للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

التدريب على وسائل الإقناع الحجاجي في اللغة العربية من المهد إلى اللحد

أ. د. عبد الجليل أبوبكرغزالة

 مقدمة 

   يَبْدَأُ اْلتَّدْرِيبُ على بناء وسائل الإقناع الحجاجي في اللغة العربية من المهد إلى اللحد ؛ أي بصورة مبكرة جدا . فالطفل الصغير يكتشف بطريقة عفوية أن بعض صراخه يملك قوة خاصة لإقناع والديه ، كإعطائه المرضع ، أو تلبية حاجياته . لذلك نراه يقوم بتحسين هذه الوسائل بشكل مستمر ، حتى يكتسب ملكة الكلام شيئا فشيئا هذه القدرة التي تمثل أكبر آلية للإقناع . 
   يَسْتَمِرُّ هذا التدريب العفوي على بناء وسائل الإقناع الحجاجي   argumentative طيلة حياتنا ، لكنه يتمُّ في بعض الأحيان بطريقة غير متماسكة ، مما يجعلنا ننتظر الظروف الملائمة لكي نبرز مواهبنا ، وطاقاتنا . لا يفكر أي شخص في تنمية ، وتطوير وسائل إقناعه الحجاجي بشكل منهجي ، مثلما ينمِّي ، ويطور قدراته ، ومواهبه في اللعب ، أو العزف على البيانو ، ورياضة الدراجة الهوائية ، والعمل في البستان ، والرسم ، وصناعة الأثاث ( 1 ). 
   سَنُحَاوِلُ تقديمَ برنامجٍ تدريبي يمكن أن يتبعه أي إنسان يرغب في تطوير قدراته الخاصة ببناء وسائل الإقناع الحجاجي في اللغة العربية .
التدريب على النطق السليم :
    يَتمُّ استقبالُ بعض الناس أحيانا بضحكات مفعمة بالسخرية ، والاستهزاء ، والمكر ، والشفقة ، خاصة عندما (( يغمغمون )) ، (( يلثغون )) ، أو ينطقون بعض الكلمات بشكل سيئ . لذلك فإنه من الطبيعي جدا أن يدرج الشخص المعني في الحسبان فكرة التدريب على النطق السليم . لا بد من تخصيص وقت يحدد يوميا للقراءة بصوت عال في أحد القواميس اللغوية ، وبذل الجهد للتمييز بين نطق الكلمات بدقة ، وصفاء تبعا للاستعمال الصوتي السليم الذي يفصل بين المقاطع .
     اِضْغَطْ على نفسك حتى تتعلم النطق الجيد ، أو أطلب المساعدة من المتخصصين في الصوتيات ، أو اللسانيات العامة . إذا كان نطقك سيئا ، أو أنك لا تملك (( نبرة صوتية ذات نكهة محلية )) ، أو أنَّ نبرتك الصوتية tone الخاصة تثير نشازا في آذان الآخرين ، فإنه يجب عليك أن تنجز الأصوات المتحركة ، والمقاطع المركبة حسب النطق المناسب . توجد كتب عربية صوتية ، عروضية ، منهجية خاصة بالنطق تقدم لك معلومات ، وإرشادات مهمة في هذا الاتجاه . 
   تُعلِّمُكَ هذه الكتب العربية الحالات الصوتية الخاصة بنطق الأصوات اللغوية العربية المتحركة ، مثل الألف ، الواو ، الياء تبعا للنَّبر المرتفع ، أو المنخفض ، والترابطات ، أو الوقف الصوتي ، كقولنا في بعض أنواع السلسلة الكلامية :
  _   رَجُلٌ عَظِيمٌ .
 _    فِعْلٌ عَظِيمٌ  .
 _   حَمَاسٌ عَظِيمٌ .
 _   دَمِي ، وَدَمُكَ فِدَاءٌ لِلْوَطَنِ  ...الخ .
     مَا أَكْثَرَ الكلمات العربية ، التي ينطقها أناس مثقفون بطرائق سيئة جدًّا !  نذكر بعض الأمثلة : إذا جاءوك حيُّوك ، إِخْصائي ، قُشَعريرة ، عُروض ، دِلالة ... تلعبُ الحركات الإعرابية الضابطة لهذه الكلمات دورا أساسيا في نطقها السليم ، أو اللاَّحن ، كما أن التركيز على بعض أصواتها يملك الأهمية عينها ( 2 ) . يتكرر الأمر بالنسبة لبعض الكلمات التي تضم أصوات الجيم ، والقاف ، والراء ، فلا بد من إبراز مخْرَجِ وَصِفَةِ كل صوت عند إنجاز كلماتٍ مثل : جَمَلٌ ، رَجْرَاجٌ ، قَلَمٌ ، لَقَبٌ ، اتِّفَاقٌ ، ، رَاكِبٌ ، جَرَادَةٌ ، ، مِصْرِيٌّ ، فُرْفُورٌ...الخ. 
   لاَ يَتَردَّدُ في نطق بعض الأصوات الحلقية العربية نَفَسٌ كبير ، مثل : العين ، الحاء ، القاف  ، كقولك ، عَنْزَةٌ ، عَزِيزٌ ، حَسَنٌ ، مُحَمَّدٌ ، حَاصِدٌ ، قَمَرٌ ، قَادِمٌ ، قَنْطَرَةٌ ...الخ . 
    لاَ بُدَّ من الاطلاع على نطق الأصوات العربية في الكتب المتخصصة ، ومراجعة أهل الاختصاص ، والمعرفة ، والخبرة في الميدان ، كما أن الإلمام بالكتابة الصوتية ، والعَرُوضية له منافع قيمة في هذا المجال (   3) .
التدريب على الأسلوب الجيد
   يَجِبُ عليك أن تستمر في ممارسة التدريبات على النطق العربي السليم من حيث مخارجُ ، وصفات الأصوات ، كما يجب عليك أيضا الاهتمام بتدريبات أخرى تتعلق بالأسلوب ، وطريقة الإلقاء . اُبذلْ قصارى جهودك لكي تعطي للجمل العربية نبرات صوتية متنوعة تعبر عن الأحاسيس المتمايزة ، والمتقلبة . يجب عليك أن تتساءل عند قراءة أية جملة عربية في أحد الكتب : 
 _   ما نوعُ النبر الصوتي الذي يجب أن أطبقه لكي أنجز هذه الجملة بشكل سليم ، حتى تصبحَ مفعمةً بالدلالات المهمة ، والفعالية الكبيرة ، وأصلَ إلى التعبير عن كل الأحاسيس ، من خلال عملية النطق فقط ؟     
  لاَ يُمْكِنُ تحديد (( المشاعر المتباينة )) ، التي ترتبط بطرائق إنجازنا للكلمات والجمل ، لكننا نستطيع استعمال نبر صوتي بسيط ، حاد ، آمر ، مهين ، 
، حكمي ، موافق ، عاطفي ، حزين ، عميق ، نزيه ، قاسي ، نشيط ، ضاغط ، ملتهب ، فاتر ، ساحر ...الخ . قد يُترجمُ النَّبرُ الصوتي المرارة ، السخرية ، التحضر ، العنف ، الاتهام ، التساؤل ، الاستنكار ، التعليل ، الألم ، الحماس ، التوقعات ، الوضاعة ، القوة ، السعادة ، الحنان ، العطاء ، الفرح ، الرقة ، الحزن العميق ، النبل ، العظمة ، الصرامة ، الصراحة ، الاطمئنان ، الترحيب ، النبرة الحسنة ، الخير ، الثقة ، الاستغراب ، الأسف ، الحب ، القسوة ، التسلط ، التقرير ، اليقين ، الإبهار ، الرحمة ...الخ ( 4 ) . 
  اِخْتَرْ من هذه القائمة ما يتناسب مع النبر الصوتي ، الذي تروم استخدامه في تدريبك . يجب عليك مراعاة قراءة كل جملة عربية ملائمة لبناء وسائل إقناعك الحجاجي ، مع ضرورة طرح هذا السؤال :
   _ هَلْ يَسْتَطِيعُ التغير ، أو الجهر الذي يطرأ على صوتي أن يعبِّرَ بدقة عن المشاعر ، التي أريد أن أوضحها لمحاوري ؟  . 
   أَعِدِ اْلقِرَاءَةَ مرات عدة إلى أن تتأكد جيدا أنك قد حققت بالفعل هدفك المطلوب. 
  تُقَدِّمُ لك بعض النصوص الشعرية ، والمسرحية العربية المعاصرة فوائد عميمة . لذلك يجب عليك قراءة حواراتها بصورة عفوية تتناغم مع نفسيتك ، وعقليتك ، لكن لا تتَّبعْ رتابة هذه الحوارات ، والموضوعات المكررة . من الأحسن التركيز على قراءة نص مسرحي عربي يتكون من عشرين سطرا ، مع تغيير أسلوبك عند كل قراءة ، بدلا من التلعثم المستمر بالنسبة لمضمون المسرحية (5  ) . 
  تَكُونُ هذه التدريبات مخصصةً لخلق آليات معينة ، تجعل الأمر يسير بكل طواعية ، ومرونة ، كما لا يجب أن تتساءل أثناء بناء وسائل إقناعك الحجاجي : 
  _  هَلْ نبرةُ صوتي جيدة تلائم طبيعة موضوع الخطاب ، ومقامه ؟  . 
تكون لهذا التدخل المرتبط بالوعي ، والرغبة في العمل الجيد نتيجة مؤكدة ، لأنه ينبهك إلى أبسط التفاصيل المزعجة ، ويمنح أقوالك طابعا مصطنعا ، ومتكلفا ، وهو ما يعكر صفو تفكيرك .
