|
|
مستقبل السياسة اللغوية في الجزائر بين الحلم والحقيقة
أ. حمزة زرقي
لـــقد عمــد الاستعمار الفرنسي طيلة قــرن و نصف من احتلاله للجــزائر إلى طمس هويتها الوطنية القوميـــة ومسخ لغتنا بشتى الطرق والوسائل ، وبالرغم من انتهاج الجزائر سياسة لغوية بعد استقلالها؛ واسترجاع السيادة اللغوية وذلك بتعميم استعمال اللغة العربية وطرد لغة المستعمر. إلاّ أنّ مستقبــل هذه السياسة اللغوية في وقتنا الحاضر باءت بالفشل , لأن الحكم عليها بالفشل راجع بالدرجة الأولى على مــدى نجاحها في تحقيق عملية التّعريب والتخطيط للغة العربية, بالرغم من أنّ الهــدف المنشــود من وراء سياسة التّعريب ليس استرجاع مكانة اللّغة العربية فحسب, بـل مـن أجــل ترقيتها وتطويرها لتصبح لـغة البـحث العـلمـي و التكنولوجــي، ولغة المحيط والإدارة و......, و الواقع اللغوي الجزائري الذي نعيشه اليوم كدولة عربية في مختلف مظاهر الحياة اليومية و المؤسسات الوطنية و الرّسمية, يعلن نتائج الفحوصات اللغوية التي بيّنت وباء لغوي أو بالأحرى إيدز لغوي أصاب اللغة العربية في الجزائر,بالرغم من الأشواط التّي قطعتها سياسة التّعريب, تــأكّد فعلا أنّ السياسة اللغوية الجزائــرية لم يعد لها أملا أو حلما , فالحقيقة جسّدتــها الأحداث عمــلا بجعل اللغة العربية تخرج من بعدها اللغوي, واستصدار تطبيق القرارات المسطّرة لمشروع التعريب, وإدراج قانون تعميم استعمال اللغة العربية في متحف التاريخ ينتظر إزاحة عنه الغبار.
|
|
|
|
|