للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اليوم العالمي للغة العربية

أ. باسل الزير

 إن لغتنا العربية تمر في الآونة الأخيرة بأسوأ حال، خصوصاً بعد التقارير التي حذَّرت منها منظمة الأمم المتحدة بجعلها لغة ميتة، بعدما قَلَّ التعامل بها عبر أعضائها منذ قديم الزمان، إضافة إلى الهجمة الإعلامية الغربية الشرسة التي حظيت بها ثقافتنا عبر القنوات الأجنبية والإعلام التي تبثّ سمَّها في كل وقت وآن، عبر الأقمار العربية.

فقد آتت أُكلها وأثمر ينعها عبر تبني بعض الدول سياسة الهوى الأميركي الداعية لــ«أمركة» الشعوب العربية ومسح ثقافتنا وديننا ولغتنا، فجاسوا خلال الديار بأخلاقهم ولغتهم وثقافتهم المتباينة عنا، ودخلوا لنا عبر الفضائيات والمذياع و«الانترنت» وما توالد منها، واستطاعوا أن يغيروا فينا ويلبسونا لباسا غير لباسنا وطبائع ليست من طبائعنا، وعادات ليست من عاداتنا، وكل ذلك قوامه الضعف العلمي والتراجع السياسي والأخلاقي، بعد أن تفشى فينا الجبن، وغلب علينا التواكل وأصبح ضعفنا متفشيا في كل النواحي والميادين، وكما قال الرافعي: «وما ذلَّت لغة شعب إلا ذلَّ..». وهذا ما لاحظته بوضوح من التحدث بلغة انكليزية طوال الوقت عبر تيك البرامج، كأن لغتنا العربية عقمت عن التعبير عمّا تجول به الأنفس وتحز به الصدور!
ووالله إنْ هذا إلا اختلاق وجهل واضمحلال وضعف في الشخصية من أولئك الأصحاب..
فهذه الحملة التي بدأها الغرب منذ مطلع القرن العشرين عبر الدعوة إلى العامية وكتابة الحروف العربية باللغة اللاتينية وتغريب العرب وتزوير ثقافتهم قد تصدى لها ثلة من الأكابر، وعلى رأسهم شيخ العربية محمود شاكر (رحمه الله) عبر كتابيه «أباطيل وأسمار» و«رسالة في الطريق إلى ثقافتنا»، فهم منذ قديم الأزل يريدون أن يكيدوا لهذه الأمة العربية بقهر ومسخ وتشويه لكي يضلوها السبيل ويوردها السراب..
والكويت ليست بدعا عن تلك الدول الأخرى التي نالها هذا الوهن وهذا الانسلاخ، حيث انتشرت ثقافة التعابير المحلية العامية بصورة مبالغ فيها على لغتنا العربية وتفشّت ظاهرة التحدث بالانكليزية عبر قنواتنا الفضائية بديلا عن لغتنا العربية، وتلك الأمراض المدنفة والأسقام المضنية تزداد يوما بعد يوم عبر أناس لا يرون الثقافة والرقي إلا إذا غلب على كلامهم اللغة الانكليزية!
إن حصون لغتنا مهددة من داخلها وبنا «قابلية الاستعمار»، كما قال مالك بن نبي، ونتبع الغرب بحلوه ومره و«المغلوب مولع بتقليد الغالب».
واعلموا ان هذه الهجمة وهذه الدعوى نزاع لا ينقطع، وصراع لا يفتر، وتقع خطورتها بأنها تمسخ أبناءنا وثقافتنا ولغتنا وتضع حاجزا منيعا عن ماضينا وهويتنا، ولا مناص لنا بالوقوف أمام هذه الحملات عبر إلزام القنوات بالتحدث باللغة العربية لطاقمها وضيوفها، ووضع برامج ومسابقات تدعم اللغة العربية وتحييها وتحببها لدى العامة، و«دبلجة» الأفلام الأجنبية، كما تفعلها أمم كثيرة خافت على ثقافتها وهويتها من الغزو الأميركي؛ كفرنسا وألمانيا وتركيا وغيرها من البلدان المختلفة، التي تعرف جيدا كيف تحمي لغتها وثقافتها.
 

القبس

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية