للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

التقنية وصـراع اللغات

د. فرج دردور

 بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، أقدم هذه المداخلة المتواضعة؛ حيث أقامت بعض أقسام اللغة العربية بالجامعات الليبية، احتفاليات بالمناسبة على الطريقة التقليدية التي تستند إلى ثقافة عامة الناس، وأفتقر بعضها للموضوعية التي يسير على نهجها البحث العلمي....!!

فبعض المداخلات من الأساتذة المحترمين كانت متعصبة للغة العربية على طريقة المثقف غير المتخصص الذي يفتخر بلغته ولا يقدم من أجلها شيئاً يحل مشاكلها. وهذا النوع من المداخلات ـ في اعتقادي ـ لا يتماشى مع قواعد البحث العلمي، لأن الطرح مبنياً على التفسير الخاطئ للقرآن الكريم، الذي يعتبره البعض قد صان اللغة العربية من الضياع، وهم أنفسهم يتواصلون باللهجة العامية ولا يجيدون التحدث بلغة القرآن.....!!
إن ما يردده البعض: "بأنه لا خوف على لغة القرآن الكريم"، استناداً لقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون) يوسف{2}، وقوله: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر{9}. فلا شك بأن الله تعالى تعهد بحفظ كتابه في صدور ملايين المسلمين، بعيداً عن التبديل والتغيير، وعلى مر العصور، ولم يثبتْ ـ وفق اجتهاد بعض العلماء ـ أن الله تعالى قد تعهد بحفظ اللغة العربية، والدليل على ذلك أن اللغة التي نزل بها القرآن لم تعد مستعملة في الحياة اليومية، لا بل هناك الملايين من البشر يحفظون القرآن عن ظهر قلب ويتكلمون لغات أخرى.
وعلى الرغم من أن اللغة العربية ليست مهددة بالانقراض وفق أحدث الدراسات، إلا أنها لم تتمكن من اقتحام التكنولوجيا بالشكل المطلوب. والسبب هو تأخر المجامع اللغوية المنتشرة بأنحاء الوطن العربي على مسايرة التطور التكنولوجي. حيث تفيد بعض التقارير العلمية عن وجود نحو ربع مليون كلمة متراكمة غير مدرجة في القواميس العربية، معظمها من المصطلحات العلمية المتولدة من التطور الهائل للتكنولوجيا، وأن ما يقرب من 5 كلمات في اليوم أي ما يعادل 1800 كلمة في السنة يجب على هذه اللغة استيعابها.
إن اللغة العربية تواجه تحديات كبيرة في المجتمعات الناطقة بها بسبب اللهجات التي تؤثر سلباً في عملية تدريسها. فعلى الرغم من أن الدول العربية ومنها ليبيـا قد عملت على وضـع استراتيجية لتعليـم العربية، إلا أنها ما زالت بعيدة عن تحقيـق أهدافها. ويبقى دورنا أن نسعـى إلى التطوير والتجديـد لما يقـع في إطار اهتمامنا.
وعليه فإن نوعية التعليم الجيد هو الذي تحتوي برامجه على أدوات التقنية الحديثة. هذه الأدوات يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من التدريس، لأنها تشكل عاملاً حاسماً في سرعة انتقال وتبادل المعلومات. وهو ما ينقلنا إلى خلق أنماط جديدة في استخدام اللغة، الأمر الذي يتطلب تطوير بعض الأنشطة اللغوية التي تواكب لغة التكنولوجيا. وظهور مفاهيم جديدة في هذا المجال هو نتيجة التطور التقني الذي أسهم في توليد الآلاف من الكلمات؛ ومن هنا تبرز قدرة اللغات الحية على اختراق التقنية لتصبح أداتها، واضعةٌ خلفها لغات أهملها أهلها.
حيث تفيد أحدث الدراسات، أن اللغات الباقية هي المستخدمة في التكنولوجيا، وأن نحو 100 لغة من لغات العالم ــ ليس من بينها العربية ــ سوف يكون مصيرها الزوال خلال المائة سنة القادمة. وهو ما عبر عنه البروفسور فليب ريلي 2005 بناقوس الخطر في قوله: "سوف ينخفض عدد اللغات الحية في العالم وعلى الشعوب أن تختار لغتها أو لغة غيرها". ....
 

أخبار ليبيا

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية