للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

تأثير اللغة التركية على هوية الأطفال السوريين العربية في تركيا

حسام الزير

 منذ قدومه إلى تركيا – غازي عنتاب – أحمد 11 عاماً من حلب مع عائلته قبل 4 سنوات تعرَّف على مجموعة أصدقاء أتراك من ذات العمر جمعتهم لغة الإشارة وكرة القدم أمام منزلهم الجديد، قضى بعدها أحمد سبعة أشهر يعارك الألفاظ التركية حتى تعلَّم اللُّغة بطلاقة .

أم أحمد 37 عاماً  تقول «ولدي كان متفوقاً في المدرسة حيث كنا نقطن في حي صلاح الدين بحلب، ولم يكن من الصعب عليه تعلم اللغة الجديدة، طالما أنه يحتك باستمرار بأقرانه الأتراك، فيما بقينا أنا ووالده مدة أطول حتى تعلمنا اللغة، وكان أحمد بصراحة يعلمنا معظم المفردات».

لم تطل المدة لدى معظم السوريين القادمين إلى تركيا مع بداية الحرب في سوريا لتعلم اللغة التركية فظروف العمل، والتعرف بالناس، والمعاملات مع الحكومة التركية، كلها تتطلب أن يتمتع اللاجئ السوري بشيء من مهارات اللغة إلا أنَّ اللغة التركية أصبحت في بعض الأحيان لغة أولى للأطفال السوريين اللاجئين.

الناشطة الاجتماعية غصون الحاج ياسين تقول «في تركيا أصلاً اللغة الأم مقدسة، واللغة الإنكليزية مثلاً أو العربية ليست كما في سوريا، حتى لافتات الطرقات في غازي عنتاب موضوعة باللغة التركية ولا مرادف لها بلغات أخرى، وظروف احتكاك الأطفال السوريين تحديداً مع أقرانهم الأتراك تتطلب منهم أن يتعلموا اللغة التركية».

فيما أبو مصطفى 32 عاماً من إدلب يقول «ليس هنالك تأثير على اللغة العربية طالما أن الأبناء يتعلمون بمدارس سورية أصبحت منتشرة في مختلف المناطق التركية، وبالتالي يستطيعون تعويض فرق تأثرهم الشديد باللغة التركية بدراسة اللغة العربية التي يتعلمونها في المدارس».

لكن لأبو مصطفى طفل في الثالثة من عمره تحدث معه عدة مرات خلال لقائنا به باللغة التركية، والطفل بدأ أيضاً يقول بعض تلك الكلمات بذات اللغة.

تتابع الناشطة غصون حديثها «قد يكون التأثر أكبر لدى الأطفال الذين لم يدخلوا المدارس، وإنما اتجهوا إما لمساعدة ذويهم في العمل أو التزام المنازل».

فسعيد مثلاً 14 عاماً من ريف حلب قدم قبل سنتين إلى تركيا لاحظ إعلاناً يطلب عامل في محل تجاري تركي شرط أن يتحدث اللغتين العربية والتركية ليتعامل مع الزبائن العرب، إلا أنه وبسبب تعامله الدائم والمستمر مع صاحب المحل التركي وزبائن أتراك، باتت لغته الطاغية هي التركية، وساعد في ذلك وجوده لفترات طويلة في مكان عمله.

معظم اللاجئين السوريين لا يلاحظون خطر طغيان اللغة التركية على العربية الأم بسبب اندماجهم بالمجتمع التركي، وبالتالي استعمالهم اللغة التركية في حياتهم اليومية باستمرار.

محمد ونسرين المتزوجان حديثاً والقادمان أصلاً من مدينة حمص قبل 3 سنوات إلى تركيا باتا يتحدثان حتى مع بعضهما باللغة التركية، وهو ما تعلّق عليه الأكاديمية والمتخصصة في مجال الأدب العربي إيمان قصاب «أصول التربية والتعليم بالأساس والبداية مبنية على سماع الطفل لوالديه، لكن في حالة كحالة محمد ونسرين إن أنجبوا طفلاً فسيسمع الطفل محادثتهما باللغة التركية مما يعني تربية الطفل على هذه اللغة كلغة أساس، وجعل اللغة العربية هي الثانوية».

وتردف إيمان «ليس من الخطأ الاندماج في المجتمع المضيف، وتعلم لغتهم، وشيء من عاداتهم، لأن هذا يعتبر من الصحة اجتماعياً، إلا أن تحول اللغة العربية، وبالتالي الهوية إلى ثانوية هو أزمة كبيرة قد نلحظها إذا ما استمرت الحرب في سوريا لسنوات قادمة، واستمر مكوث السوريين في تركيا».

وعلى الرغم من وجود ما يقارب المليوني نازح في تركيا، وتشكيلهم مجتمع بحد ذاته إلا أن مهمة إيجاد مركز للحفاظ على اللغة العربية في تركيا – كما توصي إيمان قصاب –  حاجة يجب العمل عليها من دون تأخير

 

aranews

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية