للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

العربية التي يتأملها البعض

أ. سميرة بيطام


 
إن بحر اللغة العربية شاسع جدا أكثر ما يتصوره عقل بشري و أكبر بكثير مما تخطه أنامل عبقرية عشقت و أحبت و ولعت بجمال اللغة العربية ، انه الحب بامتياز حينما يزيد عن حده ، كيف لا  و هي العربية بتاج الجمال يتأمله الولهان في أن يرتديه حقيقة بعنوان : اللغة العربية .
مشاريع ترسم خطواتها نحو التألق باللغة العربية و لا يتأتي نضال هذا المشروع إلا بالتأمل الرائع و الطويل بل و المتكرر حقا بعيون واعية جدا لأحقية اللغة العربية في الإبداع بالحرف و اللحن و الصوت ، نعم الصوت حينما يسقط الحرف العربي على مسامع آذان عربية أصيلة تعرف كيف تتذوق الحرف العربي و تعرف بأناملها كيف تكتب و تخط و كل ذلك لا يتأتى إلا بعد التأمل المتفنن للبعض من عشاق العربية ، صحيح أن محبي العربية كثر و لكن متأمليها قليل ، لأنهم يتمتعون بصفات لا توجد عند عامة الناس ، و هكذا و بهذه الخصوصية يخط القلم و لا يمل حينما يتعلق الأمر بوصف اللغة العربية.
تلك الآثار تدل علينا             فانظروا بعدنا إلى الآثار

إن المساعي الحميدة تثمر مع محبي اللغة العربية و المحافظين عليها بكل ما أوتوا من برهان و يقين أنها اللغة الأروع و الأجمل ،و ما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان ، و لذلك كان من التأمل المدقق ما جعل للعربية حماتها و مبدعوها و عشاقها ، فأصبحوا يهيمون تألقا بالتكلم بها و بالكتابة بها بل بالتحاور  ضد لغات أجنبية تحاول فرض نفسها إقحاما لها في المجال الجمالي للغة العربية.

فكما يطيب للإنسان أن يكتب و يتحدث عن الماضي القريب و البعيد لاسيما  إن كان ما يتحدث به باللغة العربية ،حتما ستتجلى الذكريات و التي هو بصدد إجلائها و استخراجها من مكنوناتها ،ستعيش إلى جنب هذه الذكريات بحور اللغة العربية و لو بالمدة القصيرة ، لأن العبرة بقيمة العربية و ليس بالوقت المتأمل به في فنونها العريقة .
لذلك سيكون الشرف لمن يتأمل العربية في أن يكون من محبيها و هي أيضا ستألف الألسن المجيدة للنطق بها ، و ليست في ذلك ترفض قيمة أو مبدءا. 
إن التردد في عدم تأمل حروف اللغة العربية و أسرار جمالها يعطل عملية الإبداع كتابة و نطقا ، فان اقتصر هذا التأمل على فئة معينة كالكتاب و الشعراء و الناقدين و الباحثين في بحورها فكيف لصداها أن يصل بعيدا و يتجاوز منطق الحب لها ؟، فالعربية بنيت من أصول متجذرة في قالب مبهر لا يمكن تقليده أو تزييفه أو تحريفه ، كيف يحصل ذلك و هي لغة القرآن الكريم و هنا مكمن التأمل العميق بعيدا عن الغوغائية و الفوضى الفكرية و تقربا لكل ما يخدم العربية و مصالح حروفها الندية
يبقى أن التواتر في التكلم  بها يخلق نوعا من الفضول و التطفل ما يجعل بؤرة التأمل تتسع يوما بعد يوم و ليس يهم في ذلك صفة المتأمل  و الشهادة المتحصل عليها و لا جنسه بقدر ما يهم اتفاق التأمل مع التحليل لاستخلاص عصارة الحب للعربية.
   على قدر الكساء أمد رجلي           فان طال الكساء مددت أخرى
 

 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية