة العمانية وأن دوري المحترفين لم يكن إلا سرابا وشعارات جوفاء.
لاشك أن عدم تسديد الاتحاد العماني مستحقات الدوري والكأس لنادي العروبة أزاح الستار عن الحال المزري الذي يعاني منه وضعنا الكروي لأنه إذا كان هذا هو حال الاتحاد فما بالنا بالأندية كيف لها أن تسدد متطلبات لاعبيها المحترفين وغير المحترفين والجهاز الإداري والفني والبنية التحتية وغير ذلك من الالتزامات التي لا تنتهي والتي تثبت أن أنديتنا غير مستعدة بعد لخوض ما يسمى دوري المحترفين.
إن عدم استطاعة المسئولين في الاتحاد احتواء مشكلة نادي العروبة يظهر الوضع الهش الذي تعاني منه الكرة العمانية .. فالمستوى الرياضي في السلطنة في انحدار مستمر ورغم المكرمة السامية التي قدمها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه وأبقاه راعي الرياضة والرياضيين للأندية على طبق من ذهب والتي تقدر بمليون ريـال عماني لكل ناد من أندية السلطنة التابعة لوزارة الشئون الرياضية إلا أن معظم تلك الأندية لم تستطع الاستفادة من المكرمة السامية وتوظيفها لتحسين قدراتها ومستواها وتخبطت في قراراتها حتى ضاعت المكرمة هباء.
رغم احترامنا للقرار العرباوي بالانسحاب إلا أننا لا نتفق مع المسئولين في هذا القرار الجرئ لأنه كانت هناك بدائل يمكن معالجة بها الموضوع مثل الاتفاق على موعد المباراة بشكل ودي مع الاتحاد ونادي فنجاء واللجوء للقضاء للحصول على المستحقات المالية وغير ذلك من الحلول التي كانت ستحفظ للنادي ماء وجهه وترضي مشجعيه.
نتمنى أن نشاهد موسما قويا ومستقرا وأن تستطيع الأندية تجاوز مشاكلها الداخلية وتطوير إداراتها وتسيير أمورها بشكل يليق بالاحترافية التي ننشدها .. وأن يغير الاتحاد من نفسه ويتحمل تبعات مسئوليته الجسيمة تجاه الأندية ويعالج ما يشوب العملية الكروية من سلبيات ويحرص على النهوض بالرياضة العمانية حتى تستطيع المنافسة خليجيا وعربيا وعالميا وحتى لا تتكرر مثل هذه الكارثة الكروية.

آخر كلام
التاريخ لا ينظر إلى الخلف كما نعتقد وإنما إلى الأمام ليزيد من رصيده.




الشبيبة

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية