للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربية.. التصريحات والواقع

د. أحمد عبد الملك

 في كل مرة يلتقي فيها مربون وأكاديميون وإداريون في الشأن التعليمي، تظهر قضية ضعف اللغة العربية، والتي يعاني منها طلاب المرحلة الثانوية وما قبلها، وما يضيفه ذلك من تبعات في المرحلة الجامعية. ويقوم بعض الإداريين في الشأن التعليمي بتدبيج عبارات حول «نجاح» خطط مواجهة الضعف في اللغة العربية لدى الطلبة، ويدعون أنهم قطعوا أشواطاً كبيرة في تحسين تلقي الطلبة للغة العربية، وأن المناهج التي وضعوها من أفضل المناهج، وأن الكادر التعليمي من أقدر الكوادر، وأن ما قاموا به يعتبر الأفضل بين تجارب التعليم في العالم.

وبينما تعاني الجامعات من ضعف في مستوى الطلبة في اللغة العربية، تجد أن بعض «المربين» يؤكد على قضية الحفظ ويفرضونها في المدارس. ونحن ندرك ما للحفظ من دور في إلغاء عقل الطالب، وجعله «ببغاء» يكرر ما يقوله المدرس دون فهم وتعمق. ومنذ السبعينيات ظهرت مدارس تربوية تدين عملية الحفظ والتلقين التي لا تعترف بعقل الطالب وحقه في التفكير والاستنتاج والمقارنة.

ومن خلال تدريسي (مشاركاً) في جامعة قطر وكلية المجتمع لأكثر من عشرين عاماً، أستطيع حصر ملامح الضعف لدى الطلبة في الآتي:
- محدودية الثروة اللغوية، والتعويل على لغة المخاطبة الشفوية، دونما الإتيان بمفردات عربية، وذلك لقلة القراءة.

- عدم قدرة الطالب على التعبير، وهو دوماً يريد أسئلة الامتحان على هيئة (صح أم خطأ) أو (الأجوبة الاختيارية)، وهذا راجع لقلة التحصيل، وعدم القدرة على الاستنباط والتفكير.

- كثرة الأخطاء الإملائية، وأحياناً لجوء الطلبة للتعبير بالعامية، وذلك لقلة التكليفات (في المرحلة الثانوية وما قبلها) والتي تحبب الطالب في القراءة.

- عدم قدرة الطالب على كتابة مقال من 250 كلمة، دون الاستعانة بالآخرين! لذلك يلجأ بعض الطلبة إلى المكتبات التي تبيع البحوث. وإذا ما تم ترحيل الطالب إلى المرحلة الجامعية دون ثنيه عن هذا السلوك، فإنه يواصل الاعتماد على تلك المكتبات!

إن موجة الإعلام الجديد والإنترنت قضيا على وقت القراءة والمراجعة لدى الطالب، الذي بات يستسهل الاعتماد على الإنترنت (قطع ولصق) دون فهم أو استيعاب لمضمون المادة. وهكذا نجد أن حصيلة الطالب اللغوية تكاد تكون محدودة، حتى ولو كان بالغ الذكاء، ناهيك عن استخدام الطلبة للغة الأرقام أو الإنجليزية المحورّة عربياً!

لذلك يتعين الإقرار بأن تطور التكنولوجيا لم يكن كله «برداً وسلاماً» على عملية التلقي والتعَلم، وبأن «الانشداه» بالتكنولوجيا أضعف الطالب، وضيّق مساحات القراءة والتمعن لديه، لأنه يتلقى المعلومة دون جهد، وبطريقة بصرية، وبالتالي فهو غير قادر على معرفة قواعد النحو والصرف، أو حتى القدرة التخيلية لموضوع الإنشاء أو ورقة البحث.

لا أريد أن أدخل هنا في مقارنة، لكن لنا أن نسأل: هل مستوى الطالب خريج الثانوية العامة حالياً هو بنفس مستوى نظيره عام 1970؟ وكيف وماذا ومتى يقرأ الطالب الآن مقارنة بطالب ذلك التاريخ؟

كان الطالب في الماضي يُوجه بحزم، ولو وصل الأمر إلى العقاب بكل أشكاله. وكان يخاف مدرسه أكثر من والده! وكان له طموح للمشاركة في القراءة خارج الفصل، كي يستطيع المناقشة في النادي أو المجلس، ولم يكن لديه سوى الكتاب. لذلك، ومع التقدير للوسائل التكنولوجية، فإن مستوى طالب الأمس أثرى وأكثر عمقاً من مستوى طالب اليوم.

أرجو ألا يتم تفسير كلامي هذا على أنه دعوة لضرب الطالب أو لمنعه من استخدام التكنولوجيا، لكن لابد من مراجعة المناهج، ليس على الأسس التي توصل إليها الغرب، بل بدراسة واقع التعليم العربي، وكذلك أوضاع المدرسين ومؤهلاتهم.

ومن المؤكد أننا سوف نسمع، بعد ست أو عشر سنوات، تصريحات من إداريي التعليم حول خطط جديدة للارتقاء باللغة العربية، كما شهدنا مراراً، وبالتالي فواقع الحال يوضح أن المشكلة ما زالت قائمة، وأن التصريحات المتكررة من التربويين لم تساهم في حلها أو في إيجاد الظروف الملائمة لإنجاح توصيل اللغة العربية للطلبة.
 

الاتحاد

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية