|
|
|
|

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
د. عميش يوسف عميش
قرار مجلس الوزراء (21/ 2/ 2015) حول مشروع نظام امتحان الكفاية في اللغة العربية حكيم ونص على ان تعيين اعضاء هيئات التدريس في التعليم العام والعالي والمذيعين والمحررين والاعلاميين لن يتم الا باجتياز امتحان الكفاية في اللغة العربية. واعلن مجمع اللغة العربية ان لجنة مختصة تقوم بصياغة اليات الامتحان. المادة (3) من قانون حماية لغتنا العربية تعني الزام المؤسسات الرسمية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني باستخدام اللغة العربية كأساس في نشاطاتها الرسمية. نعود الى اصول لغتنا العربية فهي الاكثر تحدثاً ضمن اللغات السامية، ويتحدثها (422) مليون عربي و(422) مليون من غير العرب. وتعتبر (مقدسة) فهي (لغة القرآن) ولا تتم صلاة المسلم الا بإتقانها. كما انها لغة شعائرية رئيسية لدى معظم الكنائس المسيحية في الوطن العربي وكتبت بها اهم الاعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى. كما انها اثرت لغات شعوب كثيرة غير عربية. وهي لغة رسمية في العالم العربي. كذلك تشاد وإريتريا واسرائيل. وهي احدى اللغات الرسمية الست المعتمدة للعمل في منظمة الامم المتحدة. وهي الاغزر لغوياً. فمثلاً يحتوي معجم لسان العرب (لابن منظور) في القرن الثالث عشر اكثر من (80) الف كلمة عربية. بينما يحتوي اول قاموس انجليزي (لصمويل جونسون) في القرن الثامن عشر (42) الف كلمة فقط. تحتوي لغتنا (28) حرفاً بالإضافة الى الهمزات وتكتب من اليمين لليسار كالفارسية والعبرية. لقد اطلق على لغتنا (لغة الضاد) – لان الضاد حرف يختص به العرب فقط. تنتمي لغتنا الى اللغات السامية الوسطى وتضم لغات حضارات الهلال الخصيب وجنوب الجزيرة العربية والقرن الافريقي. اما نشأتها فهي اقدم من العرب انفسهم. وكانت لغة قريش لتغلب لسان قريش على العرب قبل الاسلام. اما اقدم النصوص للغتنا فهو القرآن. اما اصلها ففيه اختلاف بين العلماء وليس مؤكداً انه (قريش). ولو ان الرسول قرشي واول دعوته كانت بينهم. اما اثارها فوجدت في النقوش القديمة على الحجارة والشواهد. وقد قسم اللغويون العربية لثلاثة اصناف (1) التقليدي (2) الرسمي. (3) المنطوقة – (العامية). الاهم كان اللهجات العربية حتى ان بعض القبائل كانت لغتهم غير منقطة لا يفهمها سواهم وقد تمكن الاسلام توحيدها والاثر الاكبر كان للفتوحات الاسلامية في نشر لغتنا في العالم. واصبحت لغة الادب والعلم والشعائر في الكنائس المسيحية في الوطن العربي مثل الروم الأرثوذكس والكاثوليك والسريان. كما كتبت بها الكثير من الاعمال الدينية والفكرية وساهم غير المسلمين في تطوير مصطلحاتها بفضل ما نقلوه لها من ترجمة لغات اخرى. وكانت فترة ازدهار عصر الحضارة العربية–الاسلامية حيث تأثرت عدة لغات غربية بالعربية. وجاء عهد الركود لمدة (400) عام منذ القرن الثالث عشر. لكن حدث تطور مذهل بداية القرن السابع عشر ثم الثامن عشر، بازدياد نسب المتعلمين، وافتتاح المطابع، ونشر الصحف بالعربية، وظهور جمعيات ادبية وشعراء وكبار الكتاب والادباء وأسسوا القواميس والمعاجم العربية و ترجموا روائع الفكر العربي. كذلك برزت مدرسة ادب المهجر. كانت خطوط اللغة العربية قبل الاسلام (1) الكوفي. (2) الانباري. (3) المكي. (4) المدني. ودون القرآن بالخط المكي كذلك كتابة المصاحف زمن عثمان بن عفان. اما الارقام العربية فلقد طورها العرب من الارقام الرومانية. ان موضوع حماية لغتنا يعني مواجهة خطر انقراضها كغيرها من اللغات. ازدواجية اللغة بين الفصحى والعامية، وعدم تمكن لغتنا من مواكبة العصر بكل المصطلحات التقنية لكن الاهم ان الحضارة العربية الاسلامية ظهرت متوجة باللغة العربية السامية الاصل مما منعها من الانقراض مع انها انقرضت في ايران بعد ان كانت لغة رسمية. برأيي انه لا بد من وضع الية لحماية لغتنا من الانقراض. والعودة الى تعليم لغتنا للأطفال وللطلبة في جميع مراحل التعليم والعودة الى مفاهيم التعليم (1) جعل التربية والمعارف اساساً من الابتدائي حتى التعليم العالي. (2) التقليل من استخدام اللغة العامية على حساب الفصحى. (3) ايجاد مرادفات عربية للمصطلحات الاجنبية – ولا مانع من وضع اسم المصطلحات بالإنجليزية بأحرف عربية. مثل التلفزيون والليزر وهنا اذكر تعريف الليزر «الضوء المضخم للبث المنظم للأشعة، وهذا معقد. (4) تطبيق مشروع التعليم المستمر للمعلمين لإتقان لغتنا. (5) مواجهة التأثير السلبي للعولمة وانتشار وسائل الاتصال والمشاهدة. (6) اهمال الجيل الجديد بالكتابة والتحدث بالعربية الفصحى وتقليل التحدث بغير العربية بين افراد الاسرة. (7) دور مؤسسات الدولة في الدوائر الرسمية والمعاهد العلمية والادبية – يجعل الافضلية الاولى للغة العربية وهذا لا يعني اهمال تعليم واتقان اللغات الاجنبية. واخيراً لا بد من الرجوع الى قانون حماية اللغة العربية الذي اقرته الدولة ممثلة بالسلطتين التشريعية والتنفيذية، لكن واجب المؤسسات بكل انواعها وخاصة الاجتماعية والتعليمية المساهمة في مجهود حماية اللغة العربية- ولا ننسى البيت والاسرة.
الرأي
|
|
|
|
|
|