للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

مرتبة اللغة

أ. سميرة بيطام

 

يقول الفيلسوف الألماني " ليبنتز) (1646-1716) أن اللغة هي أصدق مرآة للعقل الإنساني و أن التحليل الدقيق لمعاني الكلمات يمكننا من فهم عمليات العقل ، و في قول أحد أكبر الفلاسفة "فتجنشتين"  في "نظرية المعنى " " إن حدود عالمي هي حدود لغتي " ، و ما يعنينا كباحثين و كتاب أن نعطي اللغة التي نتكلم بها المرتبة التي تليق بها من حيث الثراء الحرفي و المخزون اللفظي حتى نصل إلى رتبة المحقين و المنصفين و نحن نؤدي واجبا ساميا من خلال الكتابة و هو تنوير العقل البشري و جذب اهتمامه نحو ما يفيد و ما بإمكاننا الاستفادة منه كعطاء موروثي لابد من الحفاظ عليه.
إن اللغة كائن حي و حيوي ،ينمو و يتطور و كما أن الأرض ليست إطارا رابطا بل مسرحا لكل ما كان للمخلوقات من أحقية في ممارسة تلك العلاقة الوجودية و هي التفاعل مع نواميس الكون ، فكذلك اللغة هي فضاء شاسع يمنح للمتحدثين وسيلة للتخاطب و التحاور و التعارف و تلقي النصيحة للتصحيح أو للعرفان بجدارة المتحدثين الطامحين لمراتب رفيعة المستوى من الحوار.
إن البعد اللغوي و الواقع السياسي و ربما السياسي أكثر تأثيرا على الهوية، لأنه يدفع لتشكيل هويات مختلفة ،فهو بذلك بداية لتشكيل تاريخ مختلف  عن ذلك الذي انبثقت منه جذور الهوية الحقيقية ،فمثلا قضية الصراع العربي الإسرائيلي هي في العقل الباطن لكل عربي لا يمكن مهما ابتعدنا جغرافيا و اقتصاديا أن نتجاهلها  ، كذلك اللغة الأم لها من الشرعية اللغوية ما يجعلها تجظى بالمرتبة التفوقية دائما مهما نافستها لغات أجنبية أو لكنات محلية ، فما يهم كل عربي يتحدث بالعربية أن يرى لغته تسمو فوق اللغات الأخرى ، فهو بذلك يشعر بذلك الانتماء ، لأن الإنسان هو نتاج تاريخه و أرضه و هوائه و ترابه ، و لذلك تتقاطع في إنسانيته ثلاثة أبعاد  ، بعد إقليمي و بعد إسلامي  و بعد لغوي و  يستحيل إنقاص بعد عن الثلاثة أو تغيير واحد من الثلاثة لأن الكل مرتبط بالآخر.
من جهة أخرى كما نعتبر الثقافة بناء فوقي كمحصلة عوامل تشكيل الهوية ،فان اللغة بناء يحيط من كل جهة و لسنا نكتفي في النظر إلى ما يسمو للفوق بل ما كان تحتيا يخبأ المستور من الحضارة اللغة فتنمو شجرة فارعة أوراقها في السماء ، و نضارة حروفها يافعة و فتية ليست تشيخ فجأة و عليه فان مرتبة اللغة لا ينظر إليها من الزاوية الفوقية فقط بل نقصد  في النظر أن ترقى فروع اللغة من كل جهة و هذا ما يجعل مرتبتها غير معرفة بل نكرة لكل من لا يعرف قيمة اللغة ، في حين تبقى معرفتها  لدى أبنائها الأصليين لأنهم وحدهم من يدركون قيمة لغتهم و بعدها و آفاقها ما لم يسعى استعمار لكسر عودها الممتد للسماء ، و ما حفظته يد الله لا تخربه يد إنسان و هذا ما ينطبق على اللغة العربية.

 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية