|
|
|
|

هل ما زال الأطفال يتقنون لغة الضاد..؟
د. عبدالفتاح ناجي
قد تكون مجالسة الأطفال ومراقبة سلوكهم فيها من الجمال ما يمكنك أن ترى تأثير النمو المعرفي والتكنولوجي المتسارع الحاصل لديهم، وفي لحظة ما ينتقل خيالك عبر قفزة زمنية إلى عالم الطفولة الماضي، عالم الأدوات البسيطة، وتبدأ عملية المقارنة السريعة ما بين العالمين.
لكن على الرغم من جمال عالم التكنولوجيا وتأثيره في أطفالنا فإن هنالك ما يجب التوقف عنده، فعند متابعة قناة التواصل اللغوي بين الأطفال نراهم حيناً يستخدمون اللغة الإنكليزية، وتارة ثانية اللهجة العامية، وأحياناً خليطاً من الكلمات لا يفهمه إلا جيل اليوم، وعند محاولة أحدهم الحديث باللغة العربية الصحيحة يُستهزأ به، وكأن تلك اللغة أصبحت بالية وجزءاً من إرث الماضي.
.. في عالم طفولتنا القديم علمونا أن اللغة العربية هي من مقومات الأمة العربية، ودرع الأمة القوية. فقد كانت حصص اللغة العربية هي الغالبة على برنامجنا المدرسي، وكان معلمونا يتغنون بتلك اللغة ويمدحونها أمامنا ويوصونا بها، حتى انهم في مرحلة ما طالبونا بحمايتها والمحافظة عليها، حيث إنّ اللغة هي مفتاح حضارة الشعوب، إنّها لغتنا، إنّها حضارتنا، إنّها لغة القرآن، فكيف لا نحافظ عليها.
.. عندما نعود معاً إلى الماضي من جديد سنرى أن الأم والمدرسة كانتا هما الأساس في تعليم الأطفال اللغة، ولكن أين الأم والمدرسة الآن من هذا! تحت ذريعة الحضارة تنازلت الأم عن تلك المهمة الجليلة لمصلحة الخادمة «الدادا»، واختفى دور المدرسة مع ظهور كوكبة من المدارس الأجنبية، التي أصبح الالتحاق بها رمزاً للفخر، وكأن المدارس العربية بعيدة عن عجلة التطور والمعرفة.
والسؤال الآن: هل ما زال أطفالنا يتقنون لغة الضاد (اللغة العربية)؟!
القبس
|
|
|
|
|
|