للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الشامسي: تصنيفنا العالمي في القراءة مخيف ونريد ان يأخذ الطفل العربي حقه

نيفين عبدالهادي

 الأمة العربية يجمعها وطن واحد لا يمكن زعزته أو اختراقه، إنه لغته.. اللغة العربية، هذا الجامع الموحّد للعرب جميعا، فهو دالته نحو الأفضل والتميز اذا ما تم استثماره بشكل ايجابي، بهذه المسلّمة بدأت أمين عام «مشروع تحدي القراءة العربي» نجلاء الشامسي حديثها عن المشروع الذي يعد أكبر مشروع عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب كل عام دراسي. الشامسي اعتبرت كلمة «اقرأ» مخرجا لجميع مشاكل الوطن العربي، ذلك ان توجيه الطلاب والأطفال نحو الكتاب هو تغيير للفكر باتجاه قبول الآخر والصدق مع الذات والتفوق على أي ظرف مهما كان سيئا، بالتالي هي مناعة فكرية ونفسية تقود نحو التميز والايجابية بجميع مفاصل الحياة في زمن بتنا بأمس الحاجة به الى جامع وداعم للايجابيات. ورغم حداثة الملف الذي تحمله الشامسي في حث طلبة المدارس على القراءة، الا أنها ترى ان الأردن قطع أشواطا واسعة في مجال تشجيع القراءة والثقافة العامة عن الشباب، بتوجيهات مباشرة من صاحبي الجلالة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبدالله، فقد تمكَن الأردن بارادة سياسية واعية من قطع أشواط في مجال تشجيع القراءة وحضور الكتاب في حياة المواطنين مما جعله نموذجا عربيا رائدا في هذا المجال ونأمل ان تعمم التجربة الأردنية على العالم العربي في مجال القراءة وتشجيعها. ورأت الشامسي في حوار خاص مع جريدة «الدستور» أن مبادرات جلالة الملكة رانيا في مجال القراءة والتعليم غاية في الأهمية، وكذلك اختيار جلالتها عام 2009 كرئيسة فخرية لأسبوع القراءة العالمي التابع للحملة العالمية من أجل التعليم، ويضاف الى ذلك رعاية جلالتها لمبادرة مكتبة الأسرة التي هدفت الى أن يكون الكتاب رفيقا للطفل والطالب والشباب، معربة عن أملها في انتشار مبادرات جلالتها على المستوى العربي كونها تتسم بحلول ابداعية ومثالية للتحديات التي تواجه مجتمعاتنا، وكون الثقافة والقراءة واللغة العربية تعد أساسا لتقدم وتفوق بلداننا، سيما اذا ما أطرت بارادة سياسية عليا كما هو الحال في الأردن.

