|
|
|
|

إِيشْبك.. يا واد؟
أ. محمد أحمد الحساني
يقول خبر صحفي حديث الولادة إن إحدى إدارات التعليم رصدت قيام معلمين ومعلمات بتعليم اللغة الإنجليزية في مراحل التعليم العام باللغة العربية، وعدوا ذلك -وهم على حق- حائلا دون تعلم الطلاب والطالبات لغة جديدة.
ولكي لا نظلم معلمي ومعلمات اللغة الإنجليزية في هذه الأيام، فإني أؤكد أن تعليم هذه اللغة الأجنبية باستخدام اللغة العربية هو ما كان حاصلا منذ نصف قرن، ويبدو أنه لم يزل يحصل حتى يومنا هذا!.
وأذكر أنني عندما كنت في المرحلة المتوسطة وكان جميع معلمي اللغة الإنجليزية من الإخوة العرب، كانت دروس هذه اللغة باللغة العربية وكنا نستمتع بقصة «سندريلا» لأن معلمنا يقصها علينا باللغة العربية من خلال نصها الوارد في كتاب الإنجليزي، ولذلك فلا عجب بأن يكون معظم طلابنا المتخرجين من الثانوية ذوي مستوى منخفض في اللغة الإنجليزية.
فإذا ما ابتعثوا للدراسة في الخارج احتاجوا إلى «كورسات» في اللغة يفلح بعضهم في اجتيازها ويفشل بعضهم الآخر فيعود أدراجه من حيث أتى مع أن الجامعي منهم درس اللغة الإنجليزية لمدة عشر سنوات في مرحلتي المتوسطة والثانوية لمدة ست سنوات وأربع في الجامعة، ولكن لعل سبب إخفاقهم أنهم كانوا يدرسونها باللغة العربية، مع أن غير الناطقين بلغة القرآن إذا ما درسوها لمدة ثلاثة أعوام في جامعاتنا أو معاهدنا المخصصة لغير الناطقين باللغة العربية فإنهم يصبحون متقنين لها ولقواعدها، بل إن بعضهم يمسي أكثر منا فصاحة وتمسكا باللغة العربية، وربما يعود السبب إلى أن برامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها أفضل من برامج تعليم اللغة الإنجليزية لطلاب التعليم العام، ولذا فإن الأمر الذي رصدته إدارة التعليم ليس جديدا ولكنه قديم ومقيم ما أقام عسيب!.
أما ثالثة الأثافي فهي أن بعض معلمي اللغة العربية يدرسها للأبناء باللهجة العامية، فإذا جاءه الطالب مقصرا في حل الواجب قال له: إيشبك يا واد ما حليت الواجب؟!.
عكاظ
|
|
|
|
|
|