  تَتَطَلَّبُ عمليةُ بناء وسائل الإقناع الحجاجي في اللغة العربية التوغل في (( منطقة اللاوعي )) ، لأنها تمثل مهارة في القول لا تركز على مدى ملاءمة النبر الصوتي للمقام الخطابي discursive context . يعتمد التنغيم intonation ، والتغير الصوتي الملائمين على اللسان دون أي مجهود شعوري يذكر .
التدريب على المعجم الثري
   إِنَّ الكلمات المعجمية التي يستعملها المتكلم العربي المُقْنِعُ persuasiveهي عبارة أضواء يسلطها على عملية السماع عند مخاطبه ، حيث يبدو من المناسب توفر هذا المتكلم على معدات متكاملة ( 6 ) .
  لِكَيْ تُخَزِّنَ في ذاكرتك عددا كبيرا من الكلمات العربية تكون رهن إشارتك في الوقت المناسب دون أن تبذل أي مجهود ، فلا بد من التمرُّن على إيجاد المرادفات لكل كلمة ، أو البحث عن المفردة القريبة منها في المعنى . استعنْ في البداية بالقواميس العربية ذات الاستعمال الشائع ، حيث إن المنجد مهم جدا ، لكن لكي يكون التدريب عمليا ، ونافعا فإنه لابد من الاعتماد على النفْسِ ، وإعمال الذكاء دون اللجوء إلى أي كتاب .
التدريب على الرد الجيد
   لِكَيْ تَعْتَادَ على الرد السريع الملائم ، فإنه يجب عليك هنا أيضا اللجوء إلى إحدى القطع المسرحية العربية . قُمْ بإخفاء جزء من الحوار المتسلسل ، الذي ينجزه أي شخص مساهم في العمل بقطعة صغيرة من الورق . تَخَيَّلْ أنك ملزم بالجواب عن الحوار الذي قرأته قبل قليل . كون جوابا معينا ، وقارنه بالجواب الذي وضعه كاتب المسرحية . 
   لاَ تَسْتَسْلِمْ بسرعة لجواب كاتب المسرحية رغم صعوبة العملية ، وتعثرك أثناء تكرار المحاولة . أنجز هذا التمرين بنزاهة ، لأنه لا بد من بذل جهد حقيقي لمقاومة فضول معرفة جواب كاتب المسرحية .
التدريب على إيجاد الأدلة المقنعة 
     قَدْ تَكُونُ قرأت في جريدتك المفضلة مقالا يدافع فيه كاتبه عن أطروحة اجتماعية ، أو أخلاقية تتعلق بحقوق الأسرة ، تخفيض الضرائب ، إصلاح بعض العادات البالية ، وضع قانون صارم يلغي بعض التجاوزات ، ويحفظ بعض المصالح ...الخ .
     خُذْ ورقةً ، وقلما ، وسجل كل الأدلة التي تبدو لك أنها تعارض تلك التي يقدمها كاتب المقال . إذا كان لديك متسعٌ من الوقت حاولْ أن تمنح ردك شكلا صحيحا ، ومناسبا بالتركيز على كلمات معينة يتبلور من خلالها فكرك بشكل جلي . لا يهدف هذا التدريب إلى إبراز كيفية معارضة الآخر ، بل إلى جعل الفكرة التي تنفذُ إلى ذهنك تفجر بشكل مباشر أفكارا جديدة ، وتخلق اضطرابات ، وعواطف متنوعة بدلا من بقائها مضمرة ، ومجهولة .  ستسمح قوة رد الفعل التي يرسلها جهازك العقلي بتجاوز البراهين ، وانتقاء أجودها .
التدريب على الاستدلالات والبراهين الواضحة
   قَدْ تَضَعُكَ الصدفة في بعض الأحيان وجها لوجه مع شخصين يناقشان بشكل مفرط موضوعا لغويا معينا ، فبدلا من الاستماع إليهما على أنك مجرد شخص يحب الاستمتاع بالكلام المسلِّي ، فإنه يجب عليك أن تساهم في الموضوع بذهنية وقَّادة تلفت النظر ، لكن قد يظهر بشكل واضح تحيزك لأحدهما . تخيلْ ماذا ستقول لو أنك كنت مكانه ؟ 
  يَجِبُ عليك التزام الصمت ، مع العلم أن قولك سيبقى غامضا بالنسبة لشريكك المفترض ، كما يجب عليك أن تفكر في ردود تكون أكثر جرأة لإذاعتها بين الملأ. ( 6 ) .
    يُمْكِنُكَ أن تعيد كتابة جزء من الحوار في أوقات الفراغ باعتبارك كنت شاهدا صامتا عليه حين حدوثه بين هذين الشخصين ، كما يجب عليك أن تقوم بتحليل ، ونقد أقوال الخصمين ، وابتكار أقوال تخصك شخصيا إذا كنت طرفا فعليا في الموضوع .
التدريب على استعمال الحدس النفسي 
    قَدْ تُسافرُ بالقطار ، فتجلس بإحدى العربات التي تضم مقهى . يجلس أمامك شخص غريب يسافر مثلك ، ينتظر نهاية الرحلة مثلك ، لكنه قد يمثل هدفا سهلا ، فتسلط عليه نظراتك . تدور بذهنك فكرة كيفية استغلال الموقف ، فتتساءل :
_  مَا اْلخُطَّةُ اْلنَّاجِحةُ ، أوِ اْلقَوْلُ اْلمُلائِمُ بالنِّسْبةِ لِهذَا اْلمَوْقفِ لَوْ أنَّنِي أَردْتُ إِبْرامَ صَفْقةٍ معَ هذَا اْلشَّخْصِ ، أوْ أنَّنِي طَلَبْتُ منهُ خدمةً معينةً ، أوْ عَرضْتُ عليهِ اِقْتراحًا مُعَينًا ؟ 
    إِنَّ البحث الدقيق لتفسير ملامح وجه هذا الشخص ، والفحص الجيد لحركاته ، وسرعته ، وملابسه سيساعدانك على اكتشاف (( الروابط العاطفية )) ، التي يجب تحريكها بطريقة حدسية لإقناعه بقوة . لذلك فإنه يجب عليك إقصاء بسرعة الأدلة غير الملائمة بالنسبة لذهنية هذا الشخص . فكِّرْ في القول الذي يناسب وضعه ، والسلوك الذي يجب نهجه بشأنه ، ونوع النبر الصوتي الذي يجب عليك استخدامه لكي تجعله يقتنع بقولك . 
   لاَ يُمْكِنُكَ أن تفحص ، وتراجع في أغلب الأحيان فرضياتك السالفة ، حيث إن هدف هذا التدريب هو تعويدك ، وتدريبك بشكل دقيق على ممارسة سلوك عقلي يجعلك تنفذ حدسيا إلى أعماق نفسية مخاطبك ( 7 ) .
التدريب على النقاش الواقعي
    قَدْ تَكُونُ التدريبات السابقة عديمة الفائدة ، ولا تمثل (( سوى أوهام فارغة )) ؛ أي أنها مجرد قدرة ضئيلة تروم إيجاد أدلة حاسمة في نهاية المناقشة . لذلك فإنك مضطر لتطعيمها بمناقشات واقعية ، ومتواصلة يكون هدفها التدرب صحبة شخص معارض يمارس عليك تأثيره الخاص ، وهو ما قد يشل حركتك ، وتفكيرك ، أو يشوش فكرك بردود غير متوقعة . 
   أُطْلُبْ من أحد أقاربك ، أو زملائك القيام بدور الشخص المعارض ، وناقش معه الموضوعات التي تتفقان عليها .
 اِغْتَنِمْ كل الفرص التي تقدمها لك الحياة اليومية لكي تبرز مواهبك ، وقدراتك الخاصة بعملية بناء وسائل إقناعك الحجاجي ، إذْ من الواضح أن القول المأثور: 
_  (( إنَّ ممارسة الحدادة هي التي تجعلُ الإنسان حدَّادًا ماهرًا )) .
 يَنْطَبِقُ هذا على عملية بناء وسائل الإقناع الحجاجي في اللغة العربية ، كما أن تكرار بعض الأفعال النابعة من الرغبة في الإقناع يؤدي إلى تنمية داخلية لاتجاهات ، وسمات المتكلم المُقْنِعِ الجيد . إن نجاح بناء وسائل إقناعك يطور قدراتك ، وكل فشل أو رفض للنقاش يجعلك وضيعا ، وعاجزا ، مما يخلق بعض الآليات العقلية التي تشكل (( موهبة بارزة في مجال بناء وسائل الإقناع في اللغة العربية )) عن طريق التدريبات ، والتقوية ، والتطوير لبعض العادات .
   لَكِنْ لا يجبُ أن تتخذ من تدريبات بناء وسائل الإقناع الحجاجي في اللغة العربية ذريعةً لتصبح من المجادلين ، الذين يحركون المناقشات بمجرد سماعهم لأية كلمة مهما كان معناها ، لأنهم أشخاص مزعجون يخلقون السأَمَ (( يفرُّ منهم الناس ، وكأنهم يفرون من مرض فقدان المناعة المكتسبة )) , لأنهم يفرضون عليهم أعمالا ، وتصرفات غير مناسبة. 
   تَقُومُ الحياة الاجتماعية عند بعض المتحاورين العرب على محاولات غير منتهية لبناء وسائل الإقناع الحجاجي ، لكن من حسن الحظ أنها تكون مكسوة في أغلب الأحيان بأشكال رقيقة ، وعطوفة ، أو صامتة ، وفي القليل النادر قد تولي وجهها شطر النقاش الحاد ، أو المنهجي . 
   لاَ تَكُنْ من الأشخاص الذين (( يستجيبون )) باستمرار لأي مثير خارجي بحثا عن الخصومة ، والفتنة ، فتتمادى في إبراز مواهبك الضحلة ، وإذاعتها بين الناس بشكل مفرط . من الأحسن أن تتخلى عن نموذجك المثالي المتعلق بعملية بناء وسائلك الإقناعية ، خاصة إذا كانت الأدلة المنطقية لا تحمل أي تغيير ، بل تتبجح فقط بلهجة المنتصر المتغطرس ، وهو ما يمنح المخاطب رغبة كبيرة لرفض أن :2  + 2   = 4  .   
السلوك التلقائي والتعود كقناعين للمكيدة
    نُصَادِفُ في حياتنا اليومية بعض المتكلمين العرب المُقْنِعيِنَ الذين تركز عبقرياهم ، وأمزجتهم في جل المناسبات على تقديم طرائق قددا في البساطة ، والتلقائية المبهجة لكل الأطراف . 
   يَجِبُ عليكَ أن تعمل على تطبيق هذا الأمر ، فابتسامة (( الشاب الطيب )) 
المرسومة باستمرار على الشفتين ، والعينان المشعتان بالنور الساطع في المحيط تنطقان بجرأة قوية تهيمن على كل الأوساط . 
  لَمْ تَتِمّْ دراسةُ سماتِ ، وأقوال هؤلاء المتكلمين العرب المُقْنِعِينَ في مجال المنطق ، والبلاغة القديمة ، والإعجاز القرآني ، ولا أحد يعرفهم ، كما لا يوجد أي دليل علمي لتحديد ملامحهم البارزة ، لكن هذا لا يمنع من شعورهم بالراحة ، والاطمئنان . إن سلوكهم قد يترجم نوعا من الجبن ، أو الهلع الداخلي الدفين ، وهذا ما يؤدي إلى التنصل منهم . تراهم يتقدمون بجسارة ، وفخر ، لأنهم (( أناس يملكون شجاعة كبيرة )) .
   يُسَاعِدُهُمْ هذا الطابع الذي يحيط علما بالأشياء على التقلب ، والتنقل بين المجموعات ، وهو ما يجعلهم يقدمون تصريحاتهم ، وينشرونها بين الملأ بطريقة سحرية تتكيف مع أغلب المواقف : 
  _  اِعْلَمْ يَا أَخِي أنَّنِي أنَا الشَّخْصُ اْلوَحِيدُ اْلَّذِي يَتَوَفَّرُ علَى هَذِه اْلمَعْلُومَاتِ اْلسِّرِيَّة اْلمُسْتَقَاةِ منْ مَصَادِرَ مَوْثوقٍ بهَا.
 لا يسأل هؤلاء الأشخاص أبدا محاوريهم : 
  _   مَا اْلجَديدُ فِي اْلمَوْضوعِ ؟  .
  يُمَثِّلُ هذا الطلب خطأ كبيرا يرتكبه كل شخص مبتدئ لا يملك تجربة كافية في هذا الميدان ، أو يحتل مركزا غير لائق ، ولجوج في الحصول على المعلومات ، لكن أحدا لا يجيبه نظرا لتصرفاته ، ووضعه . تستعمل مجموعة الباثين العرب المقنعين المذكورين مختلف الحيل ، والمكر لتبرز للناس أنها تمتلك أسرارا ثمينة. 
    قَدْ يَتِمُّ الالتفاف بسرعة حول هذه المجموعة ، لكن بعض الناس المترددين الذين يحركهم الفضول المفرط يقعون في حبائلها بسهولة :
  _   هذّا اْلشَّخْصُ سَيحْملُ لِي بُشْرَى جَديدةً ، أوْ خَبرًا لمْ أَكنْ أَتوقَّعُهُ مُنذُ عِدَّةِ سَنواتٍ .
    يُشَكِّلُ هذا الحديث بداية للحوار بين الطرفين ، وهذا ما يتمناه المتكلم العربي المُقْنِعُ الماكر ، ويتربَّص به الدوائر . لقد حلت عقدة لسان المخاطب ، وها هو يبادله الحديث ، كما أن طريقة استعراضه لوسائله قد نجحت بقوة . بعد مرور عشر دقائق فقط من الحوار يبدأ باستعمال كلمة (( صديقي العزيز )) لمخاطبة محاوره الذي لا يعرف اسمه ، ولم يسبقْ له أن التقاه من قبل . يبذل جهده لمعرفة أسماء محاوريه ، فيركز بشكل دقيق على طلبه: 
_ أيُّهَا اْلسَّيدُ اْلمُحْترمُ ، إنَّنِي ألْتمِسُ مِنْكَ بِهذهِ اْلمُناسبَةِ اْلسَّعيدةِ ،اْلَّتَي تَجْمعُنَا أنْ تُذكِّرنِي بِاسْمِ ذلِكَ الشَّخْصِ الَّذِي نتَعامَلُ مَعهُ ، لأنَّنِي نَسَيْتُهُ  . 
أما بالنسبة للمعلومة السرية ، التي كان يعدك بها هذا الشخص المروج للإشاعات منذ فترة ، ويزعم أنها واردة من (( مصدر موثوق به ، وذائع الصيت )) ، فيظهر أنها نابعة بكل بساطة من خيال خصب .
   ومَهْمَا يكنِ الأمر ، فإن هذه (( المعلومة )) ستجعله يهز كتفيه استخفافا لمواجهة أناس ذوي حس نقدي جيد . إنَّ المهم عنده هو (( التأثير فيهم ، وشدهم إ ليه لفترة طويلة )) ، وإيجاد سبب وجيه لاحتوائهم ، وبالتالي النفاذ 
إلى أعماق نفوسهم . إن تشابه الأقوال هو الذي يرسم في عدة ظروف الحدود المناسبة لبناء وسائل الإقناع في اللغة العربية ، حيث يشيع القول التالي في هذا المقام :
  _  كلُّ شَيْءٍ جَائزٌ . لنْ يَحْدُثَ مَا يُعكِّرُ اْلسَّيرَ اْلطَّبِيعي لِلْحَياةِ . 
 يُعَدُّ هذا القول مطاطيا ؛ إذ لا يمكن البرهنة على هراء من هذا القبيل .
    مِنَ اْلمَعْلُومِ أن المتكلم العربي المُقْنِعَ persuasive صاحب الطبيعة المألوفة ، والتلقائية يكون وليًّا حميما ، بشوشا ، دمث الخلق ، حليما ، مرنا . إنه بصفة عامة (( شاب طيب النفس ، كبير القلب )) ، بدين ، ممتلئ البطن ، ذو طبيعة هادئة ، لا يبالي بهموم الحياة  ، مما يجعله يوزع بسماته ، وخدماته على الناس. 
   نَراهُ يُقدِّمُ الحماية للآخرين بناء على علاقاته ، و(( نصائحه الغالية )) ذات التعبير الراقي ، الذي يجعل مستمعيه يدينون له بالولاء ، والجميل ويذعنون له صاغرين .
   إِنَّ سُلوكَهُ يوحي بالثقة لذلك يجب رؤيته أثناء احتفاله بأحد الأعياد الدينية ، حيث نراه يستعرض عظمته ، وأبهته ، وثباته ، ونظرته النافذة ، وذقنه الممتد إلى الأمام ، وصوته الحكمي الوقور المتصنع ، واليد المرفوعة لتأدية القسم كما أنه ينشر حقائق غير مسبوقة . يظهر أحيانا بطبيعة متدمرة ، وغامضة تتمتع بالرفاهية ، والجاه من خلال استعمال كلمات متقطعة ، ومجازات ، وإيحاءات مضمرة كثيرة ، والتكتم بشدة ، وكأن كلامه ذهب نفيس ، أو در مكنون ( 8 ) .
  يُحقِّقُ المتكلم المُقْنِعُ الذي ينحو هذا النحو نصرا مبينا ، لأنه يتحلى بالصبر ، ويتمتع بسلطة فعلية . يولد هذا الشخص مزودا بآليات دعائية ،  مما يجعله يكتسب ، ويتعلم أمورا غالية تسعفه عند ارتباطه ببعض الأحزاب التي تسعى للحصول على المنح ، والهبات التي يقدمها الجمهور. 
   لَكِنْ لا يجبُ أن ننسى أن هذه الممارسات تتطلب مرونة كبيرة ، وكياسة ، وحصافة ، وذوقا مناسبا . يصادف الإنسان المستقيم في كل لحظة عراقيل متنوعة يفرض عليه نسق الحياة اليومية تجاوزها . إنه يعلم أن بعض خصومه يراقبونه ، الأمر الذي يجعله يتحرق شوقا لبث القلق في نفوسهم ، حتى يساورهم الشك فعلا في شخصيته . هناك مناورات مؤلمة ، ومنحرفة تكون مليئة بالدسائس ، والمكر ، والابتسامات ، والحبائل ، مما يجعله يقف عاجزا عن تنفيذها . قد تكون حياته عبارة عن سلسلة متواصلة من الحسابات ، ، والحيل ، والخدع ، والهفوات ، والمكائد ، والنفاق ، حيث يتوارى كل شيء خلف المظاهر الزائفة ، وهذا ما يحجب نسق الحياة الشريفة الراضية. 
     تُنْجزُ كلُّ الأمور ، وتُدَقَّقُ كل الحسابات ، وتقلب كل الدفاتر ، لكن هذه المهارة ، والمعرفة ، والحنكة تكون غير محببة ، لأنها (( مجانية )) . لا ريب أن الباث العربي المقنع الجيد يحاول معرفة الحالة الراهنة الخاصة بهذه التلقائية ، والعادة المألوفة ، والحفاوة ، والبشاشة ، والود . عندما تسنح الظروف ، فإنه ينجرف مع سيل تلقائيته المعهودة ، ولطفه ، وحلمه ، لكن لا يجب أن يفرط في ممارسة هذه العادات ، وأنواع السلوك الخاصة ، لأنها قد تفقده في الواقع سلطته ، أو هيبته التي لن يستطيع استعادتها فيما بعد مهما فعل . 
علاقة الإبهار والإغراء بعملية الإقناع الصامت 
    تُرَكِّزُ جلُّ المؤلفات ، والدراسات المنطقية ، والبلاغية التي تهتم بوسائل الإقناع الحجاجي في اللغة العربية على رصد مظاهر التأثير على المخاطب ، ودور وجهة نظر المتكلم المُقْنِعِ ، وسلوكه خاصة عندما يصل إلى تحقيق غايته دون أن ينبس ببنت شفة ، إذ إنه يستعيض عن كل هذا بحضوره المتميز . 
     نَرْضَخُ في أغلب الأحيان لسلطة المتكلم العربي المُقْنِعِ الذي يقتصد في الكلام ، فنحس معه بالثقة ، والأمان ، والسعادة ، وهو ما يجعلنا مستعدين لطاعته ، وتصديقه بصورة عمياء . 
  يُمَارِسُ هذا (( الإشعاع )) أناسٌ تصفهم بدقة كتب (( علم الفراسة )) ، أو البحوث المتعلقة بدراسة مزاج ، وأخلاق الإنسان التي ترتسم على ملامحه. إنهم أفراد مكونون بشكل متناغم نظرا لامتلاكهم حسنا مثيرا ، وعيونا ساحرة ، ووجوها صبوحة ، وأنوفا معقوفة ، وأفواها مدورة على شكل خواتم رائعة ، وبشرة ناعمة ، كما أن عباراتهم تدل على الذكاء الثاقب . نشعر بأنهم أشخاص متزنون ، أسياد ، واثقون من أنفسهم ، مثاليون ، مناصرون للحق ، مخلصون ، أقوياء ، أشداء رغم مظاهر الرقة ، عقلاء ، كرماء ، نبلاء ، نزهاء ، متجاوزون للتملق ، والمذلة ، والمسكنة ، تواقون للجديد المفيد ... يمارسون أحيانا نوعا من الكبرياء ، والفخر ، والترفع . يمكن القول أنهم أشخاص (( جذابون )) ، و(( سحرة )) . 
  عِنْدَمَا نقابلُ أحد هؤلاء الأشخاص ، فإننا نحس بأنه سيكون سندا لنا يشد عضدنا أثناء ضعفنا . لذلك فإننا ننتظر بفارغ الصبر سماع أقواله ، وكأنها تعبر عن حقائق ثمينة . إذا لم ينطق بأية كلمة ، فإننا نراقب بدقة حركاته ، وارتداد طرفه إليه ، أو أقل رعشة تصدر عن أحد ملامحه . يكفي أن يأتي بحركة عابرة تنم عن الغضب الذي يجسد عدم الرضا بالنسبة للآراء المطروحة للنقاش لكي نقلده ، ونسير في ركابه . أما إذا عبر بوضوح عن فكرة معينة برفع خفيف للرأس ، فإننا نصفق له بحرارة ، كما أن صمته يكون بليغا ، وحكيما . يقدم لنا هذا الشخص مثالا صارخا على التميز ، والتفوق ، وهو ما يعد كافيا بالنسبة لهذه الطريقة الخاصة ببناء وسائل الإقناع في اللغة العربية . إنه يستغلُّ إيماءات الوجه ، والحركات ، والتعابير ، والتصرفات التي تكتنز بين طياتها دلالات ثرية ، وسلطة توحي بأشياء كثيرة . 
  كَيْفَ نفسر هذه الطريقة من الإبهار ، والإغراء القوي ؟ 
    يَزعُمُ بعض علماء التحليل النفسي أن هذا الإنجاز يمثل (( حالة نقل عاطفي )) ، فكل واحد منا يحتفظ في لا شعوره باستعداد مبيت سلفا يساعده على ترجمة الأحاسيس التي يحملها اتجاه والديه منذ كان طفلا ، كما أن الظروف الملائمة تدفعنا إلى تبنى سلوك عقلي ، وعاطفي إزاء أناس نقابلهم صدفة في حياتنا ، وهو سلوك يضارع ما كنا نتبناه اتجاه الوالدين .
   عِنْدَمَا نخضع لنفوذ متكلم عربي مُقْنِعٍ بامتياز ، فإن هذا يعني أن شخصيته قد احتلت مكانة مركزية في لا شعورنا ، وهو ما يجعل منها بديلا لشخصية أخرى كانت تلعب في الماضي _ حسب رأينا _ دورا سلطويا مهما ؛ الأب ، أو الأم مثلا. 
  نُصَادِفُ في حياتنا اليومية نوعين من الأفراد العرب الجذَّابين :
   1  _  نوعٌ منهم يصدر أحكامه علينا بالاعتماد على نفسية ذات طابع صارم ،  جدي ، قاهر : إنه يعيد إنتاج صورة الأب . 
    2  _   نوعٌ آخر (( يستولي )) علينا بطرائق مغرية ، وجذابة ، ورقيقة ، وصوت رخيم ، وتصرفات حنونة تعيد إنتاج صورة الأم . 
   تُعَدُّ هذه الظاهرة مصدرا لمشاعر الخوف ، الإجلال ، الحب ، الاحترام الذي يفرضه علينا هؤلاء الأشخاص المقنعون (( الجذابون )) .
   أَمَّا بالنسبة للأثر الذي تحدثه النظرة (( الثاقبة )) ، فإنه يعود في الأصل إلى تلك العملية التي تجعل من مظهر العينين أثناء استخدام لغة الإشارات ، والإيماءات دليلا حيويا ، ورمزا للقوة الجنسية . 
  وَمَهْمَا يَكُنِ الأمرُ بالنسبة لهذه النظريات ، فإن ما يمكن أن يستفاد منها بصفة عامة هو أن قدرة بناء وسائل إقناع حجاجي لغوي تصبح هنا أكبر مما هي عليه في خيال المخاطب ، الأمر الذي يجعل المتكلم المُقْنِعَ شبيها بتلك الشخصيات الحقيقية ، أو الأسطورية التي كانت تسحره ، وتفتنه منذ قديم الزمان. 
التأثير وعلامات التفوق
   يَكُونُ أحيانًا نجاح أحد المتكلمين العرب المُقْنِعيِنَ باهرا ، ومباغتا ، ومثيرا ، مما قد يصيب عددا كبيرا من الناس بالإشعاع المؤثر ، والساحر الذي يسيطر بقوة على النسق العصبي للمخاطب .
  تُشَكِّلُ هذه الفرضية إحدى الظواهر التي مازالت لحد الآن لم تحدد بشكل علمي دقيق في البحوث ، والدراسات العربية . فهل هذا يعني أنها عبثية ؟ 
   لاَ يَتِمُّ النظر إلى الموضوع من هذه الزاوية ، فهذه الظاهرة تبدو في الحقيقة (( قريبة من المألوف )) ، كما يرى ذلك  م . لوسيان فافر ، والرأي نفسه نجده عند م . دانييل برثيلو وغابرييل بوتي وبريون وغيرهم .  تقرُّ هذه المجموعة من العلماء بوجود تشابه بين الموجة العصبية ، والموجة الكهربائية . لذلك فإنه من المحتمل جدا أن السائل العصبي الذي تقاس سرعته ب (30   إلى 40 مترا في الثانية ) ، والذبذبة ب (  30إلى 40 ذبذبة في الثانية ) يملكان نفس الخصائص الموجودة بأنواع أخرى من الطاقة ، حيث يمكنهما العمل بمعزل عن مصدرهما .
  إِذَا كَانَتِ الطاقة العصبية مخالفة لهذا القانون ، فإنها ستكون فريدة من نوعها ، وهو ما يبدو ممكنا جدا . لذلك فإن (( إشعاعات )) جسم الإنسان تماثل ما سبق . تطرح هنا عدة أسئلة : 
  _    هَلْ تؤثر هذه الطاقة على إرادة بعض الأشخاص ، والاتجاهات الأخرى ؟   
  _    أَلاَ تُساعدُ هذه الخصائص بكل بساطة على تغيير مجرى أفكار ، وصور ، وعواطف ، وقرارات الكائنات البشرية ؟ 
_   هَلْ يستطيع هذا الإشعاع العصبي النابع من أعماقنا دفع الخلايا العصبية لجيراننا للعمل بطريقة معينة ، وجعلهم يقومون (( بتقطير )) عاطفة متفردة تعمل على نشر ظاهرة القبول ، والرضا ؟ .
    إِنَّ رجوعَنا إلى الأفكار التي عرضها م . فافر بشأن بعض الطاقات الخاصة بعلاج اليد يساعدنا على تخيل الفرضية التالية : 
   يَخْضَعُ التيار العصبي لنفس القوانين التي يخضع لها التيار الكهربائي . لذلك تنتج تيارات معينة داخل أي مكب محايد ، حيث يتم من خلاله ضبط المسار بواسطة
 التيار . يمكن في الوقت نفسه قبول جسم بشري (( استقرائي جيد ، ومتوازن )) يقوم بتحقيق (( نظام )) نافع داخل جسم آخر ، ثم تحقيق وظيفة غير متوازنة.  
المراجع  
1  _  أحمد السعيد ، فن الكلام ، مدخل إلى الاتصال العام ، دار النهضة ، ص 77 بيروت  . 1987 .
2  _ محمد سالم ولد الأمين ، مفهوم الحجاج وتطوره في البلاغة المعاصرة ، مجلة ( عالم الفكر ) العدد 2 ، يناير / مارس 2000 ، ص 61 .
3  _ صابر الحياشة ، التداولية والحجاج ، مداخل ونصوص ، ط 1 ، دار صفحات للدراسات والنشر 2007 .
4   _  أحمد محمد الحوفي ، فن الخطابة ، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ، ص 136 . 172
5  _  gean divignes rouges , dictionnaire de l,art de persuader ,p 297, editions .j. oliven . paris 1944
6  _  ibidem , p 310
7  _  ibidem , p 313
 8 _  ibidem , p 322




 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية