أ. إيزابيل فرنجية
قيل إن اللغة هي الوطن وهي الهوية ،فهي مكون أساسي في بنائها، وحينما نتكلم عن الهوية العربية، فلا يمكن أن نستثني هنا دور اللغة العربية في بناء هذه الهوية، والتي ارتبطت تاريخيا بهذه اللغة، ما يجعلنا أمام تحد كبير بطبيعة الحال أمام ربط أجيال أبنائنا بهذه الهوية تاريخيا ودينيا.
ان موضوع تعليم اللغة العربية، لا سيما لأبناء الأسر العربية في الخارج، ينبغي أن يحظى من قبل الجهات الرسمية وغير الرسمية المعنية بأهمية خاصة في اطار التعامل مع الواقع بوعي ومسؤولية.من هذا المنطلق وددت أن أشارك المعنيين والمهتمين والمسؤولين احدى المشاكل و المعوقات التي يواجهها المهاجر, لاختلاف العادات و التقاليد والثقافات بين الشعوب .,فالمهاجر العربي يعاني من ضعف امكانية حفاظ أبنائه على لغتهم الأم , و هذه مشكلة جميع العرب , اذ يدرس أولادهم في مدارس يتحدثون و يقرأون و يكتبون بلغة البلد الذي هم فيه , ما يهدد باندثار اللغة العربية بمرور الزمن و تعاقب الأجيال, لقلة استخدامها في الحديث , حتى وان استخدمت كلغة مخاطبة داخل البيت , تبقى المشكلة الأعمق هي عدم قدرة الأبناء على الكتابة و القراءة , أو في أحسن الأحوال عدم اتقانها بصورة جيدة لدى البعض الآخر.
و للغة الأم أهمية ودور هام في تكوين الشخصية . وإذا أردنا أن نعلم أولادنا اللغة العربية في بلاد المهجر، فعلينا أولا أن نهيئهم لتعلم العربية الفصحى بأن نشرح لهم مزايا اللغة العربية الفصحى، وأهمية تعلمها لدورها في الحفاظ على الهوية العربية في بلاد المهجر، من شأنها النهوض باللغة الأم في جميع مظاهرها وتشجيع وتدعيم الإنتاج والإبداع باللغة الأم وتدريسها لأبناء الجالية بالخارج بالإضافة إلى توفير الكتاب المدرسي والوسائل البيداغوجية لإنجاح هذه العملية.
وفي هذا الصدد، ندعو السفارات والمراكز الثقافية في الخارج الى تبني برامج تعليمية، والتأسيس لمشاريع ثقافية، تحافظ على الآصرة بين الاباء والوطن، مؤكدين ان تعلّم العربية والتحدّث فيها في البيت، لا يكفي، وانّ الأجيال الجيدة لابد ان تتعلم في مدارس ، ليس اللغة فحسب، بل تاريخ وحضارة وثقافة.
مما سبق طرحه نستنتج جملة من الملاحظات
1- إن عملية التعليم/التعلم هي عملية ذات أهداف وتحتاج إلى شروط ومستلزمات جديرة بالإنتباه والاهتمام من قبل الأطراف العديدة المعنية.
2- إن واقع هذه العملية وسيرها يتطلب تظافر جهود الأطراف المعنية للإرتقاء بمستوى هذه العملية وبالتالي تحقيق أهدافها ونجاحها.
3- إن الأطراف المعنية بهذه العملية ينبغي ألا تقتصر على الأسر ومراكز التعليم، على رغم أهميتها، وإنما تتعداها إلى التدوائر الثقافية والأقسام المعنية في سفارات الدول العربية.
كلنا أمل أن نتعاون بوعي وتجرد وموضوعية هادفة.
السفير