«مشروع تحدي القراءة العربي في المدارس» اماراتي الانطلاقة، عربي الهوية والانتشار، فهي فكرة أطلقها نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الرابع عشر من أيلول الماضي، ويهدف لتحسين الترتيب العالمي للطلبة العرب في مجال القراءة، ويستهدف الطلاب العرب وأبناء الجاليات العربية في العالم من الصف الأول وحتى الثاني عشر وجعل القراءة عادة متأصلة في حياتهم لتعزيز قيم التنوع الفكري والثقافي لديهم، وصولا لتنمية مهارات التعلم الذاتي والتفكير وتعزيز الحس الوطني لديهم.
ووسط زخم الرسالة التي تحملها الشامسي اعتبرت أن مهمتها في الأردن بعد لقائها بجلالة الملكة رانيا تعتبر خطوة تكميلية لمشوار بدأه الأردن منذ سنوات، فهي الدولة العربية الوحيدة التي بدا واضحا أنها قطعت أشواطا في مجال التشجيع على القراءة، ونحن هنا لنكمّل معكم المشوار ونسلط الضوء على ما يملكه الأردن من كنوز بهذا المجال، ووجدنا دعما كبيرا من جلالة الملكة وبتوجيهات جلالتها دعما ايضا من وزارة التربية والتعليم على تطبيق مشروعنا حيث شكّل وزير التربية فور لقائنا لجنة لتطبيق المشروع في مدارس المملكة كافة.
أهداف المشروع، وآلية تطبيقه، والغاية منه والكثير من التفاصيل نقرأها في حوار خاص لـ«الدستور» مع أمين عام مشروع تحدي القراءة العربي نجلاء الشامسي استمر لأكثر من ساعة خلال زيارة لها للأردن لغايات تطبيق المشروع في مدارس المملكة، وتاليا تفاصيله:
* الدستور: كان لكم فرصة اللقاء مع جلالة الملكة رانيا العبدالله وجرى نقاش عدد من القضايا التعليمية والثقافية، ما هي أبرز نتائج اللقاء؟
- الشامسي: تم اطلاع جلالة الملكة رانيا العبدالله على تفاصيل مشروع تحدي القراءة العربي الذي اطلق من قبل سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، واثمر اللقاء عن الكثير من الافكار التي طرحتها جلالة الملكة التي تتمتع بشخصية فذة ونادرة وبفكر يحمل دوما حلولا ابتكارية مثالية لواقعنا بكل تفاصيله.
ونحن نثمن ونقدر عاليا لجلالة الملكة لقاءها بنا والاستماع لمشروعنا وتقديم الدعم الكامل لنا، وحتما اللقاء وتوجيهات جلالتها تعتبر مكسبا بقيمة عالية للمشروع يمكننا البناء عليه بشكل كبير، ويكسبه الكثير من النجاح والتميز والانجاز.
وأرى في جميع مبادرات جلالتها في مجال التعليم نموذجا رائعا، ونرى في زيارتنا للأردن مكسبا عمليا، نسعى من خلالها لاكمال مشروع الثقافة الذي تنتهجه بلادكم والاستفادة مما وصلتم له حتى الآن.
* الدستور: اذن، هل ترون أن واقع القراءة في الأردن مبشر بالخير؟
- الشامسي: اكثر من مبشر بالخير، نحن نكمّل الجهود التي بذلت في الاردن من قبل جلالة الملكة رانيا ومشاريع جلالتها، فنحن هنا أتينا لنسلط الضوء على ما تملكون من مزايا رائعة ونحن نشعر بتواضع ما نقدمه أمام مخرجات الطلاب الاردنيين، وقريبا سيكون المجتمع الاردني فخورا بهذا الجيل المثقف.
* الدستور: هل يمكن ان تضعينا بصورة مشروع تحدي القراءة العربي كتعريف عنه؟
- الشامسي: هو أكبر مشروع أطلقه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي من خلال التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب كل عام دراسي، ويأخذ التحدي شكل منافسة للقراءة باللغة العربية يشارك بها الطلبة من الصف الأول الابتدائي حتى الصف الثاني عشر من المدارس المشاركة عبر العالم العربي، تبدأ من شهر أيلول كل عام حتى شهر أيار من العام التالي، يتدرج خلالها الطلاب المشاركون عبر خمس مراحل تتضمن كل مرحلة قراءة عشرة كتب وتلخيصها في جوازات التحدي، بعد الانتهاء من القراءة والتلخيص، تبدأ مرحلة التصفيات وفق معايير معتمدة، وتتم على مستوى المدارس والمناطق التعليمية ثم مستوى الأقطار العربية وصولا للتصفيات التي تعقد في دبي سنويا في شهر أيار.
* الدستور: وما هو هدف المشروع أو «التحدي» وفق ما أطلقتم عليه؟
- الشامسي: زيادة الوعي بأهمية القراءة لدى الطلبة العرب، تنمية مهارات التعلم الذاتي والتفكير التحليلي الناقد وتوسيع المدارك، تنمية الجوانب العاطفية والفكرية لدى الطلبة، وتحسين مهارات اللغة العربية لدى الطلاب لزيادة قدرتهم على التعبير بطلاقة وفصاحة، تعزيز الوعي الثقافي لدى الطلاب منذ صغرهم وتوسيع آفاق تفكيرهم، اضافة الى تعزيز الحس الوطني والعروبة والشعور بالانتماء الى أمة عربية واحدة. والغاية منه ترتكز على مبدأ «أول كتاب يمسكه الطلاب يكتب أول سطر في مستقبلهم».
وقريبا سنفخر كأمة عربية عامة بنتائج هذا المشروع وهذا ما نقلته الى جلالة الملكة رانيا بأن مشروعنا مهم، فهو كمن يبحث عن لآلئ موجودة بالاساس لكنها بحاجة لمن يكتشفها، وهذه مهمتنا ان نكتشفها وبدأنا بلمس ذلك على ارض الواقع.
* الدستور: هناك ما دفعكم باتجاه اطلاق المشروع، هل يمكننا معرفة لماذا؟
- الشامسي: الجميع يحتضن المشروع، كونه اتى ليحل مشكلة حقيقية يعاني منها الميدان التربوي في ان يأخذ الطفل العربي حقه كاملا فيما يخص التصنيفات العالمية للقراءة، لان وضعنا مخيف بهذا المجال، فأنت كمجتمع عندما يكون تصنيفك في القراءة للاجيال القادمة يشير الى تراجع واسفل التصفيات هذا مؤشر انك لن تجد مساحة للنجاح في تحديات المستقبل، كونك لم تزود اطفالك بهذا السلاح، وبذلك تسيء لاجيالك القادمة.
فالمشروع يهدف ان تكون القراءة أولى أولويات مجتمعنا العربي والقيادات التربوية والسياسية، وتتغير التصنيفات ليحصل أطفالنا على التصنيفات الأولى، لانه في حال اتفقت ثلاث قيادات التي تتحمل هذه المسؤولية وهي «الاعلام، والتربوية، والسياسية» سنعطي اطفالنا فرصة لمستقبلهم بشكل أفضل.
* الدستور: ما هي أبرز العقبات والمصاعب التي تواجهكم في ظل الانتشار الواسع للتكنولوجيا التي أضاعت الى حد كبير «ثقافة الكتاب» والتعامل مع كل ما هو ورقي؟
- الشامسي: يمكننا القول أننا تجاوزنا مبدأ التحدي أو العقبات، ذلك ان التحدي يكمن في تبني مشروع له آلية يقتنع بها التربويون في الميدان، وهذا تجاوزناه فبعد زياراتنا لاغلب القيادات التربوية العربية وصلنا الى ان الجميع تبنى المشروع عربيا، كونه يلبي احتياج الميدان التربوي، اضافة الى تجاوب المسؤولين عن الجاليات العربية في دول العالم.
تجاوب ايجابي فوري لوزارة التربية بالاردن
* الدستور: وماذا عن الاردن، كيف تعاملت وزارة التربية مع المشروع؟
- الشامسي: يمكنني القول هنا انني اشعر بكل السعادة بعد لقائي بوزير التربية الدكتور محمد ذنيبات فبعد زيارتي له بنفس اليوم شكل لجنة تتبنى المشروع وتسعى لتطبيقه في المملكة بالقطاعين العام والخاص ووكالة الغوث وغيرها من المدارس.
لقد خرجنا بتجاوب ايجابي فوري من وزارة التربية الأردنية وتحديدا من وزيرها، ويمكن القول نحن بذلك تجاوزنا التحديات تحديدا فيما يخص القرار التربوي بقياداته.
الأزمة الاقتصادية تغيّب القراءة عن اولويات الأسرة العربية
* الدستور: تحدثتم عن جعل القراءة من أولويات القيادات العربية، هل تسعون ان تكون من أولويات الأسرة العربية في ظل ما يعيشه العالم من أزمة اقتصادية قد تجعل الكتاب في آخر أولوياتها؟
- الشامسي: من جانب نشر الفكرة وجعلها أولوية عند القيادات لم نواجه مشكلة انما كان هناك قبول كبير، لكن فيما يخص الأسرة نحن هنا نتحدث عن هم كبير فهناك كتاب الطفل الذي ما يزال لا يصل للطموحات التي نرجوها، ومالية الاسرة والمدرسة ونحن في مشروعنا نتحدث عن (40) مليون طفل عربي يستهدفه المشروع،وبالتالي بينهم فئة تعاني وأخرى لا تعاني، وعندما نصنع الوعي فان الفئة التي لا تعاني ستنخرط فيه، اما التي تعاني من مشاكل اقتصادية سنلجأ لدمجها من خلال كسبنا تأييد اصحاب القرار السياسي، ذلك ان القرار السياسي يعمل على حل هذه المشكلة.
جلالة الملكة جعلت الاردن نموذجا بتوفير الكتاب
* الدستور: هل يمكن القول ان الأردن تجاوز اشكالية الكتاب والأزمة الاقتصادية من وجهة نظركم؟ في ظل وجود مشروع مكتبة الأسرة، واقامة معارض كتب بين الحين والآخر بأسعار مناسبة؟
- الشامسي: جلالة الملكة تعي جيدا اهمية الكتاب، وجسدت جلالتها هذه الرؤية من خلال مبادرات هامة، ولا شك ان مبادرة مكتبة الاسرة السنوية من خلال توفير الكتاب بأسعار مناسبة للجميع ساهم الى حد كبير في تجاوز هذه الاشكالية وفي ربط الحصول على الكتاب بالازمة المالية.
ويمكن اعتماد هذا الاطار كمنهجية عمل عربية، من خلال مكتبة الاسرة ودعمها، فالقرار السياسي له أكبر الأثر في دعم القراءة.
ومبادرة مكتبة الاسرة في الاردن جسدت أهمية وعي القيادة السياسية لدعم الكتاب وجعله حاضرا في حياة المواطنين، ويمكن التأكيد ان مشكلة العزوف عن القراءة اصبحت شبه متلاشية في الاردن، واتمنى ان يأخذ هذا المشروع صداه عربيا، ويكون مثالا يحتذى لباقي الدول العربية، ومن خلاله يمكن التحدي بقوة لتطبيق مبدأ «اقرأ» على ارض الواقع لمستقبل أفضل لابنائنا.
 

الدستور

